الحملة ضد العيسي.. رسالة لمن ؟
بقلم/ جمال العواضي
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 27 يوماً
الإثنين 29 يوليو-تموز 2013 04:23 م

كثيرة هي المقالات والأخبار التي  كتبت تحلل و تنتقد رجل الأعمال احمد العيسي وحادثة سفينة الشامبيون  فهناك من  يقول  ان السبب هو الصراع بين احمد العيسى مالك الباخرة شامبيون وحميد الأحمر على عقود النقل البحري حيث مثل محتوى المقال دفاعا عن الأحمر واتهاما للعيسي  ومقال آخر يقول ان العيسى وكيل للقائد العسكري السابق ومستشار الرئيس الحالي اللواء علي محسن . وكاتب أخر يقول ان الباخرة  شامبيون من أملاك حميد الأحمر  .. وهكذا كل يغني على ليلاه لكن هل كل مايطرح في وسائل الإعلام  حول السفينة شامبيون  سواء على  شكل مقالات  او مواد إخبارية  يستند في حقيقته على معلومات مؤكدة ومن مصادر رسمية  او دولية ام هو جزء من صراع ومماحكات سياسية بين عدد من من مراكز القوى سقط  ضحيتها رجل الإعمال الجنوبي احمد العيسي . ام ان هناك من يرى ان رجل الأعمال الشاب  قد تعدى الخط الأحمر وماهو  مسموح له بتحقيقه ليصبح عرضة للاستهداف.

المعلومات المؤكدة والتي يعرفها الجميع ان هناك حملة واسعة ومنظمة ضد احمد العيسي قبل جنوح السفينة شامبيون بدأت بإضافة بعض النقاط في فريق القضية الجنوبية مؤتمر الحوار الوطني لإلغاء عقود نقل النفط ومشتقاته وهي النقطة التي تراجع عنها رئيس الفريق محمد على احمد وطالب مؤخرا بإلغائها بعد تأكيده أنهم لم ينتبهوا لها وانتهاء بكل ما أثير حول حادث السفينة وتسرب المازوت منها , حتى ان البعض بدأ يطلق التأويلات التي تضمنت ان حادث إطلاق النار على السفينة من قبل مجموعات مسلحة مجهولة هي نتاج لهذه الحملة التي تستهدف العيسي والذي يعتبر احد رجال الأعمال الجنوبيين الناجحين والمنافس الكبير لرجال الأعمال المعروفين من الشمال والذين غزوا الجنوب بنشاطهم التجاري في كل المجالات. والعيسي الذي يحسب له وبرغم كل إمكاناته وعلاقاته انه لم يتعاطى السياسة وينغمس في حبائلها واستطاع خلال فترات ماضية ان ينتزع رئاسة اتحاد كرة القدم اليمني من الشيخ حسين الأحمر بكل شفافية واستحقاق برغم ما يملكه الأحمر من مال وجاه ونفوذ,يعتبر شخصية تتميز باستقلالية فكرية وسياسية حيث ويعرف عن الرجل علاقاته الجيدة بجميع الأطراف السياسية والاجتماعية في اليمن .

من المفارقات ان الزائر لمؤتمر الحوار الوطني , هذا الحوار لذي من المفترض انه يناقش قضايا بناء اليمن والخروج برؤية إنقاذ وطنية توافقية نجد انه انشغل خلال الأيام الماضية بعرض لوحات للسفينة المنكوبة التي من المفترض أنها الشامبيون حيث نرى القائمين على اللوحات المعروضة يصفون للمشاهدين مدى تأثير تسرب المازوت على محيط المنطقة وان شركات العيسي هي السبب وان السفينة متهالكة ولاتصلح للنقل برغم ان احدهم لم يرى او يطلع على اي وثائق تؤكد مثل هذه الأخبار .

على العموم وليس دفاعا عن العيسي فأنه يعرف عن شركات التأمين العالمية أنها لاتعطي بوليصة التامين ولا توافق عليها الا بعد فحص السفينة الناقلة والتأكد من صلاحيتها لأن اي حادث تسرب او جنوح للسفينة او انقلاب سيكلف شركات التأمين عشرات بل مئات الملايين من الدولارات تتضمن تغطية الكلفة والتعويضات ...الخ. وبالتالي ليس من المنطقي ان يعطى تأمين لسفينة متهالكة كما يقال إعلاميا إلا إذا كان لدى شركات التأمين العالمية هواية في بعثرة أموالها والمغامرة بها .

الجميع تحولوا الى مراقبين ومتفرجين ومن بينهم حكومتنا الرشيدة ..وبدلا ان يقدموا للرجل يد العون ويقومون بالعمل الحكومي المفترض لإنقاذ الساحل من التلوث نراهم منشغلين بقيادة الحملات الإعلامية وإداراتها ليجد العيسي نفسه وحيدا يقوم بعمل دولة وحكومة بإمكاناته وخبرات شركاته الخاصة .

دعونا فقط نحكم المنطق والتفكير السوي وهو ان ضعف التفاعل الحكومي في عملية الإنقاذ والذي اضطر العيسي الى استخدام لنش أجنبي لقطر السفينة بالإضافة الى مطالب بإلغاء عقوده للنقل البحري وكذا الحملة الإعلامية المنظمة التي تترصد بشكل واضح للرجل وشركاته قبل وبعد الحادث تؤكد ان ماحدث ويحدث الآن هو رسالة.. لكنها حتى الآن غامضة ولا نعرف بالضبط موجهة لمن؟ .. لكن الواضح للعيان ان ضحيتها هو احمد العيسي رجل الأعمال من جنوب اليمن .