آخر الاخبار

رواية الحوثيين حول سبب احتجازهم 4 طائرات لليمنية والاجراءات التي ستتخذ بحق الشركة في صنعاء مباحثات مع الإتحاد الأوروبي بشأن اليمن الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة

ليت الغربان حكمت اليمن
بقلم/ الشيخ / مهيوب سعيد مدهش
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 28 يوماً
الجمعة 28 ديسمبر-كانون الأول 2012 06:26 م

الظلم محرم في جميع الشرائع السماوية والقوانين الأرضية ففي الحديث القدسي عند مسلم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ... الحديث ) والمقصود بالظلم هنا ظلم العبد لغيره كما جاء في الصحيح أيضاً بأنه صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع في كل من عرفات ومنى فقال : ( إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ثم قال : اسمعوا مني تعيشوا ألا لا تظالموا ، إنه لا يحل مال امرئٍ مسلم إلا عن طيب نفس منه ) وفي الصحيحين ( إن الظلم ظلمات يوم القيامة ) وفيهما أيضاً ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) وفي البخاري ( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منها فإنه ليس ثَم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه .)

أعظم الظلم وأقبحه الظلم السياسي فإنه يطال كل شيء في البلد ، يطال البشر أرضهم وأعراضهم وأموالهم ودمائهم وأحوالهم الخاصة والعامة ، فيكبت الحريات ويستأثر هو ومن معه بالأقوات فينهب الثروات ويتغول على حقوق أفراد الشعب أينما كانت وكيفما كانت ، ويجمع حوله أرذال الناس ورويبضاتهم والمفسدين في الأرض فيبيح لنفسه ولهؤلاء ما حرم الله عليهم من الرشوة والغش ويفتح البلد على المخدرات ويشجع كل ما يضر البلاد والعباد فينتشر الفساد في المرافق التعليمية والصحية والاقتصادية والسياسية ويضطرب أمن الناس فيكثر القتل والسرقات والتحايل على صادرات البلد من الثروات ووارداتها من حاجيةِ الناس فترتفع الأسعار ويشمل الغلاء كل شيء من حاجيات المواطنين حتى مما يصنع محلياً وأخص هنا اليمن كل اليمن – ربما الحال أفضل بكثير عند باقي الدول العربية – فأول حكام اليمن كانوا بيت حميد الدين في الشمال والسلاطين في الجنوب ، حكموا تحت غطاء الدين والوطنية ، وأين هم من الدين والوطنية ؟ بل هم براء منها , ثم جاء حكام وصفوا أنفسهم بالثوريين ، نعم لقد ثاروا على كل ما هو صالح وطيب ينفع البلاد ، وأتوا من المظالم مالم تأت به الأوائل وآخر المراحل جاءت الحرية في الجنوب كما زعموا والديمقراطية في الشمال وعْممت ديمقراطية الشمال على الجنوب وعانى اليمنيون من هذا الدجل والكذب والزور والبهتان ما عانوا فلم يروا لا الحرية ولا الديمقراطية وإنما رأوا جرائم الحكام وسلطاتهم القمعية والكبت والحرمان ، الأمر الذي جعل اليمنيين يفضلون المهجر على ما فيه ، على العيش في بلادهم .

حاول حكام اليمن شمالاً وجنوباً أن يلبسوا أثواب الزور والبهتان من حرية وديمقراطية وانتخابات لكن في النهاية عراهم الله تعالى بفضله وكرمه وكملت أرصدتهم من الكذب والزور والبهتان وافتضحوا أمام شعوب الجزيرة ولولا المبادرة الخليجية التي كانت بمثابة الأثواب التي سترت عوراتهم ، لتشلحوا أمام الملأ وقد كان ذلك ، وستشيعهم اللعنات إلى مثواهم الأخير وسيبقى نتنهم في البلد فترة ، لكن الأمل في الله عظيم أن يطهر اليمن من فسادهم بيقظة أبناء اليمن الأبطال إن شاء الله .

ألم يعلم حكام اليمن أن امرأة دخلت النار في هره ، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض .. فكيف بحبس الملايين داخل سجن اسمه اليمن ، ليت الغربان حكمت اليمن بدلهم ولو مرت بنا على جيف الكلاب لكانت أهون منهم ، وليت البوم حكمت اليمن بدلهم ولو دلتنا على المأوى الخراب ربما كانت أحسن من حكام اليمن .. فهل سيعود اليمن إلى صناعة الأصنام من الحكام من جديد ؟ ما أظن ذلك ، لأننا في ظل انتفاضة الشباب المباركة .. نحن نريد اليمن يكون أكبر من الحكام ، لا أن يكون أصغر من هؤلاء. إن الوالي الذي يغش الرعية ولا يحيطهم بعنايته لا يذوق رائحة الجنة ، ولقد سقطت غالبية الإعلاميين في الحمأة الآسنة ، فقدست الأصنام ليصل إليها فتات موائدهم ، إلا قليلاً عصمهم الله من الهاوية التي هوى فيها غيرهم .. وأين غابت القوى الحية في اليمن ؟ لا أدري ، وأرجو ممن يدري أن يرشدني .

وقبل الختام أود أن أسوق للقارئ بعض الحكم والأمثال العربية لعلها تذكره أن الظلم مقيت أيـَا كان ، ومنها :

ظَلَمْ من استرعى الذئب الغنم ، ما عدل والٍ اتجر في رعيته ، شر الرعاء الحطمة ، أشد الناس عذابا يوم القيامة أشدهم عذابا للناس ، إذا جارت الولاة قحطت السماء ، إذا رغب الوالي عن العدل رغبت الرعية عن الطاعة ، قال معاوية للأحنف : ما الزمان ؟ فرد الأحنف : أنت الزمان ، إن صلحت صلح الزمان وإن فسدت فسد الزمان ، أشقى الولاة من شقيت به رعيته .

لقد شقي اليمنيون بحكامهم كما شقيت تغلب قبل ذلك بقصيدة عمرو بن أم كلثوم ، فأرجوا أن يتبصر اليمنيون للمستقبل وأن يعملوا له ألف حساب .