مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية الفائزون في الدوري السعودي ضمن الجولة العاشرة من الدوري السعودي للمحترفين المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يكشف عن توقعات الأمطار والأجواء الباردة في اليمن مظاهرات في مارب وتعز تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وتدعو الضمير العالمي إلى وقفة شجاعة مع غزة تحركات يمنية لإنقاذ الاقتصاد الوطني وتكليف بوضع خطة التعافي إسقاط مسيرة أمريكية من طراز إم كيو-9 شمال اليمن
قال وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي إن الهزات السياسية والدبلوماسية التي شهدها اليمن سنة 2010 كانت مفتعلة، مشيراً إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول بفرض حظر على الشحن الجوي من اليمن وإليه بعد قضية الطرود الناسفة كان مبالغا فيها وألحقت أضرارا كبيرة باليمن وخصوصا في المجال الاقتصادي.
ونفى وزير الخارجية في حوار مع جريدة "النهار" نشرته في عددها الصادر اليوم أن يكون البيان الصادر عن البيت الأبيض في شأن "القاعدة" في اليمن حمل إشارات في إمكان التدخل العسكري المباشر، وأكد أن الحرب على الجناح اليمني لـ "القاعدة" مسؤولية الحكومة اليمنية وحدها ولن تسمح بدخول أي قوات أجنبية إلى أراضيها.
وأكد أن برقيات وزارة الخارجية الأميركية المسربة عبر موقع ويكيليكس لم تؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدان العربية، كما لم تؤثر على علاقتها مع واشنطن، مشيراً إلى أن كل الدول ستستفيد من درس ويكيليكس.. وفيما يلي نص الحوار:
؟ كان 2010 عام العواصف ولا سيما الهزات التي أحدثتها قضية الطرود الناسفة في علاقات اليمن بمحيطه الإقليمي والدولي، كيف يقرأ وزير الخارجية هذه التفاعلات؟
- كان عام عواصف نعم، لكنها عواصف مفتعلة وليست حقيقية، ولذلك كانت آثارها قصيرة المدى. فقضية الطرود التي خرجت من اليمن مرت في عدد من مطارات الدول التي لديها إمكانات كبيرة ولم تكتشف حتى بعدما تلقت الأجهزة الأمنية في بعض الدول معلومات عنها، وكشفت فقط عندما أرسلت إليها أرقام بوليصة الطردين وبالتالي لم يكن هناك تقصير من الأجهزة الأمنية اليمنية. ونتج من ذلك ضجة كبيرة لأن الطرود جاءت من اليمن، وتجاهل الناس الطرود التي جاءت من دول أوروبية، وحتى بعدما تلاشى الاهتمام بقضية الطرود اليمنية، سمعنا عن طردين انفجرا في روما ولم يحظيا بالضجيج الإعلامي كما حال الطردين المرسلين من اليمن.
؟ بماذا تفسرون ذلك؟
- هناك وسائل إعلام توظف إمكاناتها لتضخيم ما يحدث في اليمن، فعندما يقع حدث تتعامل معه وسائل الإعلام، وكل وسيلة تتعامل مع الحدث بطريقتها الخاصة وبحسب أجندتها تجاه اليمن.
؟ ردود الفعل في فرض الحظر على الشحن الجوي والمسافرين من اليمن وإليه الم تكن مفاجئة وقاسية على اليمن؟
- الإجراءات التي اتخذت في حق اليمن كان مبالغا فيها جدا وكنا نقول إننا نحن العرب مشهورون بردود الفعل غير المنطقية وغير المدروسة، لكن هذا الحادث أظهر ويا للأسف أن الجميع سواء، ولاحظنا لذلك مواقف وإجراءات اتخذت من دون النظر إلى آثارها السلبية في قضية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.
؟ إلى أي مدى أثر هذا الحادث على اليمن؟
- الآثار كانت كبيرة وبالذات في الجانب الاقتصادي، فاليمن تأثر نتيجة قرار بعض الدول حظر الشحن الجوي، فضلا عن التأثيرات التي منيت بها المؤسسات البنكية ورجال الأعمال والحقائب الدبلوماسية، وكلها ردود فعل أضرت في الواقع بالهدف الذي نعمل معاً من أجله وهو مكافحة الإرهاب.
؟ لكن حجم التهديد بدا كبيرا ويمس كل دول العالم وليس اليمن فحسب؟
- خطر القاعدة ليس جديدا والجميع يدركون أن القاعدة تنظيم دولي وله وجود في العديد من الدول وعناصره يعتقلون في كثير من دول العالم، وعلينا ألا نشعر بالهلع من ذلك، والمطلوب هو كيف نتعامل بمنتهى العقل وبتنسيق مشترك لمواجهة هذا التهديد.
البيت الأبيض
؟ بيان البيت الأبيض في شأن "القاعدة" في اليمن، البعض اعتبره إشارة تحذير الى إمكان التدخل العسكري؟
- لم أقرأ أي إشارات مما ذكرت بل على العكس تماما فقد أكد البيان الموقف الأميركي بعدم التدخل في الشأن اليمني، وأن مكافحة خلايا القاعدة في اليمن مسؤولية الحكومة اليمنية وحدها.
؟ البعض رأى التعبير عن هذا الموقف في بيان للبيت الأبيض رسالة ذات مغزى؟
- أي مغزى، فهم لم يقولوا إنهم سيرسلون قوات إلى اليمن.
؟ ماذا طلب الأميركيون إذاً؟
- طلبوا من الحكومة اليمنية أن تكثف تحركاتها لمواجهة خلايا تنظيم القاعدة في اليمن وهذه القضية مسؤولية الحكومة اليمنية ولديها خطط لمكافحة القاعدة وإعلان وزارة الداخلية إنشاء أربعة فروع لقوات مكافحة الإرهاب في أربع محافظات جاء في إطار هذه الخطط التي تستهدف تعزيز جهود الحرب على الإرهاب.
؟ هل ستدعم الولايات المتحدة الفروع الجديدة لقوات مكافحة الإرهاب بالتجهيزات والتدريب؟
- الوحدات الجديدة ستدعم من كل الجهات الداعمة لليمن في مجال مكافحة الإرهاب.
؟ تحدثت أوساط سياسية عن أن الخطوة الحكومية كانت استجابة لطلب واشنطن؟
- هذا الأمر جاء في إطار خطة حكومية معدة سابقاً لمكافحة خطر الإرهاب. لا يمكن أن يعلن عن تشكيل أربعة مراكز لمكافحة الإرهاب بناء على طلب دولة أخرى.
- لكن واشنطن أبدت قلقا كبيرا من خطر القاعدة في اليمن، حتى أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان أكد أن خطرها في اليمن يفوق خطر القاعدة في باكستان وأفغانستان، كيف تفسرون ذلك؟
- نحن نقول عكس ذلك تماماً ونعتقد أن الأميركيين وحلفاءهم لو أنهم استطاعوا القضاء على القاعدة والعناصر الإرهابية في باكستان وأفغانستان لكان الإرهاب قد انتهى، لكن الإرهاب لا يزال قائماً، وينبغي النظر إلى مشكلة الإرهاب في اليمن على أنها جزء من خطر دولي ومن الإجحاف مقارنة اليمن بما يجري في باكستان وأفغانستان؟
خطر الإرهاب
؟ ألا تعتقدون أن تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب الناشط في اليمن صار يشكل تهديدا دوليا؟
- القاعدة في اليمن موجود وهو جزء من تنظيم دولي، وأعتقد أن الجميع قد سمعوا الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المنامة عندما أكد أن القاعدة ليس إلا جزءاً من تنظيم دولي له فروع في العديد من الدول.
؟ هل اليمن قادر على مواجهة خطر "القاعدة" في ظل ما يعانيه من مشاكل؟
- اليمن نعم يعاني مشاكل، لكنه قادر على مواجهة تنظيم القاعدة واستطاع أن يلحق به هزائم كبيرة واعتقل مجموعة من عناصر التنظيم، والمواجهة مستمرة في اليمن كما هي في السعودية وأميركا وأفغانستان والعراق وغيرها من الدول.
؟ تعهد الرئيس علي عبدالله صالح مواصلة الحرب على القاعدة، هل هو جزء من تعهدات للخارج؟
- هذه تنبع من مصلحة اليمن وليس من تعهدات لأي طرف والجميع يعرف مدى الضرر الذي لحق باليمن نتيجة الأعمال الإرهابية، وبالتالي عندما تعلن الحرب عليه، فذلك يعني مصلحة اليمن. لماذا يفسر أي عمل تقوم به الحكومة اليمنية وكأنه إملاء من الخارج؟
؟ هل تكون المواجهة المقبلة مع "القاعدة" بمشاركة أميركية؟
- جهود مكافحة الإرهاب في اليمن مسؤولية الحكومة اليمنية وقوات الأمن ومكافحة الإرهاب اليمنية وهناك تنسيق استخباري وهناك دعم تقدمه العديد من الدول لليمن من أجل الحرب على الإرهاب. واليمن ليس في حاجة إلى أي تدخل خارجي ولن يسمح به وما يحتاج اليه هو الدعم اللوجستي وفي مجال التدريب وتبادل المعلومات، ولعل النجاحات التي حققها اليمن في الفترة الماضية خير دليل على قدرته على مواجهة خطر الإرهاب.
تسريبات ويكيليكس
؟ دول الجوار تنظر إلى اليمن على أنه دولة فاشلة وعاجزة عن مواجهة تنظيم "القاعدة"؟
- هذه التعبيرات من اختراع الصحافيين فقط، لأني لم اسمع مسؤولاً من دول الخليج يقول ذلك.
؟ هذا التوصيف جاء على لسان مسؤولين في وثائق أميركية سربها موقع ويكيليكس؟
- الكثير من الدول قالت إن ما أورده ويكيليكس معلومات غير صحيحة.
؟ إلى أي مدى أثرت تسريبات ويكيليكس على علاقات اليمن بالدول العربية؟
- لم تحدث أي تأثير.
؟ أعلنت الخارجية سابقا أن ما جاء في وثائق ويكيليكس في شأن الغارات على "القاعدة" لم يكن دقيقا، ماذا يعني ذلك؟
- نحن قلنا رأينا في هذا الموضوع وأكدنا أن النقل كان غير دقيق.
؟ إلى أي مدى تأثرت العلاقات العربية - الأميركية أو العربية - الإيرانية نتيجة تسريبات ويكيليكس؟
- لم يحدث أي تأثير أو تغيير في العلاقات والجميع متفق على أن ما نشر من تسريبات لم يكن دقيقا وما يشاع عن تأثر العلاقات الدبلوماسية العربية مع واشنطن غير صحيح، وهو لا يزيد عن كونه انطباعات واستنتاجات، فعلاقات الدول مع الولايات المتحدة لم تتغير كثيرا.
؟ ألا تعتقدون أن تسريب الوثائق الأميركية أحدث نوعا من الانكشاف في الدبلوماسية العربية؟
- ربما كشفت التسريبات بعض الأمور التي تدور في العمل الدبلوماسي، لكن بعضها كما قلت لك لم تكن دقيقة.
؟ هل تعتقدون أن هذا الانكشاف سيترتب عليه تغيير ما في العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية والولايات المتحدة؟
- لا اعتقد ذلك لأن العلاقات بين الدول مبنية أساسا على أسس تنطلق من مصالح مشتركة والتسريبات قد تؤثر على الولايات المتحدة من جهة استخدامها من أطراف ما، ولكن في النهاية كل دولة ستستفيد من درس ويكيليكس.
الفيدرالية والانتخابات
؟ برزت أخيراً تفاعلات خطيرة في ملف القضية الجنوبية، كيف تتعاملون معها؟
- ما هي هذه التفاعلات الخطيرة؟
؟ تصاعد الاحتجاجات وأعمال العنف وشن هجمات على الجيش ومظاهر مسلحة وتهديد من الحراك بمقاطعة أو إحباط الانتخابات، أليست تفاعلات خطيرة؟
- نحن نؤكد أن أي تفاعلات في هذا الجانب إذا جاءت في إطار الدستور والقانون مثل التظاهرات السلمية والتعبير عن المطالب التي كفلها الدستور والقانون فالحكومة ستتعامل معها بشكل قانوني، أما العنف والتخريب والإرهاب فهي غير مقبولة.
؟ ماذا عن المبادرات العربية المطروحة التي تقترح الفيدرالية أساسا لحل الأزمة الجنوبية؟
- ليست هناك مبادرات عربية تطرح الفيدرالية، ونحن لم نبلغ من أي دولة في هذا الشأن.
- المعارضة أكدت وجود مبادرة وانتقدت رفض صنعاء لها؟
- ما يقوله البعض في المعارضة أو اللجنة التحضيرية للحوار شيء وما نعرفه نحن شيء آخر وإن جاءت تصريحات على لسان أشخاص قد لا تكون صحيحة.
؟ هل يمكن أن تكون الفيدرالية أحد الخيارات المطروحة للحوار؟
- هناك حوار وطني، وعندما تأتي أحزاب المعارضة إلى طاولة الحوار، فمن حقها أن تطرح ما تراه ونحن من حقنا القبول به أو رفضه.
؟ اتهمتكم المعارضة بإجهاض الحوار السياسي؟
- نحن نرى أن الحوار ينبغي أن يستمر، ويجب أن تعود أحزاب المعارضة إلى طاولة الحوار إن كانت تريد مصلحة اليمن.
؟ هل تعتقدون أن الانتخابات قد تنظم في نيسان المقبل في غياب المعارضة؟
- الانتخابات نظمت في العديد من دول العالم في غياب المعارضة، فهذه هي الديمقراطية، ومع ذلك نحن حرصاء على مشاركة فاعلة للمعارضة في هذا الاستحقاق الديمقراطي، والجميع سمعوا دعوة فخامة رئيس الجمهورية إلى المعارضة بالعودة إلى الحوار والمشاركة في الانتخابات بفاعلية، والحزب الحاكم لا يستطيع أن يفرض على المعارضة المشاركة في الحوار والانتخابات.
؟ تدشين الرئيس للانتخابات في غياب المعارضة ألن يؤثر على العملية الانتخابية؟
- الانتخابات ينبغي أن تنظم في موعدها الدستوري، وسبق للأحزاب أن وقعت اتفاقا يقضي بإتاحة الفرصة للحوار وتأجيل الانتخابات سنتين بحيث تنظم في نيسان 2011 وتدشين الرئيس للانتخابات جاء بعدما استنفدت كل الخيارات مع المعارضة بما في ذلك مبادرة رئيس الجمهورية عن القبول بتشكيل حكومة من حزب المؤتمر وأحزاب المعارضة في اللقاء المشترك للإشراف على الانتخابات واستعداده للقبول باستمرار هذه الحكومة بعد الانتخابات بعض النظر عن نتائج الانتخابات، ويوم أمس فقط دعا الرئيس كل المنظمات المحلية والدولية للرقابة على الانتخابات، ألا يعطي هذا كله للمعارضة الفرصة كي تسهم إسهاما حقيقيا في ضمان نزاهة الانتخابات؟
؟ هل تتوقعون تنظيم الانتخابات من دون أي اضطرابات في المحافظات الجنوبية؟
هذه مسؤولية الحكومة، وهي حريصة على تنظيم انتخابات يشارك فيها الجميع وتتوافر فيها كل ضمانات النزاهة، وأي مواقف للمعارضة في المقاطعة أو المشاركة فهو أمر هم أصحاب القرار فيه، ولن يمثل مشكلة ما دام موقفها في المقاطعة يأتي في إطار الدستور والقانون.ونأمل أن تعيد المعارضة النظر في موقفها من مقاطعة الانتخابات، وتتخذ موقفاً يتسم بالمعارضة الفاعلة من خلال المشاركة والعمل على الإصلاح من طريق مجلس النواب.
* النهار اللبنانية