آخر الاخبار

تعرف كم بلغ الإنفاق الحربي لإسرائيل في عام 2024؟ أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب

سجنوه في صنعاء.. وقصفوه في عدن
بقلم/ سمير عطا الله
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 25 مارس - آذار 2015 10:25 ص

من العبث أن نقرأ، أو أن نتابع قراءة ما يحدث في اليمن، على أنه يحدث في اليمن. ومن دون حاجة إلى الدخول في الدراما وتكبير الأشياء، فإن ما نشهده هو درس جديد في العمل أو في النهج السياسي، أو في الأخلاق السياسية، ولو أن السياسة عادة لا قطرة فيها من الأخلاق. احتل الحوثيون صنعاء، ثم تعز، ثم الحُديدة، ثم ركبوا طائرات الدولة اليمنية ليقصفوا بها الرئيس، الذي سجنوه في العاصمة، وأجبروه على الفرار إلى العاصمة الثانية. يفعل الحوثيون ذلك أمام الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وخصوصا أمام مجلس الأمن والأمم المتحدة. يريدون القول، بكل بساطة، إن هذا زمن جنكيزخان، ومن يُرد مواجهته فليس من أسلوب آخر سوى الثقافة الجنكيزية. ويريدون القول إن هذا هو المستوى السياسي في العالم العربي من الآن فصاعدا. براميل متفجرة في سوريا، و«حشد شعبي في العراق»، ومطاردة الرئاسة قصفا في اليمن.
لم يبدأ هذا المستوى الأخلاقي من السياسة في اليمن طبعا. كانت له علامات ومدلولات كثيرة، ليس أقلها تصريح المستشار علي يونسي، وغيره من المستشارين والنواب والخبراء. وقد تميز تصريح يونسي بنفي متعدد الوجوه، يُثبت فقط أو يؤكد فقط النظرية العلمية القائلة «نفي النفي إثبات». لقد أتعبت طهران نفسها بغير ضرورة في التنصل من الكلام الذهبي الذي أدلى به سعادة المستشار. وبدل هذا المجهود النَفَوي، كان الأفضل نصيحة مباشرة إلى السيد الحوثي، وأوشحته الحريرية المرقطة، بأن يضبط المقاتلات السوفياتية في صنعاء بدل إرسالها إلى عدن. فثمة مقاتلات روسية كثيرة يحلّق منها ما يكفي في سماء البلدان العربية، ويقصف منها ما يكفي المواطنين العرب والمشردين والأطفال، في حين تحوم في أجواء إسرائيل، بين فينة وأخرى، طائرة من دون طيار، تأكيدا لمهارة الصناعة الحربية الإيرانية.
ليست هذه أول مرة تقصف فيها الطائرات السوفياتية قصرا رئاسيا في العالم العربي. إنها عادة قديمة ولا أهمية لها، أو خصوصية في باب القصف الأخوي والأبوي والأموي. لكن هذه المرة الأولى التي تقطع فيها طائرات الميغ كل هذه المسافة، من الشمال إلى الجنوب، لكي تُبلغ عبد ربه منصور هادي، ومن خلاله، أهل اليمن وجميع أهل الجوار، أن الحرب الأهلية سوف تُشعل رغما عن محاولات الجميع ومساعي الجميع، وخصوصا قرارات مجلس الأمن الدولي.
إنها رسالة خاصة إلى السيد جمال بن عمر تنصحه بألاَّ يضيِّع الوقت مرة أخرى، ورسالة خاصة أيضا إلى أمين عام الجامعة العربية بأن يكُف عن التصريحات التي لا سامع لها، ورسالة إلى دول مجلس التعاون أنه حان الوقت بأن يعرفوا أن لا مكان للنوايا الحسنة والأخلاق الطيبة في هذا الجزء من العالم، وفي هذا النوع من الأخلاق. فإذا كان الحوثيون قد أكملوا الطريق من صعدة إلى صنعاء، ومن صنعاء إلى الحديدة، فما الذي يمنع أن يكملوها إلى عدن. وإلى ما بعد عدن؟ تلك مسألة لم يحددها سعادة المستشار. فلعل ما أشار إليه لم يكن سوى نصف القوس الإمبراطوري.