اعصار تيج... والحكومات المنفلتة
بقلم/ د . عبد الوهاب الروحاني
نشر منذ: سنة و شهر و 28 يوماً
الإثنين 30 أكتوبر-تشرين الأول 2023 07:27 م
 

. فيضانات واعاصير "شابالا" و"ميج" في 2015، ثم "مكونو" و"لبان" 2018 الحقت خسائر كبيرة في السواحل اليمنية كما في كثير من دول شرق اسيا، ومثلت جميعها انذارا للكوارث التي يحملها معه التغيير المناخي، الذي استفر العالم لمواجهة كوارثة.

اليوم نحن امام كوارث جديدة مع اعصار "تيج" المداري الذي يغرق المهرة وسقطرة، ويهدد الساحل الحضرمي وابين ..

اضرار وضحايا ومفقودون، ومشردون، واكثر من 3500 اسرة متضررة في المهرة وسقطرة ضمنها حوالي 700 منزل مدمر تماما وفقا لتقارير ميدانية..

مواطنون بلا ماوى ولا ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا مواصلات ولا دواء .. الطرق مغلقة والمداخل والشوارع محطمة، والناس تكابد وتواجهة الكارثة وتنتظر الموت مع جهود متواضعة من المواطنين واعضاء السلطة المحلية. الا في اليمن: العالم كله اخذ احتياطاته، واعد الخطط ورصد الميزانيات لمواجهة الكارثة الا في اليمن.

. حيث الحكومات المناطقية والطائفية والجهوية.. حيث الجوع والتخمة .. حيث الفقر القاتل والثراء الفاحش، وحيث عصابات الفساد تنهب بلا حسيب ولا رقيب، وتبيع وتشتري بكرامة الارض والانسان.

بلا خوف من الله ولا وازع من ضمير. مواطن مهري يشرح لقناة (المهرية) المأساة التي حلت بمنطقته، ودمرت بيوت الناس، واتلفت حاجاتهم الضرورية قال مخاطبا المعنيين من فسدة البلاد "السلطة غائبة، ورشاد العليمي موجود ولكن نريد منه ان يتفقد المواطنين مش يجون يتصورون ويجلسوا في الفنادق".. رسالة اختصرت مشكلة " الشرعية" المنفلتة، ووضع الرئيس الاكثر تخمة وثراء في البلد الاكثر جوعا وفقرا ..

المواطنون يا سادة لا يريدون زيارات وفشخرة وخطابات والتقاط الصور ، وانما يريدون معالجات تنقذ الناس مما يعانون وتجنبهم المزيد من الكوارث. الا تشبعون !! لدينا حكومات مشغولة بتهريب العملات الصعبة، وابرام الصفقات التي تجلب عليهم المزيد ..

حكومات متفرغة لتريب الاولاد والاحفاد واحفاد الاحفاد .. تكدس الاموال والمدخرات لمسئوليها؛ لا وقت عندهم لمعالجة اوضاع الناس وتفقد احوالهم ومعاشهم.. حكوماتنا المتناثرة من اقصى اليمن الى اقصاه تعاني من جشع وبشاعة لا مثيل لها..

سادية تتلذذ بمعاناة الشعب وتجويعهم وقتلهم، لا يهما الا كيف يختطف مسؤولوها لقمة العيش من افواه البسطاء، وكيف يجبون ويثرون. ياكلون اموال الناس والدولة والمجتمع بالباطل، ولا يفعلون له شيئا، يكنزون الذهب والدلارات ويشترون العقارات والمولات ويفتحون الارصدة، ولا ينفقونها الا في بطونهم.. واعوذ بالله منكم الا تشبعون ..؟!

الا تخجلون..؟!!