الدور المكلف به السيسي في مصر
بقلم/ سمير المعمري
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 13 يوماً
الثلاثاء 13 أغسطس-آب 2013 05:02 م

مصر منذ الثلاثين من يونيو وهي تشهد موجة من عدم الاستقرار وخاصة بعد إعلان السيسي بيانه في 3/7/2013م والذي تضمن عزل الرئيس المُنتخب د / محمد مرسي ، وتعليق العمل بالدستور المستفتى عليه شعبياً ، وحل مجلس الشورى المُنتخب عبر الصندوق ، وتعيين رئيساً للبلاد اختاره هو، ونظراً لتعليق العمل بالدستور فعلى أي أساس تم اختيار عدلي منصور، وأعلن عن خارطة طريق لم تكن واضحة المعالم والفترات الزمنية ، وبرغم مرور أكثر من أربعين يوماً منذ انقلاب السيسي على قائده الرئيس محمد مرسي – الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة – والوضع لم يستقر بل يزداد توتراً كل يوم والأحداث تتصاعد ومن خلال التمحيص والتدقيق فيما حدث ويحدث في مصر فان أي عاقل سيصل إلى حقيقة مفادها أن السيسي ينفذ مهمة خاصة مُكلف بها من قبل إسرائيل وحلفائها الغربيين وأذنابها العرب ، قد يقول قائل منكم هذه خزعبلات وهلوسات يهرف بها من لا يعرف شيئاً ، ولكي تتضح الأمور وينجلي الغموض يجب علينا أولاً أن ننظر بتأمل لكل ما حدث ويحدث في منطقتنا العربية ، وان نكون أكثر تجرداً في طرح الحقائق بعيدين عن الانحياز أو التعاطف مع أي طرف من أطراف الصراع السياسي - فكل طرف تكسوه الأخطاء وان حَاولوا تلميع أنفسهم - ولتسليط مزيدا من الضوء فما من شكٍ أن الكل يعلم بأن الجيوش العربية التي كانت تهدد أمن واستقرار إسرائيل في المنطقة هي الجيش العراقي والسوري والمصري ، ونظراً لهذه الحقيقة التي تؤرق إسرائيل فقد دأبت في التآمر على العراق والجيش العراقي أيام صدام حسين وعبر البرادعي الذي يتولى منصب نائب الرئيس المصري الحالي – الانقلابي من وجهة نظري -وتم تفتيت الجيش العراقي وإضعافه بل والقضاء عليه ،

ومع بدء ثورات الربيع العربي استغلت إسرائيل وحلفائها الغربيين وأذنابها العرب هذه الفرصة من أجل تنفيذ بقية مخططها فأصدرت أوامرها إلى أذنابها من العرب للعمل على تحويل ثورة الشعب السوري السلمية إلى حرب أهلية مسلحة أكلت وتأكل الأخضر واليابس وأولها الجيش السوري وعمدت دول عربية وغربية إلى إطالة أمد الحرب في سوريا بعدة طرق - لا يتسع المقال لذكرها - حتى يُضعف الجيش السوري وكذا يُضعف الثوار وتصبح سوريا بعد ذلك منشغلة في بناء بنيتها التحتية -التي دمرتها الحرب الطاحنة - لمدة لا تقل عن مائة عام قادم ، وبهذا تخلصت إسرائيل من الجيش العراقي والسوري ولم يبقَ ما يهدد تواجدها إلا الجيش المصري ، ولهذا كان لزاماً على إسرائيل أن تجند كل حلفائها وأذنابها وعملائها لتفكيك أخر الجيوش المُهددة لتواجدها في المنطقة العربية وهو الجيش المصري ، وقد كانت إسرائيل مطمئنة من جهة مصر بسبب وجود مبارك حاكماً لمصر وبعد أن سقط حكم حليفهم الاستراتيجي – مبارك - بقيام ثورة 25 يناير ، كانت إسرائيل تمني النفس أن يفوز احمد شفيق بانتخابات الرئاسة ، وعندما فاز الدكتور / محمد مرسي ذهبت أحلام إسرائيل أدراج الرياح ، فما إن اقسم مرسي اليمين الدستورية حتى بدأت إسرائيل التخطيط لإزالة حكم مرسي من مصر وما يحدث الآن في مصر إنما هو تنفيذ للمخطط الصهيوني ولكن بأيدي مصرية وأموال عربية ،وسأكون أكثر واقعية في الطرح وسأستند إلى الحقائق الواضحة والجلية والتي يمكن أن يتنبه لها أي شخص عاقل وأول حقيقة أن السيسي خطط للانقلاب على قائده ورئيسه منذ وقت طويل وان كلامه عن الانحياز لمطالب الشعب إنما هو محض كذب وسأورد لكم بعض الأدلة على صحة كلامي وهي :

-ما أورده موقع ويكليكس أن مجموعات وعصابات البلاك بلوك تم تأسيسها على أيدي ضباط في الشرطة المصرية وقيادات مسيحية وبعلم السيسي . (يمكنكم الرجوع لموقع ويكليكس )

-ما أوردتها منذ فترة وكالة الاسوشيتد الأمريكية من أن حركة تمرد إنما هي صناعة ضباط في الجيش المصري وقد التقى السيسي ببعض قياداتها ، وطلب من رجال أعمال ليبراليين بدعم الحركة ، وطالبهم القيام بحملة توقيعات من الشعب المصري تطالب باستقالة مرسي وكذا تطالب بتدخل الجيش والوقوف مع مطالب الشعب .

-في شهري ابريل ومايو 2013م التقى ضباط من الجيش بقادة الحرس الجمهوري المسئول عن حماية الرئيس مرسي بتكليف من السيسي .

-الظهور الباهت للسيسي أثناء خطاب مرسي بمناسبة مرور عام على حكمه أي قبل أسبوع فقط من إعلانه عزل مرسي عن الرئاسة ، حيث علت ابتسامة مهذبة وجه السيسي، الذي كان جالساً في الصف الأمامي، مستمعا للرئيس محمد مرسي وهو يتحدث لساعتين ونصف الساعة عن إنجازات العام الأول من رئاسته وأي إنسان يمكنه أن يلاحظ السيسي وهو يصفق برفق عندما تعالى في القاعة صراخ التأييد وكأن لسان حاله يقول قل ما تشاء فلم يبقَ من حكمك ألا أسبوع، وما كان ظهوره بجوار الرئيس مرسي إلا إشارة طمأنة محسوبة من جنرال يخطط لعزل قائده ، ويمكن لأي شخص أن يرجع لكلمة الرئيس مرسي التي ألقاها بمناسبة مرور عام من حكمه ويلحظ ما ذكرته من ملاحظات على السيسي

-ما قالته د.منى مكرم عضو مجلس الشورى السابق في اتصال هاتفي للجزيرة مباشر مصر حين قالت أنها دُعيت لاجتماع عاجل في منزل المهندس حسب الله الكفراوي إضافة إلى 12 شخصية عامة، وطلب منها المهندس حسب الله الكفرواي كتابة بيان للأمة حول المخاطر الجسيمة التي تواجه مصر، وأضافت أن البيان الذي طُلب منا كان يهدف لحصول نقل سلمي للسلطة وتفعيل بيان الفريق السيسي. وأضافت أنه وقع على البيان مجموعة من الشخصيات العامة مثل الكفرواي وجابر نصار والمهندس محمد جنيدي وسعد هجرس ويحيى الجمل وحسن شعبان ود. إبراهيم فوزي . وأشارت إلى أن اجتماع المثقفين لصياغة البيان كان صباح 30 يونيو، وأُرسل للفريق السيسي قبل خروج مظاهرات 30 يونيو وهذا يدحض ما يقوله السيسي انه انحاز لإرادة الشعب فكيف يكون ذلك وهو قد انجاز قبل خروج التظاهرات ، بمعنى آخر أن السيسي كان يجهز للانقلاب منذ وقت طويل ، ولكي تتيقن عزيزي القارئ مما ذكرت اسأل نفسك لماذا تم تجهيز طائرات هليوكوبتر لتصوير مظاهرات التحرير قبل أن تخرج أصلا ولم تقم بتصوير مظاهرات رابعة العدوية والنهضة ؟ ألا يعني هذا أن السيسي هو الطباخ لكل ما حدث وما خروج وحدات من الجيش وقوات من الأمن والشرطة بزي مدني وعسكري في التحرير إلا دليلاً على ما نقول

 

-أصدر السيسي بيانا يقول فيه إن الجيش سيتدخل ليمنع أي عنف في التظاهرات، وقد قرأه كل المحللين السياسيين أنه بيان تهديد للرئيس مرسي ومؤيديه واستدعى مرسي السيسي ليشرح بيانه، فأكد له الفريق أن البيان “وُضع لتهدئة خواطر الناس”. ومنح السيسي الطرفين أسبوعاً ليحلوا خلافاتهم، وانتهت المهلة في تاريخ 30 يونيو يوم المظاهرة التي عصفت بحكم مرسي ،ثم بعد ذلك اصدر السيسي إنذارا صريحا للرئيس مرسي بأن أمهله 48 ساعة لإيجاد حل سياسي مع خصومه أو سيتدخل الجيش وفي نفس الوقت أوعز السيسي لمعارضته بان ترفض اي حل سياسي قد يطرحه مرسي عليهم لكي يصل الى ما يريد وكان له ما أراد وبعد انتهاء المهلة تم إعلان البيان الشهير للسيسي في 3-7-2013م والذي ذكرنا فحواه في بداية المقال ...... انتهى الجزء الأول من المقال وسوف يتم نشر الجزء الثاني لاحقاً