مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟
" مأرب برس - خاص "
كان الاعتقاد السائد لدى الكثيرين أن ما كتبه الأستاذ نصر في سلسلته المتصلة منذ بدء العملية الانتخابية لا يعدو عن كونه استجابة لمتطلبات وضع ومرحلة ،وبالتالي فله كما لغيره من كتاب الحدث أن يتعاطف أو يشتد ولو ابتعد عن الموضوعية والإنصاف فسخونة المشهد قد أتت بكل العواطف لدى الكثيرين ..
غير أن كلمات الأستاذ نصر تلك قد ووجهت بسيل من الانتقادات والرد رغم دماثتها وهدوئها على عكس غيرها التي اهتزت وأفرطت وأشرت وبطرت وابتعدت عن الميزان إلا انه لم يؤبه لها .
السر هنا يعود إلى ما يحمله الجمهور والكتاب لحروف حرة ولصاحبها من جميل وحسن صحبة وصلت إلى مستوى متقدم من الانسجام والألفة ،وحينما ظهر الأستاذ نصر بنكهته الجديدة وبحروف أخرى عدها الجمهور ثورة برتقالية من نصر على نصر ومن حروف حرة على حروف حرة وعلى ما اكتسبه القارئ من الأستاذ نصر فصار منظومة قيم وسلوك .
القارئ العام في العادة مثالي مفرط لا يستصحب معه حزمة من الأعذار بحيث يغض الطرف على ما هنا في ما مقابل ما هناك ،إلا أن استمرار كتابة الأستاذ نصر بنفس الحملة وفي ذات المسار قد أو صلت الكثير إلى فهم أنها –كتابات نصر الأخيرة- لم تكن إلا قناعات أكثر منها استجابات لاستحقات مرحلية ليس منها بد وهذا محل الدهشة بل والصدمة لدى محبي وتلاميذ الأستاذ نصر الذين تربوا من معين حروفه على تلك المعاني العظيمة التي ساهمت في تشكيلهم القيمي والتي ثار عليها نصر اليوم بموقفه الانقلابي..
ولنا هنا وقفة مع بعض مفردات الأستاذ نصر والتي اتكأ عليها عبر سلسلة حروفه وهي لا تتجاوز الأتي :
القائد الضرورة والمرحلة
فقه الواقع والموازنات وهي تدعيم للأولى
الخطاب العام للاسلامين وحبس ال20%
القائد الضرورة أو المؤسسية
في نهاية الأربعينات من القرن الماضي أعلن اليهود عن قيام كيانهم المغتصب على ارض فلسطين ،جاء اليهود إليها من كل الأصقاع والبقاع ،بألوان عدة وتقاليد مختلفة أشتاتا وتباينات ،وفي بيئة رافضة تماما وغير قابلة ومحيط إقليمي معاد بالمطلق يتوعدهم صباح مساء أن يلقي بهم في البحر ..في ظل هذا الوضع الحرج والاستثنائي كان يفترض –تبعا لتكويننا الفكري –والثعابين هنا وهناك والوحوش المكشرة تحفهم من كل صوب أن يستمر المؤسسون لإسرائيل على قمة الهرم السلطوي وان يبقوا لأنفسهم حق الامتياز بما تستوجبه وتفرضه الضرورة ،على الأقل حتى تترسخ الأوضاع وتستقر الأمور وحيث تقتضي مصلحة دولة إسرائيل ،غير أن أغبياء بني إسرائيل فاتتهم هذه الحكمة العربية اليمانية الأصل .
حتى وهم في طور العصابة ،كان يمكن لزعيمهم أن يعلن التفرد ويحتفظ بحق الامتياز وله في ذلك ألف مبرر ومبرر ،فلو قام خطيبا فيهم لكان له أن يقول (أنا الذي جمعت شملكم ،وآمنت روعكم من الاضطهاد العالمي ،واويتكم إلى وطن تسكنون ومأوى تأمنون ،بل وأنا الذي أوجدتكم من الضعف والشتات إلى حيث تذكرون ،ولأجلكم واجل أجيالكم فانا إلى الأبد معكم ولن أترككم إلى الضياع والتشتت من جديد ...الخ) وكان سيجد القبول والتصفيق بحرارة وضجيج الهتافات
كان هذا الزعيم الفلتة والضرورة سيجد من يؤازره ويلتف حوله ،بل وقد يسمى كيانهم اللقيط باسم (المملكة العبرية الجوريونية او المائيرية )
غير أن الأغبياء تنكبوا هذا السبيل ويا ليتهم فعلوا إذن لاختفت آلامنا معهم منذ سنين ..
في أشد الطوارئ والأزمات وكلها إسرائيل طوارئ ،كانت تحصل الانتخابات الإسرائيلية في ميعادها تماما ويتم التداول السلمي للسلطة بسلاسة ويسر رغم حداثة التكوين وظروف النشأة والمبررات الألف من اجل أن تبقى الأمور على وضعها الحالي خشية الخوف من المجهول ..
منذ اللحظة الأولى أقامت إسرائيل المؤسسية وقبلت بخيار الشعب حتى تبقى وتدوم ولمواجهة التحديات الحقيقية والسافرة .
وفي ظل ذلك تتجدد د إسرائيل كقوة وأمة باستمرار مع تجدد نخبها وقياداتها ومؤسساتها ،فاستطاعت أن تتمكن في قلب الأمة وتصيبنا دوما بالقهر والتردي والخنوع ،رغم أنهم مجتمع اثني متعدد متباين مهيأ لأن ينفجر في أي لحظة من الداخل ،غير أن رابط المؤسسية بتحويل الو لاءات إلى الولاء العام قضى تماما على أي تخوف في هذا السياق .
ولوان الكيان الإسرائيلي أتي إلى مشروعه بحكمتنا المقدسة لوقع قبل أن يقوم ولتكفل بنهايتهم غفر واحد من عمد الصعيد..
دولة جنوب افريقيا
دولة جنوب أفريقيا لم تكن تختلف عن غيرها من بنات أفريقيا تنمويا ،اضطهد أبناؤها بأبشع أنواع الاضطهاد العنصري حتى أسنت حياتهم وجغرافيتهم إلى أن أستخلصهم ما نديلا من براثن العبودية والذل ونفخ فيهم روح الحرية واستعادهم أحرار ،ثم أسس لهم المؤسسية وقواعد جماعية وأعادها إليهم سلطة ..
كان يمكن لمانديلا أن يبقى خالدا في ظل ظروف حرجة تعطيه المبرر ،ولن يجد أحدا يلومه ،بل ستخرج ملايين الناس معه بصدق وإخلاص وستهبه بدمائها لقب المؤسس والمنقذ والرمز والضرورة والأب الأعظم ،وسيجد من الأسباب الداخلية والمواقف الدولية والإقليمية ما تمده وتبقيه ،غير انه وهو الحر المناضل وصاحب المشروع لا يقبل لشعبه أن يتخلص من طغيان إلى طغيان ومن غاصب إلى مالك .
اليوم لو سالت حتى بعض فئات المثقفين –فضلا عن العوام- عن اسم رئيس دولة جنوب أفريقيا لعدم الكثير منهم الجواب سوى القول لا نعرف إلا ما نديلا..هذا الاسم العذب الأريحي هو من جعل المونديال الرياضي في الفترة القادمة يختار جنوب أفريقيا على مصر ليحط رحاله ،رغم جمال وروعة وبهاء وممكنات مصر التي تتجاوز يقينا جنوب أفريقيا ،طبعا لا يوجد هنا كيل بمكيالين فالرياضة تكاد تكون الوحيدة الملتزمة والصادقة في إطار معاييرها ،غير أن النفس الرياضي انس إلى أنفاس مانديلا الأفريقي الأسود عنه من العتل فرعون النيل .
إن الناظر اليوم إلى تجربة جنوب أفريقيا يقطع يقينا أنها في غضون أعوام قليلة تكون قد قطعت أشواطا تؤهلها إلى الصدارة في المسرح الدولي ..
التجربة الإيرانية
اليوم هي محل دهشة وإعجاب والواضح أنها ستتجاوز معاييرها الإقليمية إلى فضاءات ابعد ،هذه التجربة لم تتجاوز بعد عامها الثلاثين يحتفلون بثورتهم كل عام لا ليلعنون الشاة ويلقون عليه بكل أسباب التعثر إنما ليستعرضوا انجازاتهم ويعلنوا إسقاط تحديات الراهن والمستقبلي.
مرت الثورة الإيرانية بأشد التحديات منها ما هو داخلي كحركة خلق وغيرها ومنها ما هو إقليمي حربها مع العراق ودول الخليج ومنها ما هو دولي في صراعها مع الشيطان الأكبر،لم تزل منذ انطلقت في جاهزية مطلقة لم يترجل فارسهم بعد ،كان يمكن في ظل هذه الأجواء والصعوبات أن يعلن آياتهم بقاء قيادتهم الفلتة والأسطورة في مواجهة كل هذه العواصف ولما تمتلكه هذه القيادة من خبرة والقدرة على مسك خيوط اللعبة والسيطرة والاهم من اجل حماية الثورة .إلا أن خطى الثورة كانت في الاتجاه الآخر تماما ،وعليه فقد قامت إيران ونمت وامتدت وتمددت حتى ملأت فضاءها الإقليمي ..
لعل هذا الأمر هو الذي أكل كبد الأمريكان وهم يتحسسون خطاهم إلى إيران فلا يجدوها فالرادع هنا هو تلك السياجات والأسوار العظيمة والتي تتمثل في جموع الشعب الملتحم والمتماسك ،لا تستطيع أمريكا هنا أن تفعلها كما فعلتها مع العراق في أن تجعل قضيتها مع نجاد أو خامنئي ومن ثم العمل من اجل تحريرهم من الطاغية كما فعلتها مع صدام
الآن حصحص الحق واستبان الأمر ..
الزعيم التاريخي الفلتة والضرورة هو السبب في سقوط العراق وسقوط غيره من الدول في الفترة القادمة .
كانت المعادلة أن بقاء القيادة التاريخية تعني الأمن والاستقرار والاستعصاء على العدو الخارجي والحماية المطلقة للأمن القومي .ومن اجل الدفاع عن الوحدة والثورة والحاضر والتاريخ والمستقبل ،وتم اختزال كل شيء في شخص الزعيم ؛حتى نسي الشعب نفسه وانتماءه الحقيقي وهو الذي لم يتصبح أو يتمسى إلا على وجبات بالروح بالدم نفديك يا زعيم ،فلما أن جاء اللص وقد علم بالهوة الكبيرة بين الشعب والزعيم وتلاشي قيمة الوطن بما ابتلعه الزعيم لم يجد هناك ممانعة بل ربما ترحيب وورود فلعل لص بني الأصفر ارحم من لص بني ربيعة ..
وهكذا تجلت الخديعة الكبرى ،الزعيم التاريخي والفلتة هو السبب ،هو من جاء على ظهره اللص ليسرق نعجتنا ،ويدنس مئذنتا ،وينتهك الأرض والعرض .وكما حصل في العراق سيحصل في الكثير من بلاد العربان إن بهذا
الوجه آو بغيره ،لن تقاوم الشعوب وقد تتآمر بعقلية سالبة ومبتذلة (من مشنقة إلى مشنقة فرج ،وكلهم لصوص ولعل لص بني الأصفر ارحم من لص بني ربيعة )
الإسلاميون والنسبة
يصر الأخ نصر على أن الإسلاميين حبسوا أنفسهم في نسبة ال20%في كل عملية انتخابية أكانوا في اليمن أم في غيرها ،ويرجع ذلك إلى تمسكهم بخطاب لا يستوعب اللحظة ولا يحيط بالمكان ،ولن افصل هنا وابرر نسبة الإسلاميين في الشارع والنخبة وما وراء هذه النسبة ،إنما استحلف الأستاذ نصر بفالق الحب والنوى هل هو مقتنع بما يقول ،وهل يرى في خطاب الإصلاح أية رواكد أو جمود وهو الذي شب عن الخطاب ألمسجدي إلى الخطاب المدني المؤسسي المنهجي الصرف..
أخيرا أحببنا الأستاذ نصر وسنظل نحبه ،ونكبر له أخلاقه العالية وأدبه الجم ،لم يزدد له عندنا قدر فوق رصيده إلا يوم أن قرانا ما يكتبه العسلي.
وليعلم نصر انه لو طاف الأرض شرقا وغربا ما وجد قوما يحبونه كما نحبه ،فلم هذا الجفاء ،وانه لو قطع ما بيننا وبينه من آصرة النسب ،أحييناه أخوة من الرضاعة ،فيكفي ما بيننا وبينه أنا رضعنا من لبان واحد.