الأسد يعيش موته!!
بقلم/ أحمد النعيمي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 7 أيام
الخميس 28 يونيو-حزيران 2012 05:22 م

  بعد أن يأس المجرم بشار من تحقيق حلمه بوأد ثورة الشعب السوري، الذي ما برح يراوده طلية سنة وأكثر من عمر الثورة السورية، ووجد أن إجرامه لم يزد الشعب إلا إصراراً على مواصلة الثورة وإسقاط نظامه، ولم يستطع أن يخرج أمام العالم كما كان يؤمل به بداية العام الحالي، وكما كان يؤمل به في أول أسبوع من بداية الشهر الرابع من نفس العام؛ قرر عندها أن يأد حلمه الذي لم يستطيع تحقيقه، بعد أن اسقط في يده، ولم تفلح مهل المنظومة الإرهابية المعطاة له واحدة تلو الأخرى في مساعدته بتحقيق هذا الحلم، وذهبت أحلامه أدراج الريح أمام إرادة شعب وقف بكل حزم أمام دباباته، وبصدور عارية تتصدى لرصاصات غدره وخسته بشجاعة منقطعة النظير.

وجاء هذا الإقرار خلال لقائه أحد أعضاء هيئة التـنسيق الموالية للأسد، التي لا زالت تدعو إلى الإصلاح وعدم إسقاط الأسد، كما نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية في عددها الصادر يوم الخامس والعشرين من نيسان قوله، بأن: "الأزمة السورية لا تزال في هذه اللحظة في بدايتها" مشيراً إلى أن: "الموقف الدولي يتطور ايجابياً" وهو الإعلان الذي وأد به المجرم الأسد حلمه، بعد أن عجز عن تحقيقه، وفشل أن ينهي الثورة السورية، كما كان يريد أن يبشر به العالم بداية الشهر الرابع.

وخلال الشهور الثلاثة الماضية التي واكبت مهلة المنظومة الإرهابية، التي أعطت له مهلة جديدة لمواصلة القتل، متسترة بشهورها الثلاث، ورافضة سحب هذه المبادرة وإعلان موتها، والعمل على الزج بالمراقبين من جديد في مهلة القتل الدموية، بعد الإعلان عن توقيف بعثتهم، رغم أن الأسد لم يلتزم أبداً بأي من شروطها الأسد، بل انه خلال هذه المهلة الأخيرة زادت شراسته، وارتكب خلالها أبشع جرائمه، وكان أكثرها فظاعة في "القبير" و"الحولة"، وعلى الرغم كذلك من اجتماع المنظومة الإرهابية على خلفية هذه المجازر إلا أنها لم تحرك ضميرها الميت من أساسه، وكان أقصى ما وصلت إليه بأن تعيد عمل البعثة، زاعمة أنه ليس هناك بديل عنها.

وزادت دموية الأسد مجدداً في اليومين الماضيين وخاصة بعد انشقاق مجموعة كبيرة من الحرس الجمهوري، وانسحابها بكل هدوء إلى مناطق آمنة بعد التـنسيق مع الجيش الحر، إضافة إلى الضربات الموجعة التي لاقاها في كل من إدلب ودير الزور، والتي دفعته إلى صب قذائفه بكل وحشية على المدن الملتهبة، وارتكاب مجازر بشعة في دير الزور وخان السبل، والعمل على تدمير مبنى قناة الإخبارية، وإلصاقه بالجيش الحر، بعد أن أصيب بمقتل نتيجة لهذا الانشقاق الكبير الذي أصابه بحالة من الصرع الهستيري.

وقد أكد الأسد على الهستيرية التي انتابته نتيجة للانشقاقات التي حصلت في مراكز حساسة من الدولة، من حرس جمهوري وطيارين، وضباط كبار على مستوى ألوية، في خطابه الذي ألقاه يوم الثلاثاء السادس والعشرين من حزيران الحالي أمام وزراء حكومته الجديدة، بقوله:"نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى"، مضيفاً بأنه سيقاتل إلى النهاية:"عندما نكون في حالة حرب فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب" مما يوحي بأنه بات يدرك بأن الصراع الدائر بينه وبين شعبه الذي قتل منه أكثر من عشرون ألف شهيد، مسألة حياة أو بقاء، وأن المعركة لم تعد معركة إعلام ومخلوقات فضائية، كما كان يزعم.

ما أبشعها من لحظات تلك اللحظات التي يتمنى الإنسان فيها الموت ولا يجده، يأتيه من كل مكان وما هو بميت، يدفعه عنه جهده فلا يتخلص منه، ثم يحاول جاهداً أن يصل إليه فلا يدركه، كالفار التي يذيقها القط سوء العذاب، قبل أن يجهز عليها، وهو ما يعيشه الأسد اليوم بعد أن مات حلمه ومُزق ملكه شر ممزق، وفقد المدن واحدة تلو الأخرى، منتظراً اللحظة التي يريحه الشعب فيها وينتزع منه روحه العفنة غير مأسوف عليه، ولا على عصاباته الإجرامية المتوحشة.