الصين لم تعد الأكبر بعدد السكان في العالم
لماذا يهرب الشباب من الزواج في الصين بنسب مهولة؟
هل تنجح الرياض بعقد قمة بين موسكو وواشنطن... السعودية ترحب بعقد قمة بين ترامب وبوتين في المملكة
في وطن تطحنه الحرب ويسحقه الانهيار الاقتصادي .. الفريق القانوني يزف خبر الانتهاء من مراجعة مسودة القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي
العليمي يصل ألمانيا للمشاركة في مؤتمر الأمن الدولي
سفير السعودية في لندن: لن يسمح بشرب الكحول خلال كأس العالم 2034
بريطانيا تناقش مع عضو في المجلس الرئاسي تداعيات تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية
المبعوث الأممي يبلغ مجلس الأمن أن مليشيا الحوثي تحشد عسكريا من خمس محافظات يمنية ويعلن.. اليمن عند نقطة تحول حاسمة
أول رد من الرئيس أردوغان على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
الحزب الأشتراكي بتعز يُحيي ثورة 11 فبراير ويعلن ان الفاعل الرئيس في الثورة هو روحها المتدفقة في مختلف الميادين والشوارع
هاجم رجل دين إيراني السعودية، وقال: «إنها تبث الفرقة والخلاف بين المسلمين في العالم وتتعاون مع إسرائيل»، على حد زعمه. وقال آية الله ناصر مكارم شيرازي قوله، على هامش محاضرة دينية في إيران، إن السعودية أصبحت عنصراً لخلق ما سماه الخلافات والنزاعات في كل مكان، متهماً إياها بالتعاون مع إسرائيل، وعدم التضامن أو التعاطف مع المسلمين الشيعة.
وأضاف شيرازي أن آثار هذه «التصرفات السعودية» تلاحظ في کل مكان وزمان، واتهم الرياض بدعم عناصر القاعدة والبعثيين الذين وصفهم بأنهم «لا يؤمنون بالله ورسوله»، لكي يقتلوا المسلمين الشيعة في العراق، على حد تعبيره.
وتابع بأن اليمن كذلك يشهد تعاوناً وثيقاً بين «الوهابيين» و«حكومة صنعاء» بهدف قتل المسلمين الشيعة الزيديين بالقنابل الفوسفورية، وأضاف ان «مجازر أخرى ترتكب بحق المسلمين في باكستان وأفغانستان».
هذا خبر نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (أرنا)، من دون أن تراجع محتواه أو تعيد النظر في الاتهامات التي جاءت على لسان شيرازي، الذي خلط الحابل بالنابل وراح يهرف بما لا يعرف. ألم يسأل شيرازي نفسه ما الذي يجمع بين القاعدة والبعثيين؟ كما أنه لم يسأل عن العلاقة بين السعودية وكل من القاعدة والبعث وتاريخهما المشوب بالتوتر؟ هذا إضافة إلى أن معلومات شيرازي العسكرية يبدو انها ضعيفة جداً، إذ ذكر أن السعودية واليمن ضربتا الحوثيين بالقنابل الفوسفورية متجاهلاً أن الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك مثل هذا السلاح هي إسرائيل،الحليفة الوفية لإيران قبل أن تؤسس الدولة الإيرانية الحديثة بأكثر من 15 قرناً.
مسؤولو شيرازي في الحكومة يعرفون هذه الحقائق منذ أن زودت إسرائيل حلفائها في الجمهورية الإسلامية بالمواد والأسلحة اللازمة لإبادة الشعب الكردي في حلبجة، وشيرازي ذاته يدرك أن بلاده زودت الحوثيين بالمال والسلاح وما زالت. شيرازي الذي اتهم الرياض بأنها تدعم القاعدة والبعثيين (الكفار) تجاهل الحقائق على أرض الواقع، وهي حقائق ليس لعاقل أن ينكرها، ولي أن أسأل شيرازي، أين يقيم أعضاء القاعدة الكبار بعد سقوط حكومة طالبان على أيدي القوات الأميركية وبمساعدة إيرانية؟
أليست طهران هي من يأوي سيف العدل مكاوي وسليمان أبو غيث وأحد أبناء أسامة بن لادن وشقيق محمد المقدسي؟ هذا إضافة إلى أن هناك معلومات عن وجود أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في إحدى المزارع المملوكة لزعيم أفغاني والكائنة في ضواحي شرق طهران؟ ناهيك عن كونها (طهران) منحت «أبو مصعب الزرقاوي» جوازي سفر إيرانيين، الأول: صادر من طهران، والثاني: من إحدى البعثات الديبلوماسية الإيرانية في المنطقة، وذلك قبل أن تقدمه(الزرقاوي) هدية للأميركيين في العراق عبر سيدة تعمل في الحرس الثوري الإيراني، حيث قتل في قرية هبهب في حزيران (يونيو) 2006.
ليس الأمر غريباً على رجل دين رضع التأليف القبيح وتلفيق الاتهامات من ثدي الحكومة التي اشترت له العمامة بعدما كان أجداده في عهد الشاه رضا بهلوي يعملون على تسويق منتجات مصانع السجائر الأميركية والانكليزية في أصفهان ومشهد وقم، لكن الغريب هذا التناغم في الاتهامات بين شيرازي وبعض مسؤولي حكومة المنطقة الخضراء في بغداد، إذ سبق للنائب العراقي سامي العسكري أن اتهم الرياض بدعم القاعدة والبعثيين (تحديداً) على خلفية الانفجارات التي وقعت في بغداد قبل أسبوعين واستهدفت وزارتي الخارجية والمالية.
إن اتهام شيرازي السعودية بشق الصف الإسلامي والتعاون مع إسرائيل، ينطبق عليه المثل العربي الشهير: «رمتني بدائها وانسلت». إذ إن شيرازي ذاته يدرك أن السعودية لم تتعامل مع إسرائيل، كما تعاملت إيران منذ ما قبل الميلاد وإلى حكومة نجاد، ولعل آخرها اللقاء «المرتب» الذي جمع بين وزير العلوم الإيراني محمد مهدي زاهدي مع نظيره الإسرائيلي في أحد المؤتمرات عام 2008، واحتفظ بالصورة التي تجمع بين الوزيرين.