أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس
منذ عام تقريباً، وقبل عملية دار الرئاسة - حين رفض المشترك الحضور إلى قصر صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية – كان هذا ذكاء شديد منه؛ لأنه لو فعل ووقع في الفخ الذي نصبه له صالح، لكان هذا اعترافاً ضمنيا منه بشرعية حكمه، وكان هذا سيعتبر غباء سياسيا شديدا؛ خاصة بعد أن اعترف علي محسن بأن الرجل لم يفز في انتخابات 2006، وإنما فاز الراحل بن شملان.. حينها اتهم السذج البسطاء المشترك بأنه السبب في استمرار الأزمة، ونجح صالح في تصوير نفسه في صورة الملاك البريء والحمل الوديع وحمامة السلام، وتصوير المشترك بأنه الكيان الصهيوني الرافض للحلول السلمية.. وهؤلاء السذج البسطاء أنفسهم هم الذين نعوا وعابوا على العلماء رفضهم التصرف المزايد على الدين بامتياز من صالح لما رفع المصحف، قائلا: بيننا كتاب الله.. حينها ذكرنا بتصرف الخوارج في معركة صفين، وسلك العلماء نفس المسلك الذي سلكه علي بن أبي طالب؛ لما رفض هذا قائلا: كلمة حق أريد بها باطل..
الحق أن المشترك أثبت ذكاء سياسيا عدة مرات.. لكنه وقع في الفخ الصالحي، وكبا جواده كبوة عظيمة على وجهه؛ حين بادر لتوقيع المبادرة الخليجية؛ دون أن يضع فيها شرطا وبندا واضحا ينص على عدم السماح - لجميع من استفاد من الحصانة – بالعمل السياسي مستقبلا وليكن لدورتين انتخابيتين على الأقل.. وهذا هو نفس الخطأ الذي وقع فيه المصريون، وحاولوا تداركه بقانون العزل السياسي، الذي سقط، كاد شفيق يصل لكرسي الرئاسة؛ لولا دعم الثوار من خارج دائرة الإخوان لمرسي..
وإذا نجح الحوار الوطني، فإن أول ما سيبدأ التحضير له من قبل طرفي الأزمة المؤتمر والمشترك هو: الانتخابات الرئاسية القادمة؛ ولأن اليمن اختارت ثورة على النمط السلمي لا الدموي، فقد يجبر الثوار – نتيجة الخطيئة السابقة التي ارتكبها المشترك – على القبول بأحمد مرشحا رئاسيا للمؤتمر؛ حينئذ ستسقط آخر ورقة توت عن عورة المشترك، وقد يضطر للموافقة متجاوزا الثوار، والثورة وأهدافها.. وحينها سيظهر في صورة الانتهازي البرجماتي الذي اتخذ الثورة هدفا لوصوله إلى الكرسي، وهذا ما كان قد عرضه عليه صالح مرارا وتكرارا دون الحاجة إلى تدمير البلاد وتخريبها كما حدث.. وسيبدو صالح مرة أخرى في صورة الرجل الحكيم الخبير ببواطن الأمور، ونوايا المشترك، الذي سيبدو في صورة السياسي البرجماتي الذي ليس لديه أدنى مانع أن يخون الثورة وأهدافها مقابل تحقيق مكاسب سياسية، كانت معروضة عليه عرضا من قبل، كما كان الإصلاح شريكا لصالح في حكمه وفساده على طول العقدين الماضيين..
لا ننكر أن توقيع المبادرة كان له الفضل الأكبر في حقن دماء اليمنيين؛ فالفرق بيننا وبين مصر مثلا كبير: فقد حكم مبارك مصر ثلاثين عام، لم يعين فيها أحد من أقاربه في منصب عسكري فضلا عن مدني.. أما بلادنا فالأمر فيها معروف ولا يحتاج لشرح ورفض المبادرة كان سيعني بالتأكيد حربا شاملة طاحنة.. وقد كان الفضل للمشترك في إيقاف سفك الدم اليمني، وفي حقنه وهذه حقيقة لا يجوز إنكارها رغم كل شيء..
أما إذا قبل المشترك بترشيح أحمد للرئاسة، فسيكون هذا المسمار الأخير في نعشه؛ لأن معناه ببساطة: أن ما حدث في اليمن لم يكن ثورة، وإنما هو تضارب مصالح، واتفاقات سياسية من تحت الطاولة، وقد اتفق اللصوص بجميع أطرافهم في النهاية على تقاسم المسروقات، أما الملاك الأصليون لتلك المسروقات –وهم الشعب اليمني - فليذهبوا إلى الجحيم.. وهذا ما نجح إعلام صالح في تصوير المشترك عليه، وحاولنا ونحاول جاهدين نفيه عن المشترك؛ ساعين حتى لإجبار المشترك نفسه على أن يفهم أن ما حدث في العام الماضي كان ثورة، وأن تلك الدماء التي سفكت والخراب الكامل الذي أصاب البلاد، لم يكن من أجل عيني المشترك ووصوله للسلطة، لا ولا من أجل اتفاقاته السياسية، التي يبدو أنها سترمي بأهداف الثورة وراء ظهرها، وتتخلى عنها.. فعلى المشترك أن يحذر الوقوع في هذه الخطيئة مهما كان الثمن، وإلا فستكون ثورة ثانية هذه المرة على المشترك، الذي لن تنقذه من الثورة القادمة عليه أي مبادرات.