ثنائية نونيز في اللحظات الأخيرة تمنح ليفربول الفوز 2-صفر على برنتفورد بلاغ لكل شركات الطيران العالمية بمنع نقل اي إسرائيليين او ايرانيين الى دمشق تفاصيل محادثات احمد الشرع مع محمد بن زايد .. إسرائيل تتحدث عن خطة دفاعية لانسحابها من غزة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تدشن امتحانات المفاضلة لمنح التبادل الثقافي للعام الجامعي 2026 - 2025م بجامعة إقليم سبأ وزير الأوقاف يستقبل وفدًا من الإدارة السورية الجديدة بمكة المكرمة ويتلقى دعوة لزيادة دمشق تكريم الرائد الكشفي علي حشوان في الملتقى الكشفي الدولي الثالث في الكويت تكريم أوائل طلاب مدارس النازحين بحافظة مأرب عدن: الصحفي ''أحمد ماهر'' يغادر سجن ''بئر أحمد'' سيء الصيت بعد فترة طويلة قضاها في زنازين المجلس الإنتقالي تفاصيل عرض مغري قدمه الهلال السعودي للمصري محمد صلاح
الاختراقات الإسرائيلية لعالمنا لعربي أكبر كثيرا مما نظن، ذلك أن الأمر لم يعد مقصورا على تطبيع معلن أو غير معلن مع بعض العواصم العربية ولا شركات تتخفى وراء عناوين مختلفة، لكنه تجاوزه إلى محاولة التطبيع مع الأجيال الجديدة في المجتمعات العربية من خلال «الفيسبوك» و«تويتر». وهو ما يمكن وصفه بأنه غزوة سرية تتم وراء ظهرنا، وهو ما لم تنتبه إليه الأغلبية، بمن فيهم أجهزة التنصت والتتبع، التي احتلت الفضاء العربي وانشغلت بمراقبة النشطاء والمعارضين الوطنيين، وتجاهلت تخريب الأعداء لوعي وعقول الأجيال الجديدة من الشباب العربي.
كنت قد سمعت عن محاولة إسرائيل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لاختراق المجتمعات العربية، لكنني قرأت تقريرا مفصلا للعملية نشره موقع رأي اليوم للباحث زهير أندراوس، الذي بعث به من الناصرة (في الضفة الغربية يوم 7/12) تحدث الكاتب عن مبنى كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية خصص لفريق من الشبان يضم عشرة أشخاص، كلفوا بالتواصل مع الشباب العربي في مختلف أنحاء العالم. ويتولون تزويدهم بالصور والنشرات والمعلومات والتعليقات المترجمة من العبرية إلى العربية.
هؤلاء يشكلون قسم الدبلوماسية الرقمية في وزارة الخارجية الذي يخاطب الجميع من موقع «المصدر» شبه الرسمي، الذي يعدّ الذراع التنفيذية للوزارة في تل أبيب؛ إذ يقوم بشكل أساسي وناعم بتمرير الرسائل الإسرائيلية إلى الوطن العربي على مدى الساعة. والهدف الأساسي هو تحسين صورة دولة الاحتلال وتقديم المبررات التي تحاول تبرير مختلف الممارسات الإسرائيلية.
يوناتان غونين، رئيس قسم الدبلوماسية الرقمية، قال للموقع المذكور إنه في منطقة الشرق الأوسط يعيش نحو 400 مليون عربي، من بينهم 145 مليونا يستخدمون الإنترنت و80 مليونا منهم يستخدمون الفيسبوك، «وقد أدركنا منذ أسسنا القسم في عام 2011 أن أفضل وسيلة للتواصل مع الشباب العربي هي الفيسبوك، الذي أصبح الوسيلة الأقوى تأثيرا على الرأي العام». ووفقا للإحصاءات الرسمية للوزارة يبلغ عدد متابعي صفحة الفيسبوك التي يديرها قسم الدبلوماسية الرقمية أكثر من 910 آلاف متابع.. أكثرهم في سن 18 حتى 24 عاما. ويعيش معظم المتابعين في مصر، لكن هناك آخرين في العراق والمغرب والأردن وفلسطين ويشاركون في التعليقات على صفحاتهم.
إضافة إلى ذلك فثمة صفحة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تتعامل مع 83 ألف متابع، أغلبهم صحفيون ودبلوماسيون وقادة للرأي العام، ومشاركة أمثال هؤلاء في التغريدات الإسرائيلية تعنى في رأيهم أن رسالة وزارة الخارجية تصل إلى عدد كبير من الأشخاص الفاعلين في العالم العربي.
ما يثير الانتباه أن صفحات الفيسبوك المذكورة تسمح لممثلي وزارة الخارجية بالتوجه مباشرة إلى القراء، الأمر الذي يسمح لإسرائيل بتجاوز الحكومات والتفاعل مع العرب من خلال الدبلوماسية الرقمية التي تنقل إليهم مختلف الرسائل التي تتناول الموضوعات الحساسة والجادة، إلى جانب مقاطع فيديو وأغان لمطربين إسرائيليين. وتشكل ممارسات الديمقراطية الإسرائيلية المقصورة على الإسرائيليين نقطة جذب للقراء العرب، إذ أعرب كثيرون من الشبان المتابعين عن احترامهم لها وإعجابهم بها حين علموا بمحاكمة الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كتساف وسجنه بتهمة الاغتصاب وسجن رئيس الوزراء إيهود أولمرت بتهمة تلقى رشوة.
إلى جانب مخاطبة العرب من خلال الإنترنت، فإن إسرائيل عمدت إلى دعوة وفود صحفية عربية لزيارتها، الأمر الذي يشكل مساحة أخرى للتفاعل الذي يخاطب القراء العرب، ويحاول تجميل صورة دولة الاحتلال. وحتى الآن زارت إسرائيل وفودا من العراق ومصر والمغرب والأردن وتونس إضافة إلى صحفيين من أكراد سوريا.
السؤال الذي يثيره كل ذلك هو: هل يعقل أن تقف حكوماتنا ومؤسساتنا الأمنية متفرجة على كل ذلك؟