مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
مأرب برس - خاص - حوار محمد الصالحي
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر مساء ومحافظة الجوف كانت محطة التوقف ،العناء والإرهاق كان باديا علينا بعد أن قطعنا 140 كيلو في طريق معظمها صحراوية مقفرة في ظل ظلام موحش.
توقفت بنا السيارة جوار بيت مبني من الطين ،الوصول إليه كان هدف مهمتنا الصحفية ،دخلنا ذلك البيت المتواضع ليستقبلنا شخص في العقد الخامس من عمره ، طويل القامة ، لحيته كثيفة ممزوجة بحمرة الحنا اليماني تبدو على قسمات وجهه علامات الحزن ،وعلى جسده بدت آثار عناء السنين ، والترقب والتوجس والخوف كانت مخيمة على تلك الأجواء .
من يسكن ذلك المكان ويعيش تلك الأجواء ليس من أبناء الجوف، بل فلسطيني هاجر إلى الأردن وحمل جنسيتها، ولأن الهجرة والتشرد والمعاناة مرتبطة بأبناء فلسطين فقد ظل متنقلا بين عدة دول وحطت رحالة في اليمن التي كان يحلم بالسعادة والاستقرار فيها.
مشروعة الاستثماري في صنعاء تم تدميره ، وتجارته انتهت بفعل فاعل ، وسبعة أشهر قضاها خلف القضبان في سجن الأمن السياسي بصنعاء لم تفارق خياله ولم تبرح من ذاكرته حتى استطاع الهرب من ذلك السجن ؛ولكن إلى سجن اكبر في صحراء الجوف النائية التي أصبحت ملاذه الآمن ومستقره الأخير.
عرف شيخ المجاهدين / عبدالله عزام في باكستان وذهب إلى أفغانستان بعد سقوط كابل في أيدي المجاهدين وغادرها سريعا.
والده كان أحد رجال المقاومة الفلسطينية هرب إلى العراق بعد أن كان على رأس المطلوبين لـ( موشي ديان) وزير الدفاع الإسرائيلي لكن الموت كان ينتظره في بغداد بعد دخول الغزو الأمريكي للعراق.
فيما أبنه حبيس صحراء الربع الخالي في مشهد يصور لنا حجم المأساة والمعاناة التي تطارد الفلسطينيين حتى وإن كانوا بين إخوانهم العرب.
(مأرب برس ) في مهمة صحفية أشبه بالمغامرة حاورت الفلسطيني / أبو أحمد _ الفار من سجن الأمن السياسي_ والمطلوب أمنيا بلا تهمة حد قوله . .. طلبه الوحيد العودة إلى صنعاء في ( وجه ) وضمانة شيخ مشائخ اليمن الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر ، ورئيس الجمهورية هو الوحيد الذي يأمل منه النظر في قضيته والتدخل شخصيا لحلها ، خصوصا وهو لم يعد يحتمل خشونة عيش البادية التي لم يتعودها ويتمنى إيقاف مسلسل التشرد الذي رافق أيام حياته ، وبعده عن أولاده وانقطاع أخبارهم عنه منذ أكثر من خمس سنوات هي مأساة تضاف إلى مأساته .. والتي ينتظر من القيادة السياسية في اليمن النظر فيها بعين الرحمة والإنسانية ... فإلى تفاصيل الحوار:
بدأنا معه الحوار :
-
الاسم / عصام محمود صالح
-
العمر 54
-
لم أكمل دراستي للهندسة في مصر لانشغالي بعلوم الدين
-
عملت مدرساً في باكستان من العام 89 – 92م
-
أتيت إلى اليمن عام 94م وأنشئت معهد لتعليم اللغات والكومبيوتر .
-
لم أوزع او أطبع المنشور ولم أكن اعلم بذلك المنشور ولكني عرفت من المحققين ان اليمني الذي اعتقلوه في المعهد لدي قد طبع ووزع ذلك المنشور.
-
لقد أوضحت للأمن السياسي انه لا توجد لدي طابعة في المعهد لان المعهد مخصص للتدريس وقد أتوا بخبير في الحاسوب وبحث في الملفات الموجودة في الأجهزة ولم يجد أي شيء يذكر ، أعدت المطالبة بالإفراج عني بعد ان برئت ساحتي أمامهم ولكنهم قابلوا طلبي بعدم اللامبالاة وبتعامل لا أنساني، وعندما لم تجدي مطالبتي لهم نفعاً أضربت عن الطعام لمدة ثمانية عشر يوم وفي الثلاثة الأيام الأخيرة أضربت عن الطعام والشراب وعندما ساءت حالتي وعودني ان أنهيت الإضراب أن يُفرج عني وفعلاً غرر بي وأنهيت الإضراب وتم إخراجي من سجن الأمن السياسي وإيصالي إلى معهدي والذي وجدته مدمر بالكامل فقد أُخذت الأجهزة والأثاث من قبل صاحب المنزل وبعد ان شاهدت المعهد أعادوني إلي السجن مرة أخرى.
- كذبوا علي فقط وأحبوا ان يروني مآل إليه المعهد من دمار وتخريب.
عُدت إلى الإضراب مرة أخرى بعد العيد ولمدة 21يوم حتى كنت على وشك الموت من شدت الإعياء الذي لاقيته وبعد ذلك قالوا لي في الأمن السياسي اختار الدولة التي تريد ان نرحلك إليها فقتلت ان كان ولا بد فأعيدوني إلى بلدي الثاني والذي احمل جواز سفره وهو الأردن وبعد وصلنا إلى مطار عمان بالمملكة الأردنية رفض مسئولو الأمن دخولي الأردن وحاول المرافق الأمني اليمني إقناعهم دون جدوى ثم أعادوني اليمن بعد وفي اليمن عادت مأساتي من جديد، حيث أعادوني الى سجن الأمن السياسي.
-
لم توجه لي أي تهمة وقد طلبوا مني في وقت سابق ان اكتب لهم قصة حياتي كاملة وكتبتها وليس لدي ما أخفيه عنهم، لم اكف عن المطالبة بالإفراج عني ولكن دون جدوى حتى أتى إلي احد الضباط الكبار في الأمن السياسي وطلب مني ان اعمل معهم لكي يفرجوا عني !! ووقعت لهم بالموافقة ولكن لم يفرج عني!! فعدت إلى الإضراب وظليت ثلاثة أسابيع حتى تم نقلي إلى مستشفى الشرطة وعمل الأطباء على الحفاظ على حياتي التي كنت أتمنى ان أموت وارتاح.
- تنهد وقال نعم أخي الكريم ولكن ان تظل وراء القضبان لا تعلم بأي تهمة أنت معتقل ولا تدري ما هو جنحك بل لا تدري عن أحوال أسرتك عندها تجد الحياة لا تساوي لك شيء.
* كم مكثت في المستشفى؟
- مكثت ما يقارب الـ21 يوم وعندها هربت من المستشفى!!!
* كيف استطعت الهروب من المستشفى وهل هناك تواطؤ من الحراسة المكلفة بك ..والى اين اتجهت ؟
- عندما تكون الإرادة الإلهية حاضره لا تنفع التحصينات او الحراسات او المراقبة كنت في المستشفى لا أتناول الطعام سوى المغذيات التي كانوا يعطونني إياها لتبقيني على قيد الحياة وفي إحدى الليالي عزمت على الهرب بعد ان ضاقت بي الدنيا بما رحبت وقد سهل الله لي الهرب بدون أي مساعدة أي كان ولكن كما قلت إرادة الله هي التي سهلت لي عملية الهروب وبعد ان خرجت من المستشفى توجهت الى محافظة الجوف وها أنا أعيش في هذه الصحراء في مكان تنعدم فيه أدنى مقومات الحياة الضرورية وأنا مطارد بدون تهمه.
* هل هناك محاولة اللقاء القبض عليك ام ان القضية انتهت ؟
- القضية لم تنتهي وقد أتى إلي بعض المشائخ والأعيان يطالبونني ان اسلم نفسي فقلت لهم لن أعود إلى صنعاء الا بضمانه ان لم تكن على تهمة ان يفرج عني والضمين أريد ان يكون شيخ مشائخ اليمن الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر فذهبوا المشائخ والوساطة بهذا الطلب لكنهم لم يجدوا أي رد من قبل الأمن السياسي .
* كم قضيت في السجن ؟
- سبعة أشهر وعدة أيام
* ابو احمد هل لك علاقة بأسامة بن لادن او الظواهري ؟
- كلا الرجلين لا أعرفهما وعندما كنت في باكستان كنت اعرف الشهيد عبد الله عزام لكونه زعيم المجاهدين العرب وكذلك لكونه فلسطيني.
-
لا لم اشترك كونني كنت اعمل مدرساً في باكستان.
* هل زرت أفغانستان؟
-
نعم زرتها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 92م في زيارة لم تتعدى الأسابيع.
-
قبل كل شيء كتب علينا نحن الفلسطينيين الشتات في الأرض فجميع بلدان العالم توصد أبوابها أمامنا حتى العرب الذين يتشدقون بالقضية الفلسطينية يمنعوا أي فلسطيني من دخول أراضيهم فتوجهت نحوا اليمن كونها أصل العرب ولكن للأسف أصبحت في اليمن سجين وطريد.
- إقامتي في الجوف هي سجن لا يفرق كثيراً عن سجن الأمن السياسي وقد يكون سجن كبير حيث الخوف والقلق من المجهول يسيطر عليك تتوقع ان تسلم إلى أيدي جلاديك في أي لحظة .. خشونة العيش البادية التي لم أتعود عليها فلا يوجد ادني مقومات الحياة أضف الى ذلك أصعب شيء في الحياة وهو البعد عن أولادي والذي لا اعرف أخبارهم ولم أشاهدهم منذ أكثر من خمس سنوات.