اللواء سلطان العرادة يتفقد أضرار الأمطار والعواصف في مخيمات النازحين بمأرب ويوجه بسرعة توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين من إيواء وغذاء وسرعة اصلاح الخدمات العامة
الكشف عن تفاصيل السلاح الذي استخدمه الكيان الصهيوني في ارتكاب مجزرة مدرسة التابعين بغزة
تفاصيل لقاء نائب رئيس الأركان مع المستشار العسكري للمبعوث الأممي بعدن
تفاصيل إجتماع الرئيس العليمي مع طارق صالح ومحافظي تعز والحديدة وحجة
دولة خليجية تسحب الجنسية من 850 شخصا
ملكة جمال تشارك في أولمبياد باريس تخطف أنظار العالم ..
تعرف على أغنى 10 مليارديرات في العالم..
مناورات إيرانية قرب الحدود مع العراق
محكمة حوثية تصدرا حكماً بإعدام غالب القاضي رجما حتى الموت بتهمة ارتكاب هذه الجريمة
توكل كرمان : مجزرة مدرسة التابعين واحدة من مجازر التطهير العرقي التي ارتكبتها إسرائيل بدعم وشراكة أمريكية كاملة
لئن كان الإسلام رسالة عالمية تتجاوز حدود اللغة والعرق واللون واللسان والجغرافيا، ولئن كان الإسلام قد ألغى الفوارق بين الناس وجعل تقوى الله هي معيار التفاضل بينهم، إلا أن العرب هم أصل الإسلام ومادته.
وبناء على ذلك جاءت بعض النصوص للتعبير عن المسلمين بوصف "العرب"، كقوله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج مثل هذه - وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها) [متفق عليه]، فهل يقتصر خطر ظهور يأجوج ومأجوج على العرب وحدهم؟!
ومن ذلك قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب"، ويعني بـ أرطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، مع أنه قائد مسلم ينتمي للأمة الإسلام بأسرها وليس العرب وحدهم. ولا يسعنا أن ننظر إلى اختصاص أرض العرب بتنزل الرسالة بمعزل عن سنن الله في خلقه ونواميس العلاقة بين الأسباب وبين المسببات، فهناك حكمة قطعا في نزول الرسالة على أرض العرب.
والحكمة التي نقصدها هنا ليست جلية أو منصوصا عليها، بل هي مما يسوغ فيها الاستشفاف بالنظر والتأمل. العرب رغم كل ما احتشدت به ذاكرة التاريخ لهم من معالم لحياة جاهلية تموج فيها القيم المتردية، إلا أنهم كانوا أفضل حالًا من جميع الأمم والحضارات الأخرى، وكانوا هم الأقرب والأنسب لأن تكون أرضهم مهبط الوحي.
كانت العرب أقرب إلى الفطرة السليمة دون غيرهم ممن قوضت فطرتهم النعرات الفلسفية والخوض المحموم فيما يفوق إدراك العقول.
وساعد العرب على ذلك بعدهم إلى حد بعيد عن دوائر التناحر الدولي وصراع الحضارات، فاحتفظوا بإطارهم الثقافي دون الذوبان في الحضارات الأخرى. هذه المنظومة القيمية التي أهّلت العرب دون غيرهم لاستقبال رسالة الإسلام، كانت ميراثا باقيًا لهم من شريعة إبراهيم عليه السلام، وجاء الإسلام فأضفى على حسنها عبقًا، فهم رغم ما انتشر بينهم من الوثنية وعادات قبيحة أخرى كشرب الخمر والسلب والنهب وأكل مال اليتيم وظلم المرأة، إلا أنهم كانوا
أقرب إلى الفطرة مقارنة بغيرهم من الأمم، وفيهم خصال حسنة عزّزها الإسلام وأضاف عليها، ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "جاء الإسلام وفي العرب بضع وستون خصلة كلها زادها الإسلام شدة، منها: قرى الضيف وحسن الجوار والوفاء بالعهد".
بل نستطيع القول إن الإطار الأخلاقي للعرب كان سمة مميزة للقبائل العربية القديمة، كقبيلة جرهم اليمنية، وليس أدل على ذلك من قصة أم إسماعيل
عليه السلام عندما انفجرت عين زمزم، فجاءت قبيلة جرهم العربية اليمنية، واستأذنوا هذه المرأة الضعيفة الوحيدة في أن يقيموا لديها بجوار زمزم طلبًا للماء، وليس لهذا تفسير سوى دستورية الأخلاق لديهم. وليس هذا التناول تكريسا للنعرات القومية أو اختزالا لمفهوم الانتماء، وإنما هو بيان للعلاقة بين الإسلام والعروبة، والتي عبّر عنها بعض العلماء بأنها علاقة الروح بالجسد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.