عاجل .. انتحار قيادي حوثي في أحد مراكز الإحتجاز بمحافظة مأرب وهو رهن التحقيقات جامعة إقليم سبأ تحتضن ندوة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسرطان. الحوثيون يهددون شركات الطيران الأجنبية ويمنعونها من دخول الأجواء اليمنية بعد تصنيف الحوثيين كإرهابيين.. هل آن الأوان لرفع تجميد قرارات المركزي اليمني ؟ مسار سياسي أم حسم عسكري.. أي حلّ للقضاء على الحوثيين؟ أبرز نجوم الدراما اليمنية في مسلسل جديد سالي حمادة ونبيل حزام ونبيل الآنسي في طريق إجباري على قناة بلقيس الفضائية قرار سعودي يتحول الى كارثة على مزارعي اليمن ..تكدس أكثر من 400 شاحنة محملة بالبصل في من الوديعة حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة مسؤول سوري كبير من حقبة بشار الأسد يسلم نفسه للسلطات في دمشق ويعلن استعداده للحديث بشفافية الداخلية تعلن ضبط ''خلية حوثية'' كانت تسعى لزعزعة أمن واستقرار محافظة حضرموت
افتقد اليمنيون رئيسهم الشرعي، الذي يحمل اسم عبد ربه منصور هادي، وبات اليوم يُطلق عليه "عبد ربه "مفقود" هادي"، وذلك بعد تسلله إلى الأراضي العُمانية قادماً من عدن، ومنها إلى المملكة العربية السعودية، هرباً من بطش المليشيا الحوثية، التي انقلبت عليه ووضعته تحت الإقامة الجبرية، ما اضطره إلى الهرب خِفية إلى عدن، فلحقت به إلى هناك.
كان أول ظهور علني له بعد ذلك في القمة العربية، التي انعقدت بشرم الشيخ، في الـ 27 من شهر مارس الماضي، وبعدها اختفى تماماً من أمام أعيننا، حتى ساورنا شك بأن الرجُل إما أن يكون قد فارق الحياة، أو لربما أنه بات تحت الإقامة الجبرية في الرياض أيضاً، ولكن بطلب شخصي منه هذه المرة، إلى أن تواترت تلك الطرفة التي انتشرت في أوساط اليمنيين كالنار في الهشيم، والتي أفادت بأن الحاضرين في قمة الرياض، كانوا قد شاهدوا امرأة تبكي، بُعيد إلقاء الرئيس هادي كلمته في جلسة الافتتاح، واستغربوا في بداية الأمر من فعلها ذاك، لكن سرعان ما تبدد استغرابهم، حين علموا أن المرأة كانت معلمة لغة غربية، فعلمنا نحن يومها أن هادي كان قد ظهر وللمرة الثانية، بعد طول غياب تجاوز الخمسين يوماً، و يا لها من معجزة، وسبحان مُحيي الموتى.
لأكثر من خمسين يوماً قبل ظهوره في مؤتمر الرياض، كان هادي نائماً كعادته لا يُحرك ساكناً، بينما كانت مدناً بأكملها تُحرق على ساكنيها، هي عدن وتعز والضالع ومأرب، وغيرها من المدن اليمنية التي استباحتها المليشيا، وبعد ظهوره الوحيد الذي أبكى المرأة وليته لم يظهر، اختفى ثانية ولم نعد نراه، والراجح لديَّ أن الرجُل قد أحب الحياة تحت الإقامة الجبرية، لأنها على الأقل تعفيه من المسئولية.
لحقت الحكومة بعد ذلك برئيسها الهارب "المفقود"، فأصابها من الدَّعَة والاسترخاء وطيب المُقام، كما الاستمتاع بكرم الضيافة ما أصابه، ولم يكتف القوم بذلك، فقد استدعوا بقية الأطياف المختلفة، التي تمثل جُموع الشعب من المهرة إلى حجة، حتى تكتمل الزفة، فهرب الجميع فُرادى ومجتمعين، ما بين "مريض و زائر و معتمر"، قاصدين الحج الأكبر في مؤتمر الرياض.
حج جميع الهاربين وأدَّو كل مناسك الولاء، تبادلوا القُبلات مع الجميع عدا الحجر الأسود، ومرُّوا من أمام كل الأركان إلاّ الركن اليماني، كان الملك سلمان كريماً ومضيافاً، كما كان سخياً معهم بـ "المصروف"، مئة ألف ريال سعودي لكل واحد منهم، تزيل الذَّحَل في بضعة أيام للمُذحلين، وترفع درجة الدسومة إلى الحدود القُصوى للدسمين، تعادل مرتب مواطن يمني "غلبان وكحيان" لمدة 40 سنة قادمة، هي عُمر آدمي بحاله، تُنسيك لماذا أتيت للرياض أساساً، ناهيك عن التفكير باليمن ومشكلاته التي لا تنتهي.
أقترح أن يُصدر هادي، -أو من ينوبه بالأحرى، فهو "مفقود"-، مرسوماً يَستدعي فيه "بالمرَّة" جُموع الشعب اليمني إلى المملكة، والدخول "تهريب"، وآخر مواطن يطلع من اليمن يُغلق الباب خلفه، وعندها لن يجد الحوثيون أحداً يقاتلونه، أو شعباً يحكموه، فينهارون وينهزمون، وهكذا تنتهي الحرب، ونخلص من الكابوس.
شخصياً أصبحتُ على يقين تام، بأن المشكلة فينا نحن، وليس في الرئيس هادي، إذ كيف يصح لنا عقلاً، أن نطلب من شخص لا يعيش في كوكبنا ولا عالمنا، لا نراه ولا يرانا، لا نُحِسُّ به ولا يُحِسُّ بنا، لا يكترث لمعاناتنا، هو "مفقوداً" بالنسبة لنا، كيف يستقيم أن نطلب منه القيام "بالفعل" أي فعل لأجلنا، فإذا كان فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف بالمفقود ذاته.