مكافحة الفساد يبدأ من هنا.. الأقرباء والمقربون
بقلم/ كاتبة صحفية/سامية الأغبري
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 16 يوماً
الأحد 14 يناير-كانون الثاني 2007 07:39 ص

يقال والله اعلم ان احد المقربين من رئيس الجمهورية استولى على دار الضيافة في جزيرة سقطرى وحولها من ملكية عامة الى فندق خاص به أسماه" سمرلاند ", وبما انه قريب للرئيس ومسؤول في ذات الوقت لم يستطع احد الوقوف بوجهه ومنعه , لم يجروا احد ان يقول له لا ولا حتى القانون الذي يخضع له الجميع , اعتبر نفسه فوق الدستور والقانون, طبعا هذا العمل ليس بمستغرب لكن ان يأتي في الوقت الذي يتحدثون فيه عن الفساد والإصلاح الاقتصادي ما يعني ان كل ما يتردد عن الإصلاح ومكافحة الفساد مجرد ضحك على شعب اعتادوا منه الصمت والرضوخ والقبول بالواقع . ولا فائدة من تلك اللجان التي تشكل من اجل مكافحة الفساد حسب زعمهم ,

 وان كان ذلك ليس صحيحا عليه إثبات عكس ما قيل بإثباتات لا بوقاحة اللص عملا بالمثل القائل ( سارق ومبهرر) نقول لو ان لدى السلطة نية حقيقية لمكافحة الفساد والقضاء عليه عليهم ان يبدأوا بمكافحة فساد المقربين والأقربين الذين يعد الحديث عن فسادهم نوعا من المغامرة فالحديث عنهم وعن فسادهم حرام ؟بالطبع لان فساد ذوي القربى هو اشد أنواع الفساد فتكا بالبلاد والعباد لأنه محمي فهو فساد عائلي ومحرم الحديث عنه ولنا فيما حدث للزميل عبد الكريم الخيواني العظة والعبرة فحين قرر فتح ملفات الفساد في اليمن خصوصا ملفات ذوي القربى قامت الدنيا ولم تقعد لا لأنه تحدث عن الفاسدين بل لان الفاسدين هم من الأسرة ورمي به في غياهب السجن وظل من جاء ذكرهم في تلك الملفات التي فتحتها صحيفة الشورى والثوري طلقاء أحرار لا احد يتعرض لهم وكان الخيواني هو الخائن والغير وطني والحاقد, إذا كيف نقضي على الفساد والفاسدون يتربعون على العرش,واعتبروا ان الارض ومن فيها ملك لهم!! بالإضافة الى فساد الأقرباء هناك فساد المقربين والمتملقين من المسئولين والوزراء , بعض الوزراء ان لم يكن جلهم يدخلون وزاراتهم وهم حفاة عراة لايملكون شي وبقدرة قادر ومن خزينة الدولة أي من مالنا نحن أصبحوا يملكون الشركات وأرصدة ضخمة في البنوك فلل ليس داخل الوطن فقط حتى خارجه وفي أوروبا يملك بعضهم الشركات والأرصدة بينما المواطن يموت جوعا وماله مع اللصوص!! وقالوا سيقضون على الفساد !!كيف؟ ولم يقدم مسؤول واحد للمحاكمة وكـأنهم معفيين من المحاسبة , فكيف نكافح الفساد ورموزه يسرحون ويمرحون دون ان يشار إليهم

والمصيبة انهم يعلمون بالفاسدين وبدلا من إعفائهم من مناصبهم ومحاسبتهم يتم تبديل الوزارات لهم فينتقلون من وزارة الى اخرى وهكذا كلما رأى مسؤول ان من سبقه لم يحاسب عمل مثله وبذا أصبح الفساد يحكمنا وهو السائد ,وبفضلهم أصبحنا متسولين حكومة وشعبا وتهان كرمتنا ويراق ماء وجهنا نحن , أما هم ليس لديهم وجوه أصلا لتراق مائها, فلو ان لديهم قليل من كرامة كان عليهم إعادة ولو جزء يسير من الأموال التي نهبت وما أضخمها وحولت الى أرصدتهم في البنوك الأوروبية وكانت أكثر بكثير مما قدم في مؤتمر التوسل والتسول ,تسولوا بالشعب ومع ذلك لن يجد هذا الشعب من تلك الأموال شيء وان وجد فالفتات والأيام إما ستثبت هذا او العكس, فلو كان حب الوطن الشعار الذي تغنون به صحيحا لكانت مصلحة الوطن فوق مصالحهم وأهوائهم الشخصية ولأعادوا جزء يسير من أموالنا التي نهبت, لكن حب الوطن هو شعار براق والوطنية قناع مزيف يخفون خلفه حقيقة ان الحب الحقيقي هو لمصالحهم ولأموالنا,

المواطنون كعادتهم في كل انتخابات يشترون أصواتهم بثمن بخس وبعدها يتكبدون وحدهم المعاناة, وحدهم يصارعون الحياة من اجل كسرة خبز تسد رمقهم ويتندمون على أصوات بيعت , وتصديقهم لهذيان الحزب الحاكم أثناء حمى الانتخابات من كهرباء نووية الى دولة الرفاهية خلال عامين وعود كما عهدنا الحزب الحكام ذرتها الرياح وأصبحت هباء منثورا وكأنها لم تكن

فلم ولن تتحقق من تلك الوعود شي لا كهرباء نووية ولا انتخابات محافظين ولا القضاء على الفقر خلال عامين بل ان سياسة الإفقار والتجويع مستمرة ورأى المواطن كل ذلك بنفسه , وأثبتت حكومة باجمال فشلها على مدى سنوات طويلة وأصبح تغييره وحكومته مع احترامي للبعض منهم أمرا ملحا ليس استجابة لمطالب الخارج بل استجابة لمطالب الداخل لأبناء الوطن الذي يرون في تلك الحكومة إذا ما استمرت مزيدا من التدهور ومزيدا من المعاناة ومزيدا من الفقر والجهل, والمجانين والمتسولين والمنتحرين, إذا وبما ان الرئيس ولي أمر المسلمين ولايجوز الخروج عنه وانتخاب غيره حسب ما جاء في بعض الفتاوى أثناء الحملة الانتخابية فانه أيضا باعتباره ولي أمرنا لا يجوز له ان يترك الفاسدين وان كانوا من المقربين والمسئولين من غير الأقربين والذين اثروا على حسابنا لايجوز تركهم يعيثون في الارض فسادا ويسلبون حقوقنا وينتهكون كرامتنا وهو لايحرك ساكنا . عليه تقديم كل الفاسدين الى العدالة دون استثناء ودون مراعاة لقرابة او صداقة عليه لتحقيق تنمية شاملة , إخضاع الجميع للدستور والقانون لا فرق بين كبير او صغير قريب او بعيد لابد من إشراك قوى المعارضة في الرأي والمشورة , عن مكامن الفساد ورموزه وسيكونون صادقين في رأيهم لأنه لا مصلحة لهم سوى حب الوطن ومصلحته ,لا كما تفعل الزمرة التي من حوله من أصحاب المصالح والرأي الغير سديد الذين أودوا بنا الى الهاوية ,وبدون ذلك لن يكون هناك إصلاح حقيقي , ومن هنا يبدأ التغيير والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فأبدأ سيادة الرئيس بذوي القربى.