مآزق الإنتخابات والمخرج الوحيد
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الجمعة 10 فبراير-شباط 2012 06:08 م

ونحن في الخطوات الأخيرة من بداية الطريق نحو التغييرفي اليمن والتي تتمثل في الانتخابات الرئاسية تواجهنا مآزق حقيقية قبل الوصول ..

في الحقيقة هما مأزقان رئيسان : الأول رفض المشاركة والدعوة للمقاطعة من قبل أقطاب الحراك والحوثيين وبعض ائتلافات الشباب.. والمازق الثاني في قانونية ومعنى إجراء انتخابات بمرشح واحد.. اما المأزق الثالث والخطير فهو المأزق الأمني كلما تقدمنا نحو يوم الانتخابات..

بالنسبة لمسألة المقاطعة فهي من حق الناس وهي حق موازٍ لحق الأنتخاب نفسه ومع ذلك نسأل المقاطعين ما الحل الذي يمكن أن نقدمه قبل الأنتخابات وقبل إقامة نظام مستقر توافقي يصل بالجميع إلى ما يتمنونه وبكلفة بسيطة؟؟

ويجب ألا ينسى هؤلاء الأحبة أنهم ليسوا وحدهم الموجودين في الوطن وأن الحلول دائما وابدا يجب أن تراعي المصلحة العامة وتبنى على اسس سليمة وإجراءات صحيحة بما يتوافق مع طموح المواطنين في هذه الدولة او تلك..

ولن نستطيع الإنتقال إلى مراحل الحوار أو تغيير نظام الدولة وشكلها أو حتى إلى استفتاءات الإنفصال إلا إذا وجد نظام حقيقي يتحرك الجميع من خلاله وهذا بحاجة لحكومة وقائد وقد قادتنا الحالة التوافقية إلى اختيار عبدربه منصور هادي ليكون الرئيس التوافقي فإذا لم تكونوا تريدونه فعليكم بالضغط لوضع مرشح منافس أو اعملوا على إنجاح المرحلة حبا في الله ثم في هؤلاء المواطنين وساهموا في إدخال الناس إلى مرحلة من التقاط الأنفاس والاستعداد للاستحقاقات القادمة.. وإلا فما المخرج؟؟!!

وأعتقد أن هناك ابتسامة ترتسم على محيا كل واحد منا عندما يقال أن هناك انتخابات رئاسية بمرشح واحد وهذا مخالف للدستور والقانون وقد يقول البعض أن الاتفاق بين قوى الشعب الرئيسة مهيمن على الدستور والقوانين لكن في الحقيقة أن الشرعية التي نريد أن نعطيها لمرشح التوافق لن تكون كاملة بل ستكون منقوصة ولذلك يجب ان يكون هناك مخرج دستوري او قانوني لحل هذه المشكلة..فما المخرج؟؟!!

كما انه لايمكن أمنيا إجراء الإنتخابات في مناطق كثيرة نتيجة انتشار المسلحين والبلطجة والمستفيدين من حالة الفوضى القائمة وهذه المسالة يبدو حلها مرتبط بحلول اخرى لمسائل أخرى..

لذلك أتقدم بهذا الاقتراح لعل فيه المخرج أو يدل عليه وهو أن يقوم مجلس النواب بإصدار ملحق بالدستور وآخر بقانون الانتخابات يجعل أمكانية الترشح للجميع خلال عشرة أيام من فتح باب الترشح ويتم البت في ملفات المرشحين خلال أربعة أيام ثم تكون الحملة الإنتخابية لمدة اسبوعين أو ثلاثة وهذا يعني أن يتم تأجيل الانتخابات لمدة 45 يوما حتى تتم هذه الإجراءات وبالمقابل يتم التحاور مع المقاطعين لإقناعهم بالمشاركة مع التعهد بفتح باب الحوار في كل القضايا وبلا سقف في خطابات تطمينية يوجهها هادي وباسندوة لقادة الحراك والحوثيين وتضمنها الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ويواكب هذه الخطوات خطوات استتباب الأمن في المناطق الواقعة تحت الفوضى وبدلا من ال21 من فبراير بمشاكله الكثيرة يمكن أن نصل إلى 30 مارس بمشاكل أقل وتفهم أكبر وشرعية أعظم..

وان نحصل على رئيس توافقي فاز في انتخابات حقيقية نزيهة وعنده الإستعداد لبذل كل ما يستطيع من اجل البلد وتحقيق طموحات كل فئات الشعب خير من أن نحصل على رئيس توافقي تحوم الشكوك حول طريقة انتخابه وتاثير القوى المرشحة له عليه في المستقبل .. والتفكير في الحلول في ظني الآن خير من وضع اليد على الخد أمام العوائق والمطبات في المراحل القادمة..

لست متشائما ولكن أحاول أن انطلق إلى المستقبل بخطى واضحة وصحيحة و ارجو أن تشاركوني رؤيتكم ..