آخر الاخبار

بعد رفع العقوبات عنه.. مالدور الذي يمكن أن يلعبه أحمد علي عبدالله صالح خلال الفترة المقبلة؟ ..تقرير نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟

السعوديون والتويتر: طرائف شتائم افراح وسياسة
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 22 يوماً
الأحد 12 مايو 2013 08:36 م

يقولون إن مستشرقاً ذهب إلى السعودية فعاد مستغرباً، أي متعجباً. قد تبدو هذه الحقيقة أكثر الحقائق التي تنطبق علينا هذه الأيام في تعاطينا مع المنصات الرقمية، وأشهرها “تويتر”، فنحن انكشفنا و”كل شي بان”، كما يقول عبدالمنعم مدبولي في مسرحية “ريا وسكينة”.

“تويتر” أصبح اليوم أكثر التجارب التي يشترك فيها عدد كبير من السعوديين، ووفقاً لتقرير وكالة الوسائط الاجتماعية “ذا سوشال كلينيك”،- نقلته صحف عدة ـ فإن المملكة بها أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم نشط لـ “تويتر” يُصدرون 50 مليون تغريدة في الشهر، كما سجل مستخدمو “تويتر” في المملكة نمواً قدره 3000 في المئة، بين عامي 2011 و2012، أي أعلى بكثير من المتوسط العالمي، لهذا لا تستغرب أن يعود كل مستشرق مستغرباً.

وفي “تويتر” تجد طرائف كثيرة، أشهرها ذلك الطالب الذي كتب تغريدة طلب فيها من متابعيه أن يجدوا له عذراً يكذب به على والده حتى لا يذهب إلى المدرسة غداً، فجاءه جواب يقول: “كن صريحاً مع أبيك، وقل له الحقيقة”. وقد كان المرسل والده. والزوجة التي تقول لزوجها الذي ينضح رومانسية في “تويتر” أن يترك عنه هذا ويحضر معه خبزاً وحليباً للطفل في طريق عودته. لكن ليس كل ما يحدث في “تويتر” طريفاً، فهناك تغريدات ذهبت بأصحابها إلى السجن، وهناك تغريدات ذهبت بأصحابها إلى المحاكم. لكن الشيء الأكيد أن “تويتر” كشف ما هو “مغطى ومكشوف”، أهمه أزمة التربية والحرية لدينا، وأن التعدد الوحيد المقبول لدينا هو في الزوجات فقط، فأصبح “تويتر” مرتعاً للنعرات وللتطرف ولحرية الشتائم طالما لا أحد قادراً على تعقبك ومعاقبتك.

ويقال إن بعض القنوات الإعلامية الغربية وجدت في “تويتر” أهمية بكشف وقياس حرارة الرأي العام السعودي. لكن هل يمكن الاعتماد على هذا الموقع ليكون مرجعاً حقيقياً، لا أزال أشكك، لكن ما أنا متأكدة منه أن الوقوع في حبال “تويتر”قد أصبح تجربة فريدة لبعض السعوديين، فهناك من يقول إن “تويتر”غيّر حياته، ولا ندري بأي اتجاه، كيف لا!؟ وقد أصبح صديقاً لمن لا صديق له، وعدواً لمن لا عدو له، وجمهوراً لمن لا جمهور له، بل بات اليوم مثل قصة “بركة الجنون” التي تقول إن جميع من في القرية شربوا من ماء بركة أصابتهم بالجنون عدا شخصاً واحداً، فاكتشف أنه يشقى بعقله، فشرب معهم.

إن احتفظت بعقلك وظللت تتابع الجيل الجديد ونصف الجديد اليوم وهو يدفن رأسه في جواله ويدق بأصابعه سريعاً على أزراره فستصاب حتماً بالإحباط، وتستغرب لما يفضل هذه الجالس معك صحبة غيرك، وإن ذهب إليه سيجد آخر أبعد يحدثه وهكذا.

مشكلة “تويتر” أنه يعطيك عكس ما تحس به، أي يخدعك، فهو يوهمك أنك تزداد تواصلاً مع الناس في حين هو يزيدك عزلة، ويصور لك أنك تعيش حياة أجمل فيما هو يخرب حياتك الواقعية، وحين تظن أنك تتسلى فقط ستجد أنك وقعت في ما يشبه الإدمان بل الإدمان نفسه، حمرة في العيون، فقدان القدرة على السيطرة بترشيد التعاطي أو التوقف. ومن ثم خسارة شركائك في الحياة الذين ملوا من نصحك.

الغريب أن هذه النتائج الكبيرة لا تدل سوى على أين يقع أكثر الأسواق استهلاكاً بين الشباب، فلا أحد تثيره شهية الاستطلاع المعرفي السوسيولوجي، لا أحد يهتم بأن يعرف بماذا يفكر شبابه وبماذا يطمح، ما هي أزماته، وغريب أيضاً أن تكون لدينا كل هذه الكثافة والرغبة في الثرثرة المتمثلة في التمركز في منابر التعبير التي بسببها تحولت منصات الترفية إلى أغراض لغير ما جاءت من أجله، ولا أحد يهتم بدرسها، لا مراكز الأبحاث في الجامعات ولا شركات الرصد العلمي، فقط مراكز أجنبية تدل التجار إلى أفضل مكان يعلنون فيه سلعهم ويقتنصون زبائنهم.