مؤتمر الحوار.. لم يستوعب الثوار
بقلم/ احمد طلان الحارثي
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
السبت 30 مارس - آذار 2013 04:41 م
أيها الشباب أيتها الشابات، أيها الثائرون أيتها الثائرات، أيها الأحرار أيتها الحرائر، لا تقلقوا ولا تندموا لعدم حصولكم على عدد من البطاقات التي لا تزيد مساحة كل منها عن (ستين في تسعين ملي متر) مع قلادتها المصنوعة من خيوط القطن الرفيعة، فقد منحكم المجتمع المحلي والإقليمي والدولي شهادات عالية المستوى بإعلانكم ثورة شعبية سلمية، وشهدوا لكم بإرساء تجربة فريدة على مستوى العالم.
أيها الثوار: لا تقلقوا ولا تتحسروا على عدم دخول عدد محدود منكم إلى قاعات الحوار تحت الظلال الوارفة وكراسي الجلوس الملبسة بقماش المخمل الناعم، والتناوب على ميكرفونات الخطابة في زمن محدود جداً جداً؛ فقد حاورتم بندية عالية منقطعة النظير؛ ولكن تحت سحب الدخان المنبعث من آلات القتل والدمار التي استخدمها الطرف الآخر للحوار والذي لا يجيد إلاّ لغة حوار الدبابات والمدافع والغازات السامة والقنابل العنقودية ومضخات المياه الآسنة ذات العجلات والدكاكات المدرعة.
لقد حاورتم وما زلتم تحاورون ولكن تحت وطأة البرد القارس والحر القائظ وتقلبات الطقس على مختلف الساحات والميادين، حاورتم لغة الرصاص بلغة الصمت الثوري وحاورتم دخان الحرائق بأريج الفل والياسمين وحاورتم الصلف والتعنت العائلي بالصدور العارية المملوءة بيقين النصر والتمكين والثقة العالية بصحة النهج الثوري وسلامة المبدأ وبراءة القصد والنوايا، فكان من ثمار جهدكم أن وصل الناس إلى تلك القاعات المزينة بالورود والتي رسمتم معالم طريق الوصول إليها بتضحياتكم الغالية وبدمائكم الزكية وأرواح شهداءكم الطاهرة؛ فلا تقلقوا ولا تحزنوا فقد كفاكم الله شر الجلوس إلى جوار القتلة والمجرمين مصاصي الدماء وناهبي الثروات والمفسدين في الأرض.
أيها الثوار: لقد تجاوبت معكم الجهات المعنية بالترتيب لمؤتمر الحوار بدءاً باللجنة الفنية وانتهاءً بقرارات رئيس الجمهورية ولبّوا طلباتكم المتمثلة بعدم الحوار مع قتلة الثوار، فأقصوكم عن التمثيل وحرموكم من الجلوس على طاولات أعدائكم حتى لا تخسروا شرف الصمود والبطولات النادرة التي تحليتم بها وما زلتم على ذلك تواصلون المشوار الثوري السلمي المعبر عن حقيقة صدق التوجه نحو بناء يمن جديد، يمن خالي من الطغاة والمجرمين، يمن الدولة المدنية الحديثة التي يسودها النظام والقانون، وتتحقق فيها الحرية والعدالة والمساواة، دولة يستخدمها الشعب في تحقيق مصالحه ويوجهها نحو تقدمه وتطوره وازدهاره، لا دولة تستخدم الشعب لتحقيق مصالح عصابات السلب والنهب المنظم للثروات وإذكاء نار الفتن وزرع الأحقاد والضغائن بين أبناء الشعب.
أيها الثوار: لستم بحاجة إلى من يمنحكم فرصا ضئيلة للحديث عبر أسلاك الميكرفون تحت سقف زمني ضيق جداً لا يتجاوز دقيقتين، فقد تكلمتم بملء أفواهكم عبر فضاء الساحات والميادين الواسعة، وقلتم بلسان الحال والمقال: (اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام) فصدقتم في قولكم وحققه الله أفعالاً على صعيد الواقع، ولستم بحاجة إلى من يتحكم في حركة دخولكم وخروجكم وحضوركم وانصرافكم؛ فأنتم أصحاب القرار الأول والأخير، ومن يتحاورون اليوم ليسوا سوا موظفين تحت إمرتكم وأجراء لخدمة أهداف ثورتكم التي بها وصولوا إلى هذه المرحلة والتي لم يجدوا فيها مناص من الاعتراف بدوركم والشهادة لكم بالريادة وتسنّم ذرى المجد العالية وأصبحت خطاباتهم أوسمة على صدوركم وبيارق مرفرفة على قبور شهدائكم الأبرار.
أيها الثوار الأحرار: كل ما يهدف إليه مؤتمر الحوار يجب أن يسير وفق متطلبات الثوار، والمطلوب الالتزام الصارم بما خطته الثورة من موجهات للتحاور، والمهم أن تكون مخرجات الحوار في هذا الاتجاه، وما عدا ذلك فليس بمقبول ولا مرحب به، والثورة مستمرة إن شاء الله حتى تتحقق الأهداف كاملة غير منقوصة، وأنتم ضمانة ذلك..