تعرف على أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء قرارات حوثية جديدة على محال الإنترنت في صنعاء إعلان نتيجة أول اقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية مساحته شاسعة ويحتوي على غابات.. ماذا نعرف عن أكبر كهف في العالم مؤتمر حضرموت الجامع يعبر عن موقفه تجاه مجلس تكتل الأحزاب إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي
كان لمأرب الدور الأكبر في إبراز هشاشة عصابة الحوثي وتأكيد أنها أوهن من بيت العنكبوت، فقد حولت مأرب انتصارات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من انتصارات تكتيكية إلى انتصارات أكثر استراتيجية، لقد أبانت بأن عصابة الحوثي ماهي إلا مجرد وهم وأن القبائل رقما مهما في معادلة الحرب على هذه العصابة، فحينما تكون القبيلة إلى جانب الجيش تكون الهزيمة المحققة للعصابة العنصرية.
أكدت مأرب بأن ما حققته عصابة الحوثي في بعض المناطق لم يكن نتيجة قوتها بقدر ما كان نتيجة لإفشال الإمارات لأي انتصار على هذه العصابة، وحينما طردت الإمارات من مأرب حققت مأرب نصرها ونصر اليمنيين، وحيثما توجد الإمارات تتمتع عصابة الحوثي بالقوة والاستمرار، الشاهد على ذلك تعز والحديدة، ولا ننسى تقويضها لوجود الشرعية في المناطق الجنوبية.
ألم تكن عصابة الحوثي العنصرية تتفاخر قبل أكثر من أربعة أشهر بأنها ستسيطر على مأرب في غضون أيام، لكن ذلك لم يتحقق، فحاولت أن تحرك جبهة الحديدة لكي يتحرك غريفث لإنقاذها ولفت نظر أتباعها بعيدا عن هزيمتها المذلة في مأرب الحضارة والشموخ والجمهورية.
نحن لا نتهم الإمارات جزافا، بل نتتبع ممارساتها على الأرض، من الواضح للعيان كيف اجتهدت الإمارات في خلق جماعات لقتال الشرعية وليس لقتال الحوثي والاستحواذ على الأراضي المحررة لدى الشرعية وليس الأراضي التي تسيطر عليها عصابة الحوثي العنصرية، وخلق مزيد من الفوضى داخل المناطق المحررة.
ولست بحاجة إلى القول إن مأرب وجهت ضربة قاسية لفكرة أن الجرذ عبد الملك الحوثي يتلقى دعما إلهيا ، وكشفت في الوقت نفسه عن أن غريفث أسوأ مبعوث أممي على مستوى المبعوثين الأمميين في العالم ، وأظهرت تواطؤه مع عصابة الحوثي وصمته أمام الاعتداءات المتكررة عليها ، لتثبت للعالم أنه فاشل بامتياز في إدارة الملف اليمني وانحيازه الواضح لصالح الحوثي .
مأرب أسكتت عصابة الحوثي وشلت حركتها ، مما جعل هذه العصابة تلجأ إلى لفت الأنظار في الحديدة لرفع معنويات مسلحيها المنهارة من جهة وإعطاء فرصة لغريفث لإنقاذها من جهة أخرى ، ولم يتوانى غريفث في الدعوة لوقف إطلاق النار لكي يعطي هذه العصابة بعض الوقت للملمة صفوفها مرة أخرى ، خاصة بعد أن منيت بنكسات كبيرة في التجنيد والتمويل والقدرات الإعلامية ، فالكثير من المجندين في صفوفها يفرون من أرض المعركة بعد أن وجدوا مأرب تلتهمهم كما تلتهم النار الحطب ، إضافة إلى الصعوبات المالية التي تواجهها بسبب توقف دعم إيران التي تعاني من الحصار ولم تعد تكفي استثماراتها المحلية ولا ابتزاز المواطنين اليمنين وما تفرضه من ضرائب واعتقال الأفراد بقصد طلب الفدية المالية .
خلاصة القول إن عصابة الحوثي تستفيد دائما من حالات الفوضى التي تصنعها الإمارات ، مثلما هو حاصل في تعز والحديدة وبقية المناطق الجنوبية ، لكنها انهارت في مأرب التي حافظت على شكل الدولة والتي لم يستطع الاستثمار السياسي الخارجي أن يجد له بيئة مناسبة ، مثلما توفرت له في تعز والحديدة ، وتستفيد كذلك من تواطؤ غريفث الذي يعمل على تظليل المجتمع الدولي والاعتماد على ذاكرته المثقوبة لأنه يدرك بأن المجتمع الدولي لن يسائله عن التنفيذ الزمني لاتفاق ستوكهولم ، فيلجأ في كل مرة للإعلان عن اتفاقات يتضح بعد حين من الزمان أنها وهمية ، وما صمته عن خزان صافر الذي يهدد الحياة إلا دليلا قاطعا على أنه أهدر خلال العامين الماضيين المال والجهد لكي يحمي عصابة الحوثي العنصرية من السقوط ، فليذهب غير مأسوف عليه .