آخر الاخبار

تعرف كم بلغ الإنفاق الحربي لإسرائيل في عام 2024؟ أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب

26 سبتمبر .. ميلاد وذكرى ومسار
بقلم/ د عادل محمد باحميد
نشر منذ: 5 سنوات و 3 أشهر و 26 يوماً
الخميس 26 سبتمبر-أيلول 2019 03:55 م

تأتي الذكرى السابعة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر لتجدّد في اليمنيين روح الثورة الأم التي أنهت عقوداً من الاستبداد الكهنوتي يوم أن أطبق على الوطن وأبناءه فسامهم الجوع والفقر والمرض، ولتكون محطةً تُجدّد العهدَ وتبعث الأملَ من جديد، خاصةً وأنّ الوطن يعاني من ويلات انقلابٍ مليشياوي كهنوتي يريد إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، وأن يرهن الوطن وأبناءه مرة أخرى لحكم الأسرة والسلالة، بعد أن رسّخت ثورة الـ 26 من سبتمبر قيم العدالة والمساواة بين الجميع، لذا فالاحتفال اليوم بالـ26 من سبتمبر إنما هو احتفال وتأكيدٌ في الوقت ذاته على الهويّة اليمنية الأصيلة التي يحاول اليوم الانقلابيون والإماميّون الجدد طمسها بهويّةٍ أخرى لا تمّت لليمن ولا لليمنيين بصلة، فتراهم يبرزون يوم انقلابهم الأسود على الوطن والشعب والدستور في الـ21 من سبتمبر ليحلّ محل الثورة الخالدة التي دكّت عرشوهم، لذا نؤكد ونعلنها دواماً (أنّه لا سبتمبر إلاّ السادس والعشرين، وما سواه فانقلابٌ وبهتانٌ وباطل).

تأتي أهمية الحدث كونه وحّد اليمنيين شمالاً وجنوباً حول مفهوم التحرر والانعتاق من ربقة الاستبداد والظلم، فسبتمبر أنتجت أكتوبر، وأكتوبر واصلت السير على درب وخطى وأهداف سبتمبر، فتحرّر اليمنُ بشطريه آنذاك من قيود الإمامةِ واغلال الاستعمار، وتمجيد هذه الذكرى الخالدة والاحتفال والاحتفاء بها إنّما هو تجديدٌ للعهد للمضي على أهداف الثورتين، وفاءاً لدماء الشهداء التي سالت وأرواحهم التي ارتقت دفاعاً عن الوطن حاضره ومستقبله، وبوصلةٌ تلتقي حولها وتستنير بها وتصطف في ظلّها كل الجهود المقاومة اليوم رسميّاً وشعبيّاً للمشروع الامامي الكهنوتي السلالي الجديد الذي يقوده الحوثي ومن التقت مصالحه معه ومن غرر بهم.

إنّ استلهام الأهداف الخالدة للثورة الأم ثورة الـ26 من سبتمبر ومواصلة النضال لتحقيقها واقعاً في حياتنا هو الذي سيعيد للوطن كرامته وسيضيئ الطريق أمام الأجيال من أبنائه لتنطلق نحو البناء والتنمية والتعمير، في مجتمعٍ تسوده العدالة والمساواة والنظام والقانون، إن الجيل الجديد من شبابنا وشاباتنا ينبغي أن يُدرك أن ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر قد قامتا لتمنحه نوراً يمضي به على درب الكرامة ليعمّر الوطن بالعلم والمعرفة، وينطلق في رحاب التقدّم والنهوض في عالمٍ متسارعٍ لا ينظر إلى الوراء، فالدفاع اليوم عن أهداف الـ26 من سبتمبر إنّما هو دفاعٌ عن المستقبل الذي تريد قوى الظلام ان ترتهنه بمفاهيمها المتخلفة سلاليّاً ومناطقيّا.

إنّ من يحاولون اليوم رفع شعارات وأصوات النكران لإسهامات ونضالات أبناء المحافظات الجنوبيّة في نجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، والنكران لإسهامات ونضالات أبناء المحافظات الشماليّة في نجاح ثورة الرابع عشر من أكتوبر، إنّما يريدون طمس جزءٍ أصيلٍ من التاريخ النضالي لهذا الشعب اليمني العظيم، فالنضال الثوري في شمال اليمن وجنوبه كان يخرج من بوتقة ثوريّة نضاليةٍ ومشكاةٍ واحدة، فكانت عدن تردد صدى صنعاء، وصنعاء تأنُّ لأنينِ عدن، فالعمق الاستراتيجي لثورة سبتمبر في الشمال كان جنوبياً، والعمق الاستراتيجي لثورة أكتوبر في الجنوب كان شماليا، في تلاحمٍ وتوحدٍّ يمنيٍّ مبكّر لرفض الظلم ودحر الاستبداد بكل اشكاله وصوره، وإلى اليوم نرى المشهد يتكرر في تلاحم أبناء اليمن الواحد شمالاً وجنوباً وفي كل الجبهات في حرض والحديدة وشبوة والضالع وصرواح ونهم وغيرها لدحر الانقلاب المليشياوي الحوثي الإمامي الجديد.

إنّ الصمود الذي تبديه اليوم القيادة السياسية ممثلة في فخامة الأخ الرئيس المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية تجاه كل المشاريع الصغيرة هنا وهناك والتي تريد اختطاف اليمن ومستقبل ابناءه لصالح مشاريع خارجية هي التي تبعث الأمل في النفوس، ففخامة الأخ الرئيس لا يزال يمضي على درب اليمن الاتحادي الذي اختطّه اليمنيّون في مؤتمر الحوار الوطني بكل قوّةٍ وثبات وإرادةٍ وتصميم، كونه المخرج الآمن بعد عقودٍ من المركزية البغيضة والفردية التفرديّة التي كرّست حالة من التسلط على إدارة البلد وعلى ثرواتها، أنتجت تشظٍ واضح في النسيج المجتمعي أصبح يهدد بشكل قوي الوحدة الوطنية وأمن واستقرار البلاد، لذا فالقيادة السياسية اليوم ومعها كل أبناء الوطن أمام تحدٍّ كبير في الحفاظ على هذا الوطن ونسيجه الموحّد، في إخراجه إلى بر الأمان والمرور به سالماً من بين حقول الألغام التي زرعها ويزرعها أصحاب المشاريع الصغيرة تلبية لرغبات أيادٍ خارجية عابثة بأمن الوطن واستقراره، إن توحيد الجبهة الداخلية، وإصلاح منظومة الشرعيّة وأدواتها وواجهاتها، وحشد كل الطاقات الرسمية والشعبية لمناهضة تلك المشاريع وإعادة توجيه البوصلة نحو الهدف المركزي الأساسي وهو إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والشرعية الدستورية هو الهدف المحور الذي لا ينبغي أن تحيد عنه القيادة السياسية اليوم وكذا الزخم الشعبي المساند لها.

إن سبتمبر واكتوبر علامتان مضيئتان في سماء اليمن، وهما نجمِ سهيلٍ اليماني الذي يهتدي به اليمانيون نحو طريق الخلاص من أزمنة القهر والظلم والاستبداد، ويُنير دروبهم نحو عهود التنمية والبناء والتعمير، فحريٌّ بنا جميعاً أن نتمسك بأهدافهما ونجدد العهد على الوفاء لهما وتحقيق ما تبقى منها لصالح وطنٍ يمنيٍّ قويّ وعزيز، وكل عام والجميع بخير.

من قالَ أنّا قد تناسيناكَ

أيلولَ، قلنا محالٌ فهو مولدُنا

هو الميلادُ والبعثُ في أرضٍ

حضارتُها بها نعلو وما هُنّا

أيلولٌ قد تملّكَ في حنايانا

لولاه ما كانتِ الآمالُ ولا كُنّا