آخر الاخبار

شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها العليمي أمام امام المنتدى العالمي يكشف عن خسائر مهولة للاقتصاد الوطني بسبب حرب الحوثيين تصل إلى إلى 657 مليار دولار اذا استمرت الحرب طارق صالح يفسد فرحة الحوثيين بهذا الظهور بعد إتحاد غالبية القوى السياسية في اليمن.. المجلس الانتقالي يشذ عن الإجماع الوطني ويعلن عدم مشاركته في اجتماع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية بعدن ..

أهمية موقع المشترك في الثورة
بقلم/ عبدالله الثلايا
نشر منذ: 13 سنة و 3 أيام
الثلاثاء 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:38 م

ينأى الكثيرون الكتابة عن أهمية مشاركة أحزاب المشترك في الحراك السلمي للثورة اليمنية وقيادتها لخشيتهم الوقوع في مرمى انتقادات الجمهور، لكن هذا المقال يحاول الغوص قليلاً بين سطور هذه الحقيقة لاستشفاف حقائق الفوائد العملية المتاحة لهذه المشاركة، تاركاً المجال للقارئ الكريم المشاركة في نقد نقاط إفتراضات هذا المقال لكن بالحجة (العملية) التي يمكن أن تدحض هذه الافتراضات.

أولا: يكمن أول افتراضات أهمية مشاركة المشترك في أنه يعوض وجود المستوى العالي للتعليم في المجتمع كمستوى تعليم التوانسة والمصريين، وهو الأمر الأساس الذي جعلهم يدركون أهمية القيام بثورتيهما. فالمستوى المحدود جداً للتعليم في اليمن هو المسئول عن وجود سواد كبير من الناس يقفون تأييداً للحاكم وجعل الخوف من المستقبل يسود إدراكهم أهمية التغيير نحو الأفضل لغياب الكثير من القدوة المتعلمة والشجاعة الملهمة في مراكز القرار. ففي الثورتين العربيتين الأولى، نجح التعليم في إرشاد الثوار نحو عدم التأثر بالإشاعات الهادفة إلى حرف مسار الثورة عن مقصدها الأصلي. ورغم ذلك فقد تحقق انحراف واضح عن سلمية الثورتين. والقريب من تفاصيل الثورة الليبية (حيث يقترب مستوى التعليم هناك من اليمن) يدرك تأثرها بمستوى التعليم المتدني في ليبيا ووجود الكثير من الإشاعات أو سوء التقدير التي سادت الشعب عن القيادات التي قادت الثورة رغم كون جميع تلك القيادات من أعضاء قيادات النظام الحالي الليبي نفسه الذين ساهموا قبلاً فيما كان الشعب الليبي يعاني منه من جهل وديكتاتورية وفساد عريض. ورغم كل ذلك نجحت الثورة الليبية التي قادها أعضاء النظام الليبي نفسه لكن بأنهر من الدماء ولا تزال أعضاء النظام القديم في سدة هرم دولة اليوم بسبب غياب القدوة وأحزاب المعارضة التي تحدثنا عنها. أما لدينا فكان كوادر الإصلاح، كنموذج فقط لهذا المقال، هم القدوات المتعلمة المأمولة التي سأستعرض مبررات هذا الافتراض أسفل هذا. بالعكس من ذلك ساهم التعليم المتقدم في سوريا في الإصرار على فعاليات الثورة اليومية ولو على دماء عشرات المشاركين يومياً في المسيرات وساهم أيضاً التعليم في شعور الجنود بالمسئولية واستمرار انشقاق أفراد محدودين عن الجيش يومياً.

ثانياً: كان وجود المشترك حيوياً في عرض إمكانية حدوث وحدة وطنية قوية لكافة الفعاليات المفعلة والمهمشة في البلاد. كما كان أيضاً حيوياً في توحيد رسم مسار وقرارات الثورة إلى حين تكوين قيادة وطنية أُتفِق عليها بتكوين المجلس الوطني للمعارضة الذي شكّل الطيف اللوني والنسيجي الوطني للمجتمع اليمني باستثناء بعض قيادات الجنوب الذين أنفوا المجلس إلا بشروط لا يحق للمجلس تحقيقها مقدماً بدون حوار وطني ينبغي أن ينعقد وسط أجواء معتدلة وليست حارة أثناء الثورة، التي تركز على هدف أساس واحد. ولا يخفى خصوصاً على الثوارالقريبين من مصدر اتخاذ قرارات الثورة التي سبقت المجلس الوطني (اللجان والمنسقيات) الضغوط نحو العنف والزحف نحو القصر التي أبداها الشباب غير المستقل في مراحل مختلفة من الثورة، وما كانت تصريحات محمد قحطان غير اللائقة إلا استجابة لتلك الضغوط التي أدركوا بعد مسيرات تلك الفترة صدقية رؤية الأحزاب العارفة بمدى نزعة العنف لدى صالح. ولذلك فقد كان اللواء علي محسن يركز في كافة خطاباته للثوار بالتزامهم السلمية التي بدءوا ثورتهم بها.

 ثالثا: لا يخفى على القاطنين في المناطق الجنوبية مدى تأثر تلك المناطق بالنزعة الاستقلالية، حيث أنه خلال جولة لي الآن دامت يومين في مختلف مناطق مدينة عدن لم أجد أي علم للجمهورية اليمنية على أي مؤسسة عامة أو منزل خاص. إلا أن المعتصمين المنحصرين جميعاً في منطقة المنصورة يختلفون فيما بينهم (وأحياناً بالعصي أو السلاح) بسبب آراء الحراكيين الاستقلاليين الموجودين بينهم. ولولا وجود المشترك لما كنا نشاهد على شاشات التلفزيون سواداً عظيماً يحمل أعلام الوحدة ويهتف للوحدة أثناء المسيرات والاعتصامات في مختلف مدن الجنوب.

رابعاً: أجد نفسي هنا ملزماً للدفاع عن المشترك كقدوة ينبغي الركون إليها. إذ أنها هي الأفضل في الساحة. فالإصلاح مثلاً مثل نظيره الاشتراكي حكم في حكومات ائتلافية مع حزب المؤتمر لعدة سنوات ولم يفرز فاسدين يمكن لأحد أن يسميهم ويصف المفاسد التي أنتجوها باستثناء أنهم فشلوا في خلق تغيير ملموس وذلك بسبب وجودهم تحت قيادة الحاكم، الذي حدّ من إنجازهم بتعيينه كوادره في مناصب تعمل على شل أدائهم. وإلا فمن يستطيع منا تسمية 3 إصلاحيين فاسدين مثلاً ووصف مفاسدهم بعيداً عما سلف وصفه!

خامساً: أستغرب هنا من يقول بأن أحزاب المعارضة لم تفعل شيئاً للشعب طوال الفترات السابقة. وماذا عسى من لا يملك السلطة والميزانية أن يفعل للشعب غير عرض السياسات النموذجية البديلة وفضح ممارسات الحاكم في البرلمان والصحف والشارع والمساهمة كلما أمكن في التخفيف عن معاناة الناس. وهنا أفترض نجاح ونموذجية الإصلاح وغيره من المعارضة في قيادة أفضل المؤسسات التي لديه فهو يدير أفضل جامعة في البلاد وأفضل المستشفيات وأرقى المدارس الخاصة وأفضل وأكبر وأقوى الجمعيات الخيرية وأفضل وأنشط منظمات المجتمع المدني.

في الأخير، يقوم الكثيرون وإن كنت أرى ذلك طبيعياً في مجتمع نام كمجتمعنا، بانتقاد الأحزاب وإفتراض بعض المسئوليات عليهم أو إتهامهم ببعض التهم، ومنها أنهم يسعون إلى السلطة وهذا شيء طبيعي ومنطقي في أي دولة في العالم كون ممارسة السلطة هي من تفرز القيادات النموذجية من تلك غير الفاعلة. ولا يتذكر هؤلاء مسئولية الأغلبية الصامتة إجمالاً في وجود الحاكم في السلطة بشكل متكرر وإلقاء تبعات فساده على المعارضة دون أن يكون لديهم أدنى تبرير منطقي على ذلك. برغم ذلك يشعر كاتب المقال بأنه سيتلقى من قرائه اتهامات بالجملة بأنه حزبي أو غير مستقل في طرحه دون أن يتلقى نقداً منطقياً مبني على حقائق ويمكن أن يدحض افتراضاته التي اعتقد بها في الظروف الواقعية الراهنة.