عاجل..اعلان حوثي بشأن عودة خدمة السويفت البنكية للبنوك السته الواقعة في مناطق سيطرتها
توقعات بانقلاب المليشيات على اتفاق خفض التصعيد الأقتصادي
مليشيات الحوثي تنهي حياة أحد الأسرى من قوات الشرعية تعذيبا في أحد سجونها بصنعاء
آلاف المتظاهرين يحتشدون قرب الكونغرس احتجاجاً على خطاب نتنياهو
اتفاق قادته السعودية والإمارات: خارطة طريق جديدة تنص على تصدير النفط وتوحيد العملة ووقف تدمير الاقتصاد والقطاع المصرفي
ألمانيا تلاحق «حزب الله».. وتبدأ بحظر مركزه الإسلامي في هامبورغ
تعرف على المبالغ المالية التي رصدها الاتحاد السعودي للهجن في بطولة كأس العلا للهجن
حرس الحدود» السعودي يضبط كميات من القات المهرب جنوب المملكة
هيئة الأسرى والمختطفين .. جماعة الحوثي المسلحة أصدرت 145 قرار إعدام بحق مختطفين مدنيين
الجزائية في عدن تصدر أحكام إعدم وسجن بحق أفراد عصابة ادينوا في اغتيال ائمة مساجد وضباط عسكريين.. الأسماء
أيقنت مؤخراً بأن هناك رغبة ملحة لدى بعض المتابعين في فهم كينونة ما يسمى بالحراك، ومعرفة بداياته وأساليبه ومكوناته.. وهذه الرغبة المعرفية، تهدف إلى إلغاء الضبابية في توجهات الحراك المتعددة بتعدد فصائله والشخصيات المؤثرة فيه، وإيضاح ألوانه المتغيرة أمام المتابع للشأن السياسي اليمني، والذي غالباً يتوه بين التعاطف مع الدوافع الحقوقية للحراك، وبين الرفض والمقت للتوجه العنصري فيه، والذي يُترّجم ـ قصداً ـ على الواقع ويزداد يوماً بعد يوم.
ولذلك سأحرص عبر مجموعة من المقالات المُتتالية، على التحدث عن أبجديات الحراك، سارداً بعض التفاصيل والملامح البسيطة التي توضح كيفية نشأته، وبعض الأساليب التكتيكية التي استخدمها ما يسمى بالحراك، والتي استسهل البعض وطأتها عندما تحدثنا عنها عام2006م مع بعض السياسيين، ولكنها في الواقع كانت شديدة التأثير، وسبباً رئيسياً من ضمن الأسباب التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه اليوم.
الحقيقة التي قد يستغرب منها الكثير، أن ما يسمى بالحراك بدأ عبر مواقع ومنتديات الانترنت، أو بمعنى أصح كان الانترنت الوسيلة الأولى التي استخدمها الانفصاليون في إثارة النعرة منذ نهاية 2004 تقريباً حتى اليوم، حتى أن بعض الحراكيين يصفون ما يحدث اليوم في بعض مناطق المحافظات الجنوبية بـ « ثورة الانترنت».. سخّرت حركة «موج» في لندن أو التي يطلق عليها حالياً «تاج» مجموعة من الأشخاص والذي يعتبر بعضهم اليوم قادة للحراك، بالقيام بعملية شحن وتغذية نفوس أبناء المُحافظات بالضغائن والكره ضد كل شيء قادم من المحافظات الشمالية ، ولأي شيء له علاقة بالوحدة اليمنية، وذلك عن طريق تأسيس مواقع إخبارية إلكترونية كانت تعمد على نشر الشائعات والأكاذيب، وانتشار أفراد ـ كانوا في البداية لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ـ عبر المنتديات اليمنية ينشرون هذه الأخبار التي يمكن من خلالها ترسيخ شعور الكراهية بين أبناء المُحافظات الشمالية والجنوبية.
فقد تعلّم الانفصاليون في الخارج من حرب صيف 1994م، حين قاتل أغلب أبناء المحافظات الجنوبية مع الوحدة ضد المشروع الانفصالي.. وأيقنوا بأن الإخوة لن يفترقوا إلا إذا كره كل واحد منهم الآخر، وأن زرع الكراهية في الشعب اليمني هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها فصل شمال اليمن عن جنوبه، وقد تم جعل هذه القناعة، بمثابة قاعدة ينطلقون منها.
وبالتالي استخدمت هذه الجماعة سياسة « صنع الكراهية» واعتمدت عدداً من الأساليب التي دأبت من خلالها إلى صنع حاجز ضخم من الكراهية بين أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية، على الأقل الذين يستخدمون الانترنت في تلك المرحلة. حيث سعت هذه السياسة إلى مُخاطبة الجانب النفسي في أبناء المُحافظات الجنوبية وإثارة الحمية والمشاعر الاحتجاجية ومن ثم الناقمة، والتي ترتكز وتعتمد على أخبار مفبركة، وأحيانا قد تكون الأخبار صحيحة إلا أنها تمثّل انحرافات سلوكية فردية، لكنهم دأبوا لتعميمها، وهذا ما يدعونا إلى القول إن الحراك ناتج عن تهييج نفسي بدرجة أولية، استهدف الجانب العاطفي الحساس لدى الإنسان اليمني، والذي بدوره ـ هذا التهييج النفسي المستند على أخبار مفبركة في الغالب ـ أثار النزعة والحمية كردة فعل طبيعية صنعت الحماس الناقم على الوحدة وعلى أبناء المُحافظات الشمالية في نفوس بعض الشباب في المُحافظات الجنوبية.. يجدر بنا القول هنا، بأن الجانب الحقوقي في المشكلة، كان مدخلاً مهماً لتهييج الشارع، ولكنه لم يكن السبب الرئيسي لظهور ما يسمى بالحراك، فمشروع الانفصال كان قائماً منذ 1993م، وما يحدث اليوم، ما هو إلا طريقة بديلة للمشروع الانفصالي، بعد فشل استخدام الدبابة والطائرة في السابق.. على الأقل يتواجد هذا المفهوم في أذهان قيادات الانفصال، في حين أنه غائب عن أذهان كثير من أهلنا المؤيدين لما يسمى بالحراك .. وتعزيزاً لقولنا، فحل قضية المتقاعدين الحقوقية الذين أظهروا المعضلة الجنوبية إلى السطح؛ لم تساعد في تقويض الحراك، وإنما اتسعت رقعتها بعد معالجة الحكومة اليمنية قضية المتقاعدين العسكريين.
في الجزء الثاني من المقال، سأحاول التعمق أكثر في تلك الوسائل التي استخدمها الانفصاليون الجدد في إثارة الفتنة عبر الانترنت ومن ثم انتقالها إلى الشارع بأيدي بعض الشباب في جنوب الفؤاد.
hamdan_alaly@hotmail.com