العائدون في اليمن .. دراسة مسحية تكشف ٌكلفة الحرب والدمار وأثرها على حياة النازحين وزير الأوقاف يقوم بزيارة تفقدية لمكتب أوقاف محافظة أبين تحذير عاجل من الملحقية الثقافية بالسفارة اليمنية بموسكو للطلاب اليمنيين الجدد وزير الدفاع العراقي يعترف بتأجيل انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف كن العراق الى 2026 شاهد.. حادث مروري مروع يودي بحياة 16 شخصا في تعز تصريح قوي لقيادي في حماس بشأن القائد العسكري الأول محمد الضيف اليمن تتسلم من موريتانيا رئاسة مجلس جامعة الدول العربية اتحاد غرب آسيا يقر بخطئه بحق منتخب اليمن ومطالبات لاتحاد الكرة بالإنسحاب الداخلية السعودية تتوعد بعقوبات قاسية.. ترحيل أكثر من 11 ألف شخص وضبط نحو 1000 آخرين في الحدود بينهم 39% يمنيين هل أفلس بنك اليمن الدولي؟.. صحفي اقتصادي يشير الى الجهة المتسببة في أزمة بنوك صنعاء
في مشهد تراجيدي واقعي رصدته عدسة هاتف مواطن يعجز أفضل ممثلي ومخرجي السينماء العالمية عن تجسيده، كان الرجل المفجوع على شقيقته التي طمرها ركام منزل فجرته مليشيا الحوثي بمدينة رداع وسط اليمن بالديناميت يصرخ سائلاً بصوت متهدج: "عائشة عادش بخير؟".
يكرر الرجل نداءه لعائشة وهو يواصل الحفر على بقايا جدران وحطام المنزل المهدم بيديه العاريتين وبصخرة صغيرة. لقد تحولت أصابعه إلى معول والصخرة إلى مطرقة. فتح ثغرة وصوته المبحوح مع صديقه المنقذ ما يزال ساطعًا يتردد في وسط الغبار "عائشة انت بخير؟". ليأتي الرد من عائشة بصوت مكتوم: أيوه.
عائشة و18 شخصًا معظمهم نساء وأطفال كانوا في منازل متجاورة فجر الحوثيون أحدها صباح اليوم الثلاثاء التاسع من رمضان، وتهدمت الأخرى على رؤس ساكنيها، فدفنوا أحياء. مات معظمهم وأنقذ بعضهم، وما يزال آخرون تحت الأنقاض بحسب الأنباء الواردة من مصادر محلية.
في مشهد آخر، يحمل الكثير من الدلالات، ولا يقل ألمًا عن الأول، يظهر أحد الناجين من التفجير، وهو مسن تظهر الصدمة بكل وضوح على ملامحه. يسأله المنقذون: قد مرتك خارج يا عم أحمد؟ فلا يجيب نتيجة الصدمة، ويبادر منقذ آخضر بتقديم قارورة ماء للعم أحمد، يأخذها لكنه يتذكر أنه صائم فيرفض شرب الماء رغم حاجته إليه.
عائشة الرداعية التي كان يبحثها عنها شقيقها تحت الحطام، نجت من موت محقق اليوم لكنها ليست بخير. عائشة الرداعية هي اليمن، واليمن هي الوطن العربي، والوطن العربي جزء من العالم الإسلامي، والمسلمون جزء من المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي ترك الحوثي يسرح ويمرح ويرتكب المجازر في حق اليمن وانتهك حقوق عائشة. عائشة منهكة، وإن نجت اليوم فقد لا تنجو غدًا لأن مفجرات الحوثي وفوهات بنادق قناصيه موجهة إلى قلب عائشة.
للتذكير: رداع واحدة من آلاف المدن والقرى اليمنية التي طالها الإرهاب الحوثي بعد سيطرته عليها. منذ 2014 وما قبلها، فجر الحوثيون آلاف المنازل بسبب اختلافات رأي سياسية أو مذهبية، خلافًا لملايين المهجرين والنازحين قسريًا من الحرب التي فرضتها الجماعية الارهابية على الشعب اليمني.
يوم أمس أعلنت المفوضية اللاجئين الأممية ان الأزمة في اليمن هي إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم مع 4.5 مليون نازح داخلياً و18.2 مليون شخص بحاجة للمساعدات. هذا الإعلان ينم عن الحالة الكارثية والمأساوية التي وصل إليها الشعب اليمني في ظل المليشيا الحوثية الارهابية.