الجواب الكافي على البخيتي الذي يقول أن فتح الصحابة لأوروبا غريزة جنسية
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 17 يوماً
الجمعة 09 يناير-كانون الثاني 2015 10:35 ص

كتب علي البخيتي على صفحته على فيس بوك قبل 19 ساعة من كتابة هذا المقال هذا المنشور الذي قال فيه : موروث ديني يحث على الجهاد بدوافع جنسية غريزية عبارة عن سبايا في الأرض وبنات حور في السماء بحاجة الى مراجعة وحذف وتعديل فهو السبب الرئيس للإرهاب، يفترض أن الجهاد واجب قيمي واخلاقي للدفاع عن النفس والمال والعرض والوطن ولترسيخ قيم العدالة والمساواة والدفاع عنها ولا يحتاج من يقوم به الى اغراءات غرائزية، لولا بنات الحور ما رضي شاب أن يتحول الى قنبلة عبر تفخيخه، ولولا السبايا وجهاد النكاح ما هاجر الآلاف للقتال في سوريا وتحويلها الى خرابة، الا تلاحظون أنه حتى ما سمي بالفتوحات الاسلامية ركزت على المناطق التي يسكنها ذوي البشرة البيضاء، وعبروا الى أوربا -البعيدة- ليفتحوها وتركوا الحبشة والصومال والكنغوا -على قربها- بدون هداية لأن نسائهم ذوات بشرة سوداء وغير جديرات -من وجهة نظر الفاتحين- بأن يتم سبيهن؟ قليل من الصراحة وسنكتشف أن موروثنا الديني مسؤول عن 80 % من تلك الجرائم الارهابية على الأقل .

ألا يعلم هذا الجاهل أخزاه الله أن الصحابة ذهبوا إلى أعتى امبراطوريات في ذلك العصر، كانتا فارس والروم واجتاحوهن، أما امبراطورية الحبشة فقد دخلت في الاسلام بالسلم قبل الهجرة النبوية الى المدينة .. في الهجرة الأولى الى الحبشة، بعد أن ذهب عدد من الصحابة الى الحبشة الى الملك النجاشي ولحق بهم مشركي قريش ليعيدوهم إلى مكة .

وبعد أن سمع الملك النجاشي كلام الصحابة رضوان الله عليهم والقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلّم دخل في الاسلام .

وبإسلام امبراطور امبراطورية الحبشة دخل الاسلام إلى الحبشة بأكملها بالسلم قبل الهجرة النبوية إلى المدينة، وانتشر الاسلام في الحبشة والصومال ومعظم أفريقيا، فما حاجة الصحابة رضوان الله عليهم والفاتحين الى الذهاب للقتال في الحبشة وقد دخلت في الاسلام ؟؟.

رسالة الاسلام رسالة أممية شاملة وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه الفاتحين بأن يدعوا الدول التي لم تدخل في الاسلام لتدخل بالسلم، فإن أبت فلتعطي الجزية، فإن أبت فالحرب، والحبشة دخلت الاسلام بالسلم، بينما فارس والروم رفضتا الدخول في الاسلام أو إعطاء الجزية، فوجب على المسلمين فتح الدولتين بالحرب والجهاد .

إذا كان من وجهة نظر البخيتي أن الفاتحين الذين فتحوا فارس والروم كان دافع الفتح الغريزة الجنسية كما يقول فهذا شأنه وشأن نظره الهابط .. أما من وجهة نظري ونظر التاريخ فإن دافع الفاتحين رضوان الله عليهم الذين فتحوا فارس والروم كان دافع الفتح رفض الدولتين الدخول في الإسلام كحال الحبشة أو إعطاء الجزية، فوجب على الفاتحين الجهاد وإسقاط الدولتين بالحرب .. أنصح البخيتي قبل أن يكتب أن يقرأ التاريخ .

لا أعلم كيف تجرأ البخيتي على قول هذا الكلام المهلك، والافتراء العظيم على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه رضوان الله عليهم ؟؟.

أعتقد أن الذي دفع البخيتي على قول هذا حزنه الشديد على سقوط امبراطورية فارس على يد الصحابة الفاتحين رضوان الله عليهم، وهو يتألم كما يتألم أسياده الإيرانيين ويحملون كل الحقد على الاسلام والفاتحين الذين فتحوا فارس واسقطوا امبراطوريتها عابدة النار .