نومًا هانئًا
بقلم/ مروان الخالد
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 3 أيام
السبت 22 يونيو-حزيران 2013 05:23 م

مرت عدة سنوات منذ آخر مرة نمت فيها نومًا هانئًا رغم أني لست حاكمًا، ولم أقتل أحدًا بعد..ولم أسرق أموال الشعب.. ولا أثرت فتنة طائفية، ولا مناطقية بعد..

وأعرف مسؤولًا كبيرًا محملًا بالفساد من رأسه حتى أخمص قدميه.. وعليه رقاب كثيرة.. كما يقول عنه خصومه..

ورقاب قليلة.. كما يقول هو عن نفسه.. جمعتني بهذه الشخصية سفرة مشتركة قبل عدة سنوات،وسكنّا نفس الطابق في أحد الفنادق..وسهرنا في جناحه لأني لم استطع النوم..ثم وجدته أثناء حديثنا يسألني ألا تشعر بالنوم..(يبدو أنه استثقل ضيافتي في جناحه حتى الثالثة صباحًا)..

فأجبته لا.. وأنت.. هل أتاك النوم.. قال لي:أنا لا مشكلة لديّ.. عندما أضع رأسي في المخدة أنام فورًا!!

سألته بإستنكاااار :فوراً

قال: فوررراا

قلت له: إنني أتعارك مع المخدة والسرير والكتب واللاب توب ساعات حتى أتمكن من النوم (المتقطع أصلًا).

قال لي: (أخي مروان نصيحتي لك صفِّ قلبك، وسامح كل الناس قبل أن تنام.. حتنام وعينك قريرة هانئة)..

وبطبيعتي الرافضة لتفويت العبارات الصادمة!!

قلت له:

عفواً.. كيف تنام وأنت قد سامحت كل الناس، ومافيش في قلبك ضغينة لأحد!!.

يا صاحبي: أنت متهم بقتل أناس وبنهب أملاك الناس.. يعني أنت من يفترض تطلب السماح..

ولو أنا مكانك ما أرقد عشر سنين..

نظر لي شزرًا وقال: أنت مصدق هذا الكلام؟.

قلت له: "موش قوي (طبعاً وأنا أتذكر أن إحنا حنرجع صنعاء واحتمال يفهمني غلط، ويضيفني لقائمة القتلى القلائل)،

المهم أكد لي وأقسم الأيمان أنه لم يقتل أحدًا ظلمًا أبدًا!!

ولا نهب أرضًا عليها بصيرة معمدة..أبدًا..ابدًا

وأنه أقل من أخذ مالًا من الدولة من كل أقرانه..!!

طبعاً.. صدقته.. خصوصًا بعد ان وضع رأسه على المخدة ونام بسرعة مدهشة أمام عينيّ المؤرقتين!!!

من يومها وأنا متأكد أن الجريمة والفساد لا علاقة لهما بالنوم الهنيء..وأن قلبي الأسود، وتاريخي الملطخ بالغباء هما السبب في عدم قدرتي على النوم،حتى الآن..!!

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الفضول … شاعر الخلود الوطني
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
سوريا: علمانية بمواصفات ذقن حليق
د. محمد جميح
كتابات
سليمان الحماطييا معشر تجار البلدة..
سليمان الحماطي
د.احمد عبدالله القاضيعندما يفسد القضاء
د.احمد عبدالله القاضي
مشاهدة المزيد