أهمية النقد الذاتي بالرقي بمستوى فاعلية الأحزاب مدنيا
بقلم/ عبدالفتاح علوة
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 28 يوماً
الخميس 21 يونيو-حزيران 2012 06:56 م

لا يمكن أن تقوم قائمة لأي حزب أو تكتل أو تيار سياسي يتجاهل النقد الذاتي، ولا يعتبرا عنصرا جوهريا في عمله ومسيرته النضالية، فهو وان كان بالمقام الأول يعبر عن مدى وطنية منتهجيه، إلا انه أيضا يفيد ممارسيه داخل تكتلهم النضالي على المستويين الشخصي والتنظيمي، بالتزامن مع الديمقراطية التنظيمية والقيادة الجماعية التي تشكل مفردات فاعلة لتنمية العمل النضالي وتنظيفه من الرواسب التقليدية وسيطرة وتحكم جهة معينة على سياسات هذا التنظيم أو ذاك.

فتربية الأعضاء على أنهم شركاء في النضال من خلال إتاحة المجال لهم على نقد زملائهم وقادتهم على السواء ينمي إدراكهم ومعرفتهم لدورهم النضالي ويشعرهم بأنهم جزء مهم في هذا الإطار _ وهم كذلك فعلا_ إضافة لكونه يخلق قيم المواطنة المتساوية ويرعاها.

إن ممارسة النقد والنقاش داخل إطار التكتل النضالي يربى الشباب على قبول ومناقشة جميع الآراء المخالفة لأفكارهم، وبالتي يميت فيهم حب الذات والأنانية ويدربهم على الاعتراف بالآخر واحترامه أي كان رأيه وفكره، ويعتبر هذا أمر في غاية الأهمية حيث استشرت في الآونة الأخيرة ثقافة التخوين وإطلاق العنان لاتهامات الغير بالعمالة، لمجرد تباين واختلاف الرؤية لموضوع ما.

كذلك يساعد نقد الذات على مناقشة الأخطاء والملاحظات وتعديل اعوجاج المسيرة أولا بأول، قبل أن يكبر الخطأ ويصعب إصلاحه، فالجميع بشر معرضون للخطأ دائما، ولكن هذه الآلية توقف الاعوجاج وتعيد المنظومة النضالية للمسار الصحيح، كما أن ممارستها يمنع الانفجار الذي قد ينتج من تكتيم الأفواه.

أخيرا نشكو دائما من استشراء النقد لمجرد النقد أو النقد الهدام الذي هو النقض المطلق ، فالنقد هو فحص الموضوع وإبراز ايجابياته وتبيان سلبياته، ولعل ممارسة النقد الذاتي داخل أروقة التنظيمات السياسية بحرية يساعد في توجيه الشباب على انتهاج نقد التشييد والبناء، بممارسة سماع ونقاش الآراء المختلفة ومعرفة مناطق الإيجاب والسلب في الرأي الشخصي، وإدراك الموضوع بصورة أوسع واشمل، فليس كل ما يقوله الناس صحيحا ولكن مجمل النقاش سيبين الرؤية ويغير في طريقة تفكير الأشخاص وبالتالي تتحول نقاشاتهم إلى نقد بناء يُكَون اللبنة الأساسية في مداميك دولة اليمن المدنية الحديثة.

Fattah_alwah@yahoo.com