مأرب: انخفاض في التوترات الأمنية والنزاعات القبلية العام الماضي
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 9 أيام
الجمعة 17 أغسطس-آب 2012 02:00 ص

الانفلات الأمني في مأرب لم يكن وليد الثورة السلمية وكذلك المشاكل والتقطعات والاستهدافات والحروب القبلية كما يصورها بقايا النظام السابق. فقد عاشت المحافظة خلال عام ونصف منذ اندلاع الثورة السلمية حالة استقرار كلي في جوانب متعددة ولعل أبرزها غياب الثأرات القبلية، مما جعل المحافظة تعيش هدوء نسبي. ثم أتى إلى كرسي المحافظة محافظ جديد بالإضافة إلى مدير الأمن الذي ومنذ توليه مهمته شهدت شوارع المحافظة إجراءات أمنية مشددة وخاصة قبيل شهر رمضان الذي شهد حملة أمنية تهدف لمنع دخول السلاح إلى المحافظة  للحد من مستوى الجريمة بحسب إفادة بعض الجنود المشاركين بالحملة  وكذلك لفرض الأمن والاستقرار في المحافظة. هذا الانتشار الأمني لفت انتباه العديد من أبناء المحافظة الذين التقينا عدداً منهم في هذا الإستطلاع.

* استطلاع :وليد الراجحي

بن عبود: هناك تحسن أمني ملحوظ

بداية التقينا بالشيخ محمد بن سالم بن عبود مستشار محافظ مأرب للشئون الاقتصادية رئيس لجنة الاتصال بساحة التغيير أمين عام تحالف قبائل اليمن  أثناء زيارته للمحافظة بعد غياب استمر سنة وسبعة أشهر قضاها في ساحة التغيير بصنعاء وخلال اللقاء سألناه عن الواقع الأمني في المحافظة كيف تركه وكيف هو اليوم؟ فقال: انه خلال زيارتي للمحافظة ومكوثي فيها هذه الفترة سعدت كثيراً لما لمسته من تحسن في الجانب الأمني خاصة بعد ذلك الانفلات المريع الذي شهدته المحافظة والبلاد بأسرها انفلات أمني واقتصادي واجتماعي وسياسي طوال السنوات الماضية، فما وجدته من تحسن في المجال الأمني يعود إلى حكمة قيادة المحافظة ممثلة بالمناضل الجسور الثائر الشيخ سلطان العرادة الذي يعتبر من القيادات الثورية للثورة الشبابية السلمية هذه الثورة التي جعلت من أهدافها إيجاد الأمن والاستقرار في ربوع اليمن وإيجاد القضاء العادل والنزيه للقضاء على الظلم والثأرات التي عانت منها المحافظة القبلية والتي أوجدها وأحياها الرئيس السابق ونظامه.

ودعا بن عبود كافة أبناء المحافظة من مختلف الشرائح والقبائل والأحزاب والتنظيمات السياسية بمختلف مشاربها الحزبية والمذهبية إلى تكاتف الجهود والاصطفاف خلف قيادة المحافظة ومدير الأمن وقائد المنطقة لإيجاد الأمن والاستقرار وبناء دولة اليمن الجديد الدولة اليمنية الحديثة التي ينعم في ظلها كل أبناء اليمن شيوخ وشباب ورجال وكهول ونساء والسعى جميعاً للوصول إلى تحقيق أهداف الثورة المباركة التي قامت من اجلها حتى نستطيع أن نصل إلى الدولة المنشودة والاستقرار والتنمية والازدهار و قال انه بدون تضافر الجهود لا نستطيع أن نصل سريعاً إلى ما نصبوا إليه فقد ولت مرحلة الإقصاء والتهميش إلى غير رجعة مع الرئيس السابق ونظامه وجاءت دولة المشاركة في البناء ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب من أي حزب أو قبيلة أو مذهب.

الشريف: الرئيس السابق وأقاربه وراء مشاكل مأرب السابقة

من جانبه اعتبر الشيخ عبد الكريم حمد بن حيدر الشريف سبب الهدوء النسبي والتحسن الذي تشهده المحافظة في المجال الأمني يعود إلى حكومة الوفاق الوطني وقيادة المحافظة ممثلة بالشيخ سلطان العرادة أحد مشائخ ووجهاء المحافظة والذي يعد احد القيادات الثورية التي كان لها الدور في تحقيق الأمن والاستقرار بالمحافظة وهذا الهدوء النسبي يأتي بعد إعادة التيار الكهربائي وحماية أنابيب النفط الحماية اللازمة بحسب التوجيهات الرئاسية وما كان يحدث في السابق يعود إلى سلطة الرئيس السابق وأقاربه والمحيطون به الذين  كانوا يغذون المشاكل في رمضان وغير رمضان.

وطالب الشريف من كل أبناء المحافظة الوقوف مع الأمن والاستقرار وحماية المصالح العامة والخاصة وبناء اليمن الجديد كون البناء يحتاج إلى جهود الجميع.

محمد الجعرة: مأرب من أفضل المحافظات أمنياً

واعتبر رجل الأعمال محمد الجعرة أن الجانب الأمني أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً. وقال أنه في الماضي لا يأتي شهر رمضان إلا وتقبل معه المشاكل ويحدث إطلاق النار واشتباكات في مداخل المحافظة مع النقاط العسكرية وفي ومركز المحافظة، وقياساً على الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد تعتبر محافظة مأرب من أفضل المحافظات في الجانب الأمني. والمحافظة تشهد سكينة غير مسبوقة ويعود ذلك لعدة أسباب منها انشغال عناصر القاعدة عن المحافظة بالأحداث الدائرة في أبين وغيرها وما خلفته الحملة العسكرية واللجان الشعبية هناك ومقتل العديد من رموزها كان له دور في الحد من تلك الأحداث بالإضافة الى تغيير مدير أمن المحافظة بقيادة جديدة تنتسب إلى الوطن بخلاف القيادات السابقة التي انتمت إلى العائلة والنظام السابق. وقبل كل ذلك كان للنظام السابق الدور الأكبر في صناعة تلك الاختلالات بطرق غير مباشره قد لا يدركها كثيراً من الناس.

بدوره قال (عبده أحمد المحويتي) أن الفرق كبير جداً عندما نقارن بين الوضع الأمني خلال الفترة السابقة وما تشهده المحافظة اليوم، يعود ذلك إلى أسباب عده أولها توفر المشتقات النفطية والمواد الغذائية في الأسواق مما خفف من حدة التوتر والمشادات التي تحدث أثناء الازدحام على نقاط بيع المشتقات النفطية مما سهل توفير المواد الغذائية التي يشكل غيابها توتر لدى الكثير.

 الأمر الأخر الحملات العسكرية التي خرجت إلى مناطق مختلفة من المحافظة كان لها دور في إرساء دعائم الأمن وكذلك التغيير الذي شهدته المحافظة بتعيين محافظ جديد ومدير أمن وقيادة المنطقة كان لها دور في وضع المحافظة امنياً وهناك سبب هام جداً وهو دور أبناء المحافظة من العقلاء والخيرين والوجاهات الاجتماعية في حفظ الأمن والاستقرار من خلال انتشارهم على طول الخط من مفرق الجوف وحتى صافر بعد أن تخلى النظام عن حمايتها عندما رفعت القوات المسلحة والأمن من المواقع والنقاط مما دفع العقلاء والوجاهات الى تشكيل حزام أمني منع المخربين والمدفوعين عن تحقيق أهدافهم، كذلك أمل الناس بالتغيير إلى الأفضل وسعيهم نحو التعاون وتشابك الأيدي خفف من وطأة المخربين.

ويرى مرزوق ابو سعد - موظف حكومي- أن الوضع الأمني الذي تعيشه المحافظة اليوم مختلف تماماً عن سنوات النظام السابق ففي ظل النظام السابق كان شهر رمضان في مأرب يعتبر شهر الثارات وتصفية الحسابات وهذا العام لم تسجل أي حاله من ذلك، الأمر الآخر التقطعات التي كانت على الخط بشكل شبه يومي هذا العام لا تكاد تذكر كذلك الجماعات المتطرفة اختفت تماماً، ايضاً ارتفاع مستوى الوعي المجتمعي الذي صنعته الثورة السلمية، بالإضافة إلى عملية التغيير للقيادة الأمنية بالمحافظة أنتج سياسة مبنية على خلق روح الود والتواصل وامتصاص أي مشاكل قد تطرأ وهذا  يختلف عن السياسة الأمنية السابقة. وقال ابوسعد أن المشائخ والعقلاء والوجهاء ساهموا في صناعة الأمن والاستقرار حينما أدركوا مخاطر الاختلال الأمني على عملية التنمية بالمحافظة ولذلك سعوا وبكل جدية لاحتواء أي مشكلة تظهر والمبادرة لحلها، وهذه الأمور مجتمعة كان لها الأثر الايجابي بالوصول بالمحافظة إلى ما هي عليه اليوم من الناحية الأمنية.

ومن مديرية صرواح يرى خالد مقري أن هناك تحسن ملحوظ في الجانب الأمني يمكن مشاهدته من خلال تقليص النقاط على الخطوط وكذلك عملية النهب والسرقة لا تذكر الا بنسبه ضئيلة وتشهد المحافظة تحسن أمني إلى حد ما لكنه لا يصل إلى المستوى المنشود.

وفيما يخص أمن مركز المحافظة هناك تحسن في الجانب الأمني وفي بعض المديريات وهناك مديريات تعاني من ضعف الجانب الأمني إلى مستوى كبير جداً والشيء الذي لابد أن يقال أن مركز المحافظة كان في السابق مكان للثارات ومن له ثار مع أي قبيلة أو شخص يتجه إلى مركز المحافظة للأخذ بثأره لكن اليوم وبحمد الله لم نلحظ أي شيء من تلك العمليات. هذا التقدم في الجانب الأمني يعود إلى عدة أسباب منها الجانب التوعوي من قنوات متعددة حيث أسهم المسجد في صناعة الوعي وكذلك قيادة المحافظة التي تحملت المسئولية وبجداره وحملت هم الوطن وسعت إلى  تحقيق هذا الجانب بعكس ماكان في السابق حيث كانت القيادة عاجزة أو ربما متعمده لحدوث مثل تلك الاختلالات.

الشيخ ناصر رقيب: المواطن اليوم هو صاحب القرار

من جانبه يقول الشيخ ناصر مبروك رقيب أحد وجهاء مديرية مجزر أنه في الأعوام السابقة على سبيل المثال في مديرية مجزر كان من أول ليلة من ليالي رمضان إلى اخر ليلة والحملات العسكرية تتجه صوب المديرية وتنتشر نقاط قطع الطريق والوساطات إلى المديرية مستمرة ولا تنقطع أما هذا العام بحمد الله لم يحدث أي تقطع ولم تطلق حتى طلقة واحده في المديرية ولم يسجل أي حادث أمني بالمديرية رغم أن في السابق حدثت كل تلك الاختلالات والمشاكل والتقطعات والحماية تتولاها الوحدات العسكرية للنظام السابق بينما اليوم الحماية قائمة في  الأساس على الثوار والذين لا يزالون يرابطون بجانب القوات المسلحة والأمن.

مؤكداً أن المواطن الذي ثار على الوضع السابق بما فيه من استبداد وظلم أصبح اليوم هو الحامي بنفسه وماله بغير ما كان في الماضي، وقال أنه في الماضي كانت تصرف الأموال الطائلة وتخرج الحملات العسكرية للحفاظ على أشخاص وكراسي أشخاص لا على الوطن وأمنه واستقراره اليوم، أما اليوم فالقناعة استقرت في نفوس المواطنين وأصبح المواطن هو جزء من العملية الأمنية بخلاف النظام السابق الذي كان يعتبر أن الأمن مهمته لوحده ولم يوفر من ذلك شيء، اليوم المواطن أحس انه صاحب القرار في هذا الوطن لذلك دفع بنفسه للحفاظ على الأمن والاستقرار

 

ناصر كامل: الجانب الأمني دون المستوى المطلوب لكنه أفضل من الماضي:

ويقول ناصر مساعد كامل "إن الوضع الأمني في محافظة مارب شهد تحسن ملحوظ في الآونة الأخيرة ولو انه لم يصل إلى المستوى المطلوب لكن مقارنة بالعام الماضي وبالأخص أثناء اندلاع الثورة غاب دور الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية حتى وصل بها الحال إلى أنها عجزت عن حماية نفسها وغاب التنسيق فيما بينها حيث صار الذي يحدث في الشرطة العسكرية كأنه لا يعني القوات المسلحة او الأمن المركزي وما حدث على إحدى نقاط الشرطة العسكرية من هجوم إرهابي اودى بحياة مجموعة من افراد تلك النقطة رغم انها متاخمة لمدينة مارب ومحاطه بعدة مواقع تابعة للحرس الجمهوري والقوات المسلحة الاخرى تبعد بعضها اقل من 2كم الا انها لم تحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيها وغيرها كثير اما حاليا فالأمر في تحسن ملحوظ من خلال فرض هيبة الدولة والترحيب الشعبي بذلك بل وصل الى المساندة الشعبية لتحركات الوحدات العسكرية ومطارتها للعناصر التخريبية كما حصل في الجدعان اثنا تعقب مخربي ابراج الكهرباء وكذلك مساندة ابناء مديرية صرواح لفرق اصلاح انبوب النفط والوحدات العسكرية المرافقة لها واصلاح جميع الاضرار بنجاح، ولا يزال الامل موجود في دور اكبر واستقرار امني احسن من خلال التعاون الشعبي مع قيادة امنية مهنية صادقة همها الوحيد الوطن والمواطن ومصالحه ومكتسباته متجردة من الاهواء الذاتية والإملاءات الفردية والحزبية، وستكون ناجحة في دورها مؤدية لواجبها على اكمل وجه باذن الله.