آخر الاخبار

أول تعليق لـ«طارق صالح» عقب رفع العقوبات عن عمه «صالح» ونجله «أحمد» لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تصدر بياناً حول رفع العقوبات عن الرئيس الأسبق صالح ونجله احمد مليشيات الحوثي تلغي حكماً بإعدام ناشطة يمنية اتهمت بالتخابر مع تحالف دعم الشرعية حزب الإصلاح : اغتيال إسماعيل هنية جريمة بشعة وفعل مدان بكل الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية نجاة رئيس مجلس القيادة عبدالفتاح البرهان من محاولة اغتيال في أقوى رد وأعمق تعليق توكل كرمان: في أول يوم لتنصب رئيسها الجديد إيران تقدم رأس إسماعيل هنية هدية ثمينة لاسرائيل لماذا أوقفت إيران نظام دفاعاتها الجوية وكيف قطع الصاروخ الذي استهدف هنية مئات الكيلومترات فوق الأراضي الإيرانية دون استهداف ..تفاصيل منظومات الدفاع الإيرانية ؟ حركة حماس تكشف أين ومتى سيدفن جثمان اسماعيل هنية وفد رفيع المستوى يصل الرياض لبحث تسوية يمنية مرتقبة.. تفاصيل بعد اغتيال هنيّة في طهران.. تعرف على أبرز المرشحين لرئاسة حماس وكيف تتم عملية الإختيار؟

وسقط الصنم.. وسقط هبل ...!
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 15 فبراير-شباط 2011 04:33 م
ليس عبثا أن يقال بأن مصر هي "أم الدنيا"، فهي موطن الخصوبة والنماء، وهي مصب أعظم نيل في الدنيا، وهي موطن أعظم حضارة في التاريخ، وهي أعظم مركز إشعاع فكري إنساني يربط بين أعظم قارتين في العالم، فيها ولدت مسيحية الشرق، وفيها سطعت جامعة الأزهر، ومنها نبغ عمالقة العلم والفن والأدب العربي.

ولأن مصر هي محور الأمة ومركز الصدارة والإستنارة فيها، فهي مدرسة في النضال والتنوير منذ زمن محمد علي، وعرابي، وسعد زغلول وعبد الناصر.

فهذه إذن، هي مصر، كانت ولاتزال هي مصدر الإلهام في العالمين العربي والإسلامي، وهي اليوم بثورة 25 فبراير السلمية، التي أسقطت أكبر صنم عربي، تقدم أروع الدروس في الزحف نحو المدنية والتحديث، وبناء مجتمع مدني متطور، يقوده شباب متشبع بقيم العزة والكرامة،غير مستعد لأن يعيش ذليلا، وغير قابل للإستعباد أوالإستملاك، وغير مستعد لأن يكون أدآة عبثية في أيدي سماسرة وطغاة مستبدين.

إنه شعب عظيم، صنع أعظم ثورة لأعظم أمة، وأعظم إنتصار لأروع صمود.. وأثبت شعب مصر أنه شعب ملهم ورائد حقا، وإستطاع خلال 18 يوما من الغضب الشعبي، أن يقول كلمته، ويفرض خياره في النزوع نحو ما يريد من الحرية، ورفض الظلم والتجويع، والنهب والإستلاب، ومقاومة سياسة الفساد والإفساد، التي فرضت على المصريين في زمن الرئيس "المبارك...!!!"، وفي ظل بطل العبور، ورمز التحرير، حسني مبارك(!!!)..".

وخيار "الحرية"، هو خيار ملايين المصريين من البسطاء والفقراء والمشردين، في داخل مصر وخارجها، خيار ملايين الشباب من الجائعين العاطلين عن العمل، الذين رابطوا أياماً وليالٍ طوال، في ميادين الحرية والكرامة في القاهرة، والإسكندرية، والسويس، وأسوان، والمنصورة .. وتعرض الكثير الكثير منهم لأبشع أنواع الضرب والتعذيب، من قبل أجهزة الأمن، وممن يطلق عليهم بــ"البلاطجة" من قوى الأمن السرية .

 

لقد هتف الشعب المصري بصوت واحد، وبإرادة واحدة لإسقاط النظام، فسقط النظام، وسقط الصنم الكبير، وتساقطت الأصنام الصغيرة من حوله.. إنها ملحمة رائعة من ملاحم شعب، إتحد مع ذاته، شبابه بشيوخه، ونخبته مع عامته، فقراؤه مع أغنيائه، ومدنيوه مع عسكره، مسلموه مع مسيحييه. فكان صوته هو الأقوى، وكلمته هي الأعلى.

تعظيم سلام، لهذا الشعب العربي الأصيل، وتحية أمل لكل شعوب الأمة، التي تعاني وتكابد من صنوف الإستغلال، والإستحواذ والسيطرة والإستبداد... إنها شعوب مسكونة بالحرية، وهي -لاشك- إمتداد لبعضها، وذات نسيج واحد متسقة في تفكيرها، وحياتها ومعاناتها، وفساد حكوماتها، وعنجهية حكامها، وجشع سماسرتها، ، وفشل معارضاتها.

الشعوب العربية، شعوب كريمة ومسالمة، وهي لا تبحث عن الشر لحكوماتها، ولكنها تبحث عن الكرامة، وتبحث عن المساوة، وتحقيق العدالة والعيش الكريم، هي ترنو لأن يكون الحاكم فيها أباً للجميع، وأن ينظر لكل أبناء وطنه بكونهم أبناءه جميعا، وأقاربه جميعا، وأحفاده جميعا، وأصهاره جميعا، وأن يختار الأكفأ منهم للوظيفة العامة، سواء في قيادة الجيش، ورئاسة الهيئات والمؤسسات، أو في شغل الوظائف العليا أو الدنيا للدولة ، ويكون معيار شغل الوظيفة العامة هو معيار وطني، ويكون شعار تحقيق الأمن والإستقرار ليس لتنفيذ أجندات خاصة، إنما لأمن الوطن والمواطنين، ويكون النظام والقانون، هو سيد الجميع، في الوظيفة والشارع والمنزل.

تلك، هي غاية الشعوب العربية، أن تعيش بكراماتها في أوطانها، كما تعيش بقية شعوب العالم في العصر الراهن، وقد خرج أحرار تونس ومصر، وأعلنوا بصوت قوي وعال غايتهم، وغاية كل مواطن عربي في المغرب والمشرق، ومن المحيط الى الخليج ..

تحية لشعب الكنانة العظيم، أنه شعب حرُ حتى النخاع، وحيوي حتى العظم، وشامخ حتى السماء، لقد ثار لكرامته فأسقط "هُبل" الصنم..! ، وتحية لشعب تونس الرائد، الذي بادر فأسقط أول الأصنام .

***

* رئيس مركز الوحدة للدراسات الإستراتيجية