عدن تشتعل غضبا احتجاجات ليلية وقطع طرق بسبب إنهيار كلي للكهرباء لأول مرة في تاريخ المدينة تقرير صحفيات بلاقيود يوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة ويكشف عن مقتل أكثر من 15000 أنثى صحيفة أمريكية: الحوثيون نفذوا سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات سلطنة عُمان تعلن موقفها من خطة.ترامب لتهجير الفلسطينيين الحوثيون يعتقلون تعسفيا أحد أعضاء نقابة المحامين اليمنيين المليشيات الحوثية تفرج عن الإعلامية اليمنية سحر الخولاني صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة
بالمناسبة، العبقرية لها جذورها الراسخة عندنا، ومصدرها إعتقاد قدماءنا بسكن الجن لوادي عبقر بجزيرة العرب، وهو ربما مايفسر هيام الجن بنا وحبهم لنا وسكناهم بيننا وأكلهم معنا، وأحيانا مضاجعتنا، دون العالمين.
فمن وادي عبقر صدرنا إلى بقية الأمم نصيبهم من تراث الجن والجنان، كمنتجون وحيدون وحصريون، كإسم الجني Genie ، ومشتقاته حتى أصبح عندهم مثلنا تعبير genius مرادفا للعبقرية، وإلى ثقافات أخرى كلمات ذات صلة مثل: الجنون، وجنان، ومجنون، وهو ربما مايفسر إجادتنا لذلك أيضا.
أخيرا، وفي مفارقة مضحكة، تفتقت «عبقريات» صغيراتي ذوات الأربع والسبع والثمان سنوات إلى إختراع وجود «جني» في خيمة حوش البيت لحماية لعبهن ودراجاتهن من بقية الأطفال.
لم يكن للكبار دخل في ذلك الإختراع سوى أنهن بالتشاور فيما بينهن باللغة الصينية، وبسبب وجود خلل ميكانيكي في باب الحوش الذي يفتح بمجرد الطرق عليه بطريقة ما، قررن ان يضعن حدا لعبث العابثين مستغلات وجود خرافة الجن في عقول الصغار بقوة، فقمن بنشر الخزعبلة واثباتها عمليا حتى توهم الأطفال ان باب الحوش الذي يوصد ولايوجد احدا بداخله، ما ان يطرق وتستدعى الأشباح حتى يقوم الجني الموجود بالداخل بفتح الباب!
عندما علمت بالأمر صدفة من بعض الأطفال الذين تساءلوا ببراءة ماهو شراب الجني الموجود بداخل الحوش وماذا يأكل بجانب الدماء؟، وهو الأمر الذي فسر أيضا للأم إختفاء مشروب «الفيمتو» من الزجاجات بسرعة فائقة، مكتشفة ان هناك اواني معدنية مبعثرة بجانب باب الحوش الخلفي مصبوب بها شراب أحمر قاني على أنه دماء دجاج، الغذاء الرئيسي للجني الساكن في بيتنا.
- بعد التحقيق في القضية، كشفت لنا البنات السر وهن مغرقات في الضحك !
الإعتقاد بالخرافة وتهويماتها لاتقتصر على الأطفال فقط، بل تتعدى ذلك إلى واقع مجتمعي افدح. فحتى فترة قريبة لم اكن أعرف ولا جيراني ولا أولي العلم بمصدر إسم حي فج عطان الذي أسكنه والمحاذي لمدينة حدة بصنعاء، وبأن إنتسابه الأصلي يعود لعالم الجن، إلى أن اكتشفت ذات يوم بأن كاتبا شرعيا منذ عهود سحيقة أشار ضمن تذييلات وثائق ملكية العقار بأنه يقع في منطقة «فج عطان والعياذ بالله…!!!».
مشكلتي الكبرى الآن تتمثل في نفاذ صبري عند شرح الموضوع بطريقة منطقية للأطفال، ضحايا الخدعة، وحديثي معهم بأن ماقيل ليس سوى مجرد نكتة حتى أظن في كل مرة انهم قد اقتنعوا تماما، لكن بسبب عقيدتهم وعقيدة آباءهم الذين ما ان يأتي ذكر الجن على اللسان حتى يطلقون كالرصاص السريع سيل من المعوذات، فإن إيمانهم بالواقع لا يستمر سوى أياما قليلة معدودة، ثم لا يلبث الجني إلى العودة بشكل أقوى من ذي قبل.
- لذلك أصبحت خرافة بناتي وكيدهن حقيقة، وباءت كل محاولاتي «العلمية» بالفشل !
abdulla@faris.com