إلى أهلي في تعز
بقلم/ محمد المحفلي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أيام
السبت 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:30 م

دفعتم لنا الحرية دفعة واحدة حين أشعلتم أول شرارة ضد الظلم والطغيان والجبروت والتسلط، وها أنتم تأخذون الثمن بالتقسيط، ثقبتم لنا ثغرة للضوء فحكم عليكم الجلاد أن تموتوا على جداره الحالك.

تعز التي عرفنا والتي نعرف، تعز التي حباها الله بمكان وسط في البلاد السعيدة، ومكن أهلها بهذا التوسط الجغرافي توسطاً في الفكر والثقافة والعلم والتطلع إلى مستقبل أفضل، يا أهلها الطيبين يراد لكم أن تكونوا طرفاً صامتا ميتا في وسط معمعة من الخرافات وجعجعة من التخلف، في تناقض مع ما أراده الله لهذا المكان الوسط والإنسان الوسط.

يا أهلي في تعز إن سنَّة القتل التي شرعها عليكم إله الجهل والتخلف سوف تغدوا قانونا مقدساُ نافذا على كل رقبة فيكم حتى تؤمنوا به جميعاً أو تصمتوا جميعاً فلا مكان في هذه الشريعة المتطرفة لاختلاف أفكاركم أو تباين ثقافاتكم المتنوعة.

إن ما يزيد الحنق تجاهكم هو إصراركم على عنادكم تجاه فوهات البنادق فلا شيء أقسى على القاتل من أن تتقي رصاصاته بباقة ورد، وهنا لا تجدي رصاصاته نفعاً؛ ولأنه لا يقوى على مقاومة مناظر الورود المتطايرة سارع إلى إرسال قذائفه بعيدة المدى خلسة تسقط على مساكنكم حتى لا تعلم يمينه ما أرسلت شماله.

يا أهلي في تعز صبرتم كثيرا،ً وصمت أكثركم كثيراً، ولا أحد يسكت قهقهة قذائفهم الملعونة سواكم. إني لا أستطيع أن أحدد خياراتكم لكني اعتقد أنكم تستطيعون أن تسكتوا هذه المهزلة بحقكم، وهذا القتل المستعر في بيوتكم وشوارعكم وأزقتكم، لا احد سواكم. اخرجوا جميعاً ضد ثقافة القتل فإن الظالمون مهما طغوا لا يمكن أن يستمروا أو يقاوموا هدير الشعوب الحرة.