آخر الاخبار

من بوابة المولد النبوي.. المليشيات تفرض على كبريات المجموعات التجارية اليمنية مبالغ مالية كبيرة - بينها هائل سعيد والكبوس وإخون ثابت قائد الحرس الثوري يخنق عنتريات سيّد الحوثيين : نحن من يستهدف السفن في البحر الأحمر ولا علاقة لها بنصرة غزة رئيس إيران يتحدث عن نقل العاصمة طهران إلى هذا المكان اغتيال رجل اعمال يمني ونجله في قلب صنعاء المليشيات تصدر حكمًا بإعدام مدير قسم شرطة في صنعاء انتقاماً لمقتل قيادي حوثي الشرطة النسائية بمحافظة مأرب تختتم دورة تنمية العلوم الشرطية والقانونية رئيس الوزراء يتوجه إلى دولة قطر في مهمة رسمية  مليشيا الحوثي تقتحم منزل أحد المشايخ بالعاصمة صنعاء وتقوم بطرد أبنائه وبناته من داخله ونهب محتوياته مظاهرة حاشدة في أبين تطالب بالكشف عن مصير عشال والمخفيين قسراً، وضبط الجناة وتحدد مهلة 30 يوما لانسحاب اي قوات من غير أبناء المحافظة 3 دول عربية عظمى ودول أخرى تصدر بيانا جديدا بشأن المعابر في السودان.. تفاصيل حاسمة

ماذا ينتظر مشرف عقب الأحمر؟!
بقلم/ وليد نور
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 23 يوماً
الأحد 15 يوليو-تموز 2007 06:25 م

الخبر

مفكرة الإسلام: شارك أكثر من ثلاثة آلاف شخص في تشييع جنازة "عبد الرشيد غازي" نائب زعيم المسجد الأحمر، فيما أكد شقيقه "عبد العزيز" أن دماء أخيه ستشعل ثورة إسلامية في البلاد، وقال "عبد العزيز": يمكننا أن نضحي برقابنا، ولكننا لا نستطيع الخضوع لحكام مستبدين، كفاحنا سوف يستمر.

التعليق

بعد مواجهات دامت لعشرة أيام انتهت بمقتل "عبد الرشيد غازي" نائب زعيم المسجد الأحمر، وقائد المتحصنين به، يحق لنا أن نتساءل: هل انتهت قصة "المسجد الأحمر" أم تراها للتو قد بدأت؟!

إن المتتبع لما يجرى في باكستان منذ الانقلاب الذي قاده الجنرال "برفيز مشرف" يدرك حجم القطيعة بين مشرف والشعب الباكستاني، فبينما رحب الباكستانيون في أول الأمر بانقلاب مشرف واعتبروه أمرًا جيدًا للقضاء على أنظمة "شريف" و"بوتو"، إلا أنهم اليوم يتمنون لو أن بأيديهم الإطاحة بنظام مشرف.

تدهور طبيعة العلاقة بين مشرف وشعبه منذ الانقلاب وحتى الآن يمثل نموذجًا قد نجده في كثير من الدول، حيث لا تجد الأنظمة أية غضاضة في تجاهل رغبات شعوبها وعدم محاولة الالتحام بها والاستقواء بها على أية ضغوط خارجية, فتكون النتيجة تلك القطيعة وتلك التظاهرات التي تشهدها أنحاء متفرقة من باكستان للتنديد بمشرف وبسياساته.

العقلية العسكرية:

يتعامل مشرف مع شعبه ومع السياسة الخارجية بالعقلية العسكرية المجردة، ولقد أثبتت تجارب التاريخ والأيام أن العقلية العسكرية كثيرًا ما تخطئ، بل قد يكون دومًا ما تخطئ في إدارة الشعوب والبلاد، فالعقلية العسكرية لا تعرف إلا لغة القوة ولا تفهم من رموز تلك اللغة إلا العتاد والأعداد، فكل عمل سياسي يترجم لدى تلك العقلية إلى معركة، معركة قد تخسرها قبل خوضها عندما تنظر إلى عتاد وأعداد الخصم.

تلك العقلية العسكرية لا تعرف في الداخل إلا لغة "الضرب بقبضة من حديد" مثلما هدد رئيس الوزراء الباكستاني "شوكت عزيز" المدارس الدينية بمصير مماثل لمصير "المسجد الأحمر"، ولا تعرف تلك العقلية العسكرية في الخارج إلا لغة "الحسابات السياسية" و"الحذر من معارك غير محسوبة" مثلما كشف مشرف نفسه في مذكراته عن التهديدات التي تلقاها من الأمريكيين عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 فجعلته يقدم تنازلات على صعيد السياسة الخارجية لم يجرؤ أي نظام باكستاني من قبله أن يقدم مثلها أو حتى ربعها.

هذه العقلية العسكرية لا تجيد التفاوض مع الخارج ولا الحوار مع الداخل, الأمر الذي يضعها دومًا بين شقي رحى؛ فهي لا تتخلص من تبعية الخارج ولا ترتمي في أحضان الداخل، ما يجعل بقاءها مرهونًا بقوة الخارج وضعف الداخل.

المدارس الدينية وراند وغازي:

من النقاط المهمة التي تثيرها مواجهات "المسجد الأحمر" قضية المدارس الدينية والموقف الغربي، فمنذ عدة سنوات أصدرت مؤسسة راند الأمريكية تقريرًا تدعو فيه إلى تشجيع المعتدلين، غير أنها بعد سنوات من ذلك التقرير أصدرت تقريرها الأخير والذي دعت فيها إلى تغيير "الإسلام" نفسه، الأمر نفسه يتكرر في باكستان منذ سنتين عقب هجمات لندن في عام 2005 بدأت حكومة مشرف حملة على المدارس الدينية, غير أنها أدركت أن الأمر لن يفلح, فانتهجت سياسة قوامها هدم المساجد والمدارس غير المرغوبة فيها بحجج ومبررات واهية.

راند وحكومة مشرف لم يستطيعا أن يدركا أن القضية ليست قضية "مدارس دينية", بل هي قضية شعوب تشعر بالظلم والقهر، فما الذي يدفع "عبد الرشيد غازي", والذي تربّى تربية علمانية أن يغير مساره حتى يقود المتحصنين في المسجد الأحمر ثم يكتب وصيته قبل مقتله، يراهن على أن دماءه ودماء رفاقه ستكون نبراسًا لثورة إسلامية.

ما الذي يدفع أطباءً يعيشون في أوروبا في أوضاع مادية جيدة إلى التخلي عن كل هذا سوى الشعور بالظلم والقهر.. فهلا رفعوا أيديهم عن الشعوب المسلمة.