القضية الفلسطينية بين مطرقة الاحتلال وسندان التصفية
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و 5 أيام
الجمعة 25 يناير-كانون الثاني 2008 04:04 م

مأرب برس - خاص 

    

خنق غزة بالحصار، وقطع إمدادات الوقود والغاز والدواء والغذاء إليها مع منع المرضى من تلقي علاجهم في الخارج، هذا كله ليس سوى فصل في مسلسل الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان المحتل البغيض بدعم أمريكي وتواطؤ عربي وفلسطيني أيضا .

في الوقت الذي كان زعيم الإرهاب العالمي جورج دبليو بوش في زيارته المشؤمه إلى منطقة الشرق الأوسط، تلك الزيارة التي بدأها للأراضي الفلسطينية تحديدا بالقدس المحتلة حيث استقبلوه المحتلين بالرقص والغناء والشموع والورود ذلك الاستقبال الذي توحدت فيه الدول العربية التي استقبلت بوش مع كيان الاحتلال استقبلوه بالرقص والاستعراضات الفنية والرقص بالسيوف حيث رقصوا طربا على جثث وأشلاء الفلسطينيين تلك الأشلاء التي مزقتها وتمزقها قوات الاحتلال الصهيوني .

أتى بوش إلى المنطقة العربية كفاتح وكقائد تحرير في نظر أولئك الذين جاءهم بعصا دون جزره ،وبالملاءات وأوامر تلك الأوامر المتمثلة في محاصرة الفلسطينيين وخاصة قطاع غزة، للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية، التي يعتبرها بوشهم هذا حركة إرهابية ،وبأنه بمجرد القضاء عليها والتخلص ،منها سيتم إعلان دولة فلسطين المستقلة، التي لم يتعرض لها في تصريحاته إلا كإشارة يشير فيها إلى صواريخ المقاومة الفلسطينية التي ربط قيام الدولة الفلسطينية بوقف المقاومة ، يريد أن ينهي المقاومة الفلسطينية وهو في المقابل يعطي الإسرائيليين الضوء الأخضر لتكثيف عدوانهم على الفلسطينيين، وتشديد الحصار عليهم يا لها من مفارقة عجيبة.

بدا الحصار الصهيوني لقطاع عزة يومه الأول ولم يحرك القادة العرب بنت شفاه ، لأنهم يعلمون أن هذا سيكون وان التصعيد الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين وخاصة تجاه قطاع غزة كان ثمرة من ثمار زيارة بوش للمنطقة، كخطوة أولى للقضاء على قوى الممانعة التي تعتبرها الولايات المتحدة عقبة كئود في قيام ما كانت تحلم به وما تحلم به من شرق أوسط كبير أو جديد ، بوش الذي انصرمت سنوات حكمة بين الوعد والوعيد ، وعد بإصلاح الشرق الأوسط وتمدينه ووعيد تصدقه حروبه في أكثر من جبهة ضد ما يسميه الإرهاب.

في زيارة بوش إلى دول الخليج الذي كان مسرحا لحروبه وحروب أبيه من قبل تتراجع أطروحة الوعود أمام فشل التجارب في العراق وأفغانستان وفشل عملية السلام في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل أن بوش الذي تؤذن فترة حكمه بنهايتها بدا متصالحا في خطبه الو داعية في أكثر من عاصمة خليجية مع الواقع الراهن الذي كان يراه بعد إحداث الحادي عشر من سبتمبر سببا لكل سرور العالم . 

    

دول الخليج التي ما تخرج أزمة حتى تكتنفها أخرى وجدت نفسها مرة ثانية موضوعا لصراع طرفاه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ، فإيران هي العراق الجديد الذي يخيف جيرانه بمشروع نووي وصواريخ بالستيه محصلتها النهائية أسلحة دمار شامل أخرى . دول الخليج وعدها بوش هذه المرة كما وعدها وبقية الدول العربية سابقا في انه بمجرد الانتهاء من احتلال العراق والسيطرة عليه سيعلن قيام دولة فلسطين المستقلة ، وها هو اليوم جاءها بوعده في انه بما أن يتم القضاء على حماس وحزب الله وإيران وسوريا بمجرد الانتهاء من هؤلاء سيتم الإعلان عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وما يحصل في غزة اليوم هو نتاج لزيارة بوش لمنطقة الشرق الأوسط. 

    

هذا هو قلب أمريكا، وإسرائيل، أسود كالليل المظلم، يتآمران على أمتنا العربية والإسلامية، ويكيدون المكائد، ويخططون، ويدبرون بليل، ونحن لانزال نكن لهم الود والاحترام ، لكن علينا أن نتذكر أو نجزم بان بوش واو لمرت يخدمون أمتهم ويعملون كل هذا من اجل مصلحة شعوبهم إذا هم يخدمون شعوبهم بكل إخلاص. 

    

أما حال الحكام العرب فحالهم للأسف الشديد مزري، فقدوا احترام شعوبهم ، لتفريطهم في عروبتهم ،وقيمهم ودينهم، ومن فرط في آمته وحقوقها لا يحضى باحترام أي احد آخر حتى وان كان ذلك الذي ينصاع له ، مواقف هؤلاء الزعماء دائما متخاذلة حتى يئست منها الشعوب ولا معول عليها في أن تعيد حقا أو تصد باطلا. قادة يريدون أن يكونوا أبطالا تاريخيين في نظر شعوبهم وزعماء عالميين عند شعوب العالم حالهم كحال عبدا لله بن سبا، ولا يختلف حالهم أيضا عن حال عبدا لله بن أبي بن سلول الذي اعتقد أن الإسلام وتمسكه به كان سببا في حرمانه من زعامة المدينة المنورة ، 

    

مواقفهم لا تزيد على تنديد، وشجب في استحياء ، أو دعوة لاجتماع طارئ لمندوبيهم في الجامعة العربية، فمنهم من دعا إلى قمة عربية عاجلة، أو اجتماع وزاري، أو ما شابه ذلك ،ماذا عساهم أن يفعلوا أو يقرروا سوى تبادل الابتسامات وكلمات المجاملات الدبلوماسية الباردة، وخرج المصورون والصحافيون من القاعة، وأغلقت الأبواب، وظن البعض أن في أجواء الاجتماع مواقف حاسمة جازمة في الشأنين اللبناني والفلسطيني، حتى أن بعض من يحضرون الاجتماعات يفاجئوا ببيانات جاهزة ويتساءلون متى تمت صياغة هذه البيانات، هكذا حال العرب الرسميين الذين أنهكوا شعوبهم وطرحوها أرضا فويل لهم وبيننا يوم الحساب . 

    

وأخيرا أشير إلى اقتحام الفلسطينيين حواجز معبر رفح الذي تسيطر عليه قوات امن مصرية وإسرائيلية موقف ودخلوا إلى مصر ليتبضعوا ويشتروا ما يسد رمقهم ويروي عطشهم كان عملا بطوليا وثورة عارمة تتحدى الحصار ، وبعدها يأتي الرئيس المصري يعلن بالسماح للفلسطينيين بالدخول لم يكن ذلك لله في شئ وربما أن هناك شئ يحاك لتصفية القضية الفلسطينية وذلك في إعطاء غزة لمصر والضفة للأردن للخلاص من هذه القضية وهذا ليس أمرا مستحيلا في ظل أنظمة كهذه الأنظمة التي فقدت النخوة والكرامة .