مصر .. وعدم فهم المرحلة (1)
بقلم/ م. عبدالرحمن العوذلي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوعين و 3 أيام
الإثنين 10 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:19 م

لا أعلم سر الخلطة العجيبة التي  تؤثر من يسمون أنفسهم محليين سياسيين ... يتقلبون بتقلب الأحداث وميولها .. إن كانت الغلبة للإسلاميين قاموا بمدحهم وتمجيدهم والثناء على البراجماتية التي يتحلون بها وفقه الواقع ولعن اليساريين والليبراليين اللذين يرونهم في الزاوية البعيدة  ويعيشون في العالم الافتراضي ، بل البعض أدخلهم في قفص واحكم الإغلاق وراهن بأنه لن تقوم لهم قائمة .

وفي المقابل إن مالت الدفة على الإسلاميين اتهموهم بالغباء والجهل السياسي وعدم معرفة أبعاد الواقع .. تجد الكثير منهم تتحول تصريحاته من الأحد إلى الثلاثاء بحسب الحشد والتأثير الإعلامي .

يحللون بالعاطفة لا أكثر ، سياسية أنا مع المنتصر ، عمليا هؤلاء هم من يتأثرون بشاشات الإعلام والصخب الإعلامي المصاحب للحدث من قبل تيارات بعينها .

ما يحدث اليوم في مصر يبرهن اختلال المواقف وتغيرها بتغير المليونية الموجودة في الشارع ، وصل دهاة السياسة في مصر إلى القناعة أن الحشود المليونية لن تسقط النظام الحالي لأنه وبكل بساطة يستطيع حشد مليونيات اكبر مما تحشده المعارضة وقد تجلى ذلك في الأسبوع الماضي وارتعب الإعلاميين من هول الحشود للإسلاميين مع تحفظي على شعارات الإسلاميين في تلك المليونية إلا أنها كانت رسالة مفادها لن يسقط النظام ونحن هنا

تجمع الآلاف أمام الإتحادية والتعامل الجيد معهم من قبل الشرطة عكس تعلم النظام الحالي من أخطاء الأنظمة السابقة ، طبعا فالنظام الذي يقتل شعبه لا يستحق أن يحكمهم مهما كان توجهه وبطبيعة الحال فالنظام المصري الحالي نظام منتخب من الشعب وليس مغتصب للسلطة .

يعلم الإخوان المسلمون بالمظاهرات أمام الإتحادية ولا يعيرونها إهتماما بل جندوا سبعة آلاف شاب في حملة توضيحية للدستور ، أستطيع القول بأنهم فعلا يدركون ما يعملون بينما لا يتوانى رموز المعارضة في الصراخ والتنقل بين الفضائيات ليقولوا للشعب نحن هنا في الفضاء لكن ليس على الأرض .

الإعلان الدستور وحد القوى الإسلامية وجعل من التيارات الإسلامية المختلفة في توجهاتها ووسائلها أن تجتمع ، وكذلك وحد التيارات الليبرالية والاشتراكية والعلمانية على تنوعها واختلاف أهدافها ، لكني أستطيع القول من خلال المراقبة الإعلامية ومن خلال الشواهد العملية أن هذا التحالف لن يستمر من قبل الجانبيين وإنما هو مؤقت لضرورة المرحلة مع التنبؤ بتحالف الإخوان والنور في المرحلة البرلمانية المقبلة.

في حملة لا للدستور التي تقودها المعارضة .. رأيت رموز المعارضة تقول لا للدستور وقالتها علانية لأنه إذا نجح الدستور ستكون هناك انتخابات لمجلس الشعب بعد شهرين وهذا يعني فوز الأخوان مجددا لأننا لم نستعد بعد ، يرفض الدستور وتدخل البلاد في فراغ دستور لأجل غير مسمى من اجل طموحات المعارضة ... بالفعل مفارقة عجيبة في أناس يدعون الوطنية وحب مصر .

يقول الدكتور الرائع معتز بالع عبدالفتاح إن الإخوان كانوا مصرين على ان يكون نظام الحكم برلماني في البلاد وهو الحل الأمثل لمصر في حاضرها ومستقبلها لكنه يقول بأن المعارضة استماتت في الرفض وأصرت على النظام المختلط والسبب لأن الأخوان منظمين وجاهزين بينما قوى المعارضة ليست جاهزة .... فعلا عجيب أمر هذه المعارضة التي تنظر إلى مصلحة أحزابها وليست مصلحة مصر .

أعود وأقول للمتقلبين السياسيين اتركوا العاطفة بعيدا وانظروا إلى الواقع بحيادية فقد أحرقتم ما تبقى لكم من كروت ..... نكمل غدا