المبتزون الجدد ، ورثة الفساد والإتاوات
بقلم/ عبدالعزيز المجيدي
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 10 أيام
الخميس 25 ديسمبر-كانون الأول 2014 10:15 ص

صادق ابو راس مندوب الحوثيين بتعز

دشن الحوثي "ثورته" على "الفساد" في تعز بابتزاز رأس مال وطني بحجم البيت التجاري، هائل سعيد انعم وشركاه.

بواسطة مندوب "سامي " قدم من عمران ،يُمارَس الابتزاز الآن على أعلى مستوياته، ففيما يسرح ويمرح هذا الفتى في تعز ، تستنفر الغرائز في دعوات "نكف" قبلي و" طائفي " عبر مزاعم، عن حصار تفرضه "ميليشيات" محافظ تعز، شوقي هائل، على صادق أبو شوارب ! ( صورة المنشور المرفق )

ترافق أبو شوارب، هذا، سيارتان ونحو عشرون مسلحا من الميليشيات، يتجول أنى شاء، وفي اي مكان، واليوم حسب علمي " مخزن" في جلسة تنزه، لدى احد اتباع الجماعة في صبر !

ماذا يريد الحوثي وجماعته بالضبط؟

تريدون دخول تعز، كميليشيات، عنوة، فافعلوا، فالناس هنا لن يكون لديهم شاغلا سواكم ولن تهنأوا بلحظة واحدة بدون صوت رافض أو فعالية محتجة أو مظاهرة عرمرمية ساخطة. من هنا ستبدأون رحلة العودة إلى حيث يجب أن تستقر مسيرتكم !

هذه أدوات تعز لمجابهتكم، إن استمرت بقايا معسكرات الجيش والأجهزة الأمنية، المناط بها مهمة حماية المحافظة وأمنها، في التعامل معكم كميليشيات "صديقة " ومارست دور أبي رغال !

دعوا الحديث عن الفساد جانبا، فاللجان الشعبية التي تحمي الآن مقرات شركات أسرة صالح المنهوبة من قوت الشعب، لا يحق لها الحديث عن الفساد، فما بالك بالحديث عن رأسمال وطني مكافح، جاب العالم من مرسيليا إلى بصيصو وجيبوتي قافلا إلى البلاد بالمصانع والمنشآت، فاتحا باب الحياة لعشرات الآلاف من الأسر والأيدي العاملة.

لست بصدد الدفاع عن بيت هائل، رغم أن هناك ما يستحق الدفاع، سيما إن كانت جماعات النهب المنظم، تتحدث عن النزاهة و الحفاظ المال العام!

من صنعاء الى بقية المحافظات، استحوذت اسرة علي صالح على معظم المناشط التجارية، وعلى مصادر الثروة في البلد، مكونة شبكة مصالح ضخمة امتدت الى كل ماتطاله اليد.

تحدثت تقارير غربية في 2011 عن ثروة مقدرة بـ 70 مليار دولا نهبها صالح طيلة فترة حكمه.

من صفقات وعمولات تجهيزات الحرس الجمهوري الى الامن المركزي والامن القومي، راكم الابناء : يحي محمد عبدالله صالح واحمد علي وعمار صالح ومحمد محمد عبدالله صالح، وتوفيق صالح ثورة هائلة تعرفها بنوك خليجية وأوروبية جيدا.

كل تجهيزات ونفقات وزارة الدفاع إلى الداخلية، وصناديق التقاعد وصندوق الأشغال العسكرية، كان لديها طريقا سالكا الى خزنة صالح وعائلته وشركائه وحلفائه.

حتى صفقات مسدسات "كلوك" وبزات الحرس إلى البيادات والفول، كان لأحمد علي نصيب .

بحسب مصادر عسكرية، تكلف قطعة المسدس الواحدة 500 دولار ، لكن احمد علي كان يحملها على وزارة الدفاع بخمسة آلاف دولار!

سنحتاج لحاسبات اليكترونية، لنقف على التقديرات الحقيقية لهذا النهب المنظم من قائد " النخبة" السابق.

مع ذلك دعونا من الوقائع التي تأخذ الطابع المرسل. كان احمد علي يستحوذ على مستحقات 52 الف جندي وهمي في الحرس الجمهوري، ومثله علي محسن، وهذا ما تلاه فريق بناء الجيش والامن على طاولات مؤتمر الحوار الوطني.

لم يعرف عن عائلة علي عبدالله صالح أنها مارست التجارة، ولم يقل احد من عائلته انه عمل في " صندقة " كما فعل حميد الأحمر الذي كان تاجرا بالفعل، بغض النظر عن استغلال نفوذ والده لتحقيق مكاسب وحيازة عقود.

مع ذلك فاللجان "الشعبية الثورية " ربما ترابط الآن بالقرب من مقر شركة " الماز" القابضة التابعة ليحي محمد عبدالله صالح.

بالطبع ربما عبر صادق أبو شوارب من جوراها، وهو في طريقه إلى تعز، للنبش في سجلات بيت هائل، ولعله أمر بتشديد حراستها حماية لمال الفندم " المناضل الاممي" يحي .

تتكون شركة " الماز " القابضة من 13 شركة تنشط في مجالات متعددة من، سرقة اقطان دلتا ابين إلى الاستحواذ على عقود أعمدة الكهرباء والإنارة المغشوشة، والخدمات النفطية، والسياحة والسفر و متعلقاته!

مشكلة بيوت المال في تعز ، بنظر الحوثي " والنهابة" انها نشأت من عرق اصحابها وكفاحهم المرير، واضطرت في اوقات كثيرة تحت ضغط سلطة الامر الواقع الى دفع اتاوات ورشى اجبارية مقابل الحماية ورغبة في استمرار النشاط !

ومشكلتها في نظري انها دائما كانت تحني رأسها للعاصفة وتتعايش مع سلوكيات البلطجة، متجنبة السير في اي طريق من شأنه خلق تحول في البلد لكي تشرق شمس دولة القانون، كما يفترض برأسمال وطني حقيقي.

أما الفساد، فعليكم أولا، إن كنتم صادقين، الذهاب لاستعادة أموال البلاد المنهوبة حيث هي الخزنة التي تعرفونها جيدا، باعتباركم أصحاب سلطة أمر واقع.

بعدها تفتح جميع السجلات، لكل فساد ونهب وسرقة واختلاس وسيطرة على أموال الغير، مع أنني على يقين أنكم لا تمتلكون ربع الشجاعة التي تشهرونها الآن في وجه بيت هائل، للقول في وجه " الزعيم" حليف "المسيرة القرآنية" : وين الفلوس يا صالح!

رغم ان وضع الحالتين جنبا الى جنب خطأ منهجي فادح، كمن يساوي بين علي بابا قاطع الطريق الشهير في الحكايات ،وقافلة شهبندر تجار تكافح لتجنب طريق اللصوص.

كان على ابو شوراب الذي يسخر من المبنطلين في تعز، ان يسخر حساسيته العالية(!) تجاه الفساد والاتجاه فورا لمعاينة المشاريع التي نفذتها شركة قريبه، كهلان ابو شوارب، المتعثرة منها والمنهارة، بمئات الملايين.

لم يحصل كهلان على تلك العقود لأنه كان الاجدر وابن " كار" ، فهو لم يكن مقاولا يوما ما، ولا يعرف حتى التجارة، بل لأنه نجل مجاهد ابو شوراب ومقرب شخصيا من علي صالح!

الواقع، ان الحوثي قد اختار لنفس المهمة القديمة للحكام السابقين، وأراد إتاواته هو الآخر.

قولوا أنكم تريدون أن تكونوا ورثة الإتاوات غير المشروعة وسادة الابتزاز الجديد.

دعوا مزاعم محاربة "الفساد" الزائفة، واخلعوا أقنعة الورع الرديئة، لتكونوا انتم كما بات اليمنيون يعرفونكم، من صعدة إلى كل منطقة وطأتها ميليشيات التفجير والنهب !

هذه فقط، محاولة أولية، للنقاش بهذا الخصوص، ستحتاج إلى نقاشات مستفيضة وأكثر بيانا لهذه الحكاية العجيبة.

*يظهر في الصورة صادق ابو شوارب مندوب الحوثيين بتعز