آخر الاخبار

قبائل لقموش بـ شبوة تحدد مهلة زمنية للكشف عن مصير أبنائها المخفيين منذ سنوات في عدن قيادي حوثي ينهي حياة مواطن رمياً بالرصاص والقبائل تنفذ هجوماً واسعاً على مواقع المليشيات رداً على الجريمة سلطنة عمان تكشف عن إجمالي أصولها السيادية .. تعرف على ثروة السلطنة المليارية وكالة الاستخبارات الأميركية توثق شيخوخة السكان حول العالم وتحدد سكان الدول الأكثر تراجعاً واليمن تتصدر ضمن اعلى الدول نموا في السكان منظمة دولية تكشف ما أخفته المليشيا الحوثية حول الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة.. تفاصيل الكوارث المدمرة على اليمنيين خبراء بارزون يكشف حقيقة أحدث علاج لجدري القرود.. تفاصيل عن كل ما تريد معرفته عنه... منظمة الصحة العالمية تكشف التفاصيل المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر يحذر 15 محافظة يمنية من الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة.. وانهيار الحصون الطينية والانهيارات الصخرية وزاره الدفاع تحذّر من أي محاولات لإنشاء معسكرات أو جماعات مسلحة خارجة عن القانون وزارة الأوقاف اليمنية تجري مباحثات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة عدن أمن أبين توضح ملابسات مقتل قائد الحزام الأمني في المحفد وماذا حدث؟

الجنود المنسيون
بقلم/ دكتور/ندى الحربي
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 26 يوماً
الثلاثاء 23 يونيو-حزيران 2020 06:42 م

كان الهدوء والصمت سيدا المشهد، العديد من الأسِرة مكتظة بالمرضى، لاحوارات ولا أحاديث تقطعُ ذاكَ الصمتُ الموحش، حتى الآهات لا مجالَ لسماعِها، فقط أُنبوبةَ الأكسجين هي المتحدثُ الوحيد والناطق الرسمي أما أعين الكادر الصحي المرابط فكانت المراقب الوحيد للمشهد وإيمائة واحدة تكن هي التأكيد لنهاية قصة حياة أحدهم!! 

 

على الجهة المقابلة غرفة صغيرة تدعى غرفة الحياة أوالموت، إن عاشَ أو مات! حتى تسميتها مخيفة!

لايعلم أحدٌ من القادم الجديد إليها ففي الخارج الكثير من المرضى ينتظرون دورهم في الوصول إلى تلك الأنبوبة التي تمدهم ببصيص أمل في حياةٍ ولو كانت حياة عبر تنفسٍ إصطناعي! لكن لم يكن الأمر بسهولة، الأعداد في تزايد والأجهزة في شحة، كادرٌ منهكٌ جسدياً ونفسياً، وقرارٌ صعب بمن يكن التالي!

 

ياإلهي.. لقد هجم السائح المستجد فجأةً على بقعةٍ سيئة في هذه الأرض، قد دار وزار شتى البقاع وغالب البلدان وأدى ماعليه تأديته وأنهك مايمكن إنهاكه، تصدى له الجميع وأرتعب منه الكثرة وتجاهله آخرون وكذب وجوده البعض، لايهمه شيء هو ماضٍ في دربه، غير أنّ خُطاهُ حطت بهِ هذه المرة في بلدٍ كئيبٍ للزائرين!

راح يجوب مدن هذا البلد ويفكر بمن يبدأ بالفتك! أرضٌ جميلة مدمرة،خدماتٌ معدمة، مرافق صحية محطمة، وجهته النظام الصحي زاره فوجد أكثر من نصفه خارج نطاق الخدمة أساساً، أدرك أنه أتى لبلدٍ منهكٍ مدمرٍ لم يكن تنقص زيارته ليقضي على ماتبقى منه، لكن لاسبيل للتراجع هو ماض في خط سيره..

لم يقم أحد بالوقوف أمام شراسته سواهم، المصطفون من الأطباء والصحيين، أدركوا شدة خطورته وشراسته ورغبته الشديدة بالفتك بمن يقابله، لكن إيمانهم الشديد بسمو عملهم جعلهم يجابهونه بلا حماية، بلا إعداد، بلا تجهيز، هم عُزلٌ وهو شرس، كانوا يؤثرون شعبهم، مرضاهم، جيرانهم، أصدقائهم على أنفسهم، لم يتأخروا ولم يتقاعسوا عن واجبهم، أقرانهم في بقاع الأرض المختلفة يتم تكريمهم، تدريبهم، تعويضهم إلا هم #الكادر_الصحي_اليمني كان وحده وحيداً أعزلاً في معركته لأجل من يقف خلفه، تساقط الكبار والهامات والقامات منهم، خسر الوطن البائس كوادره، وفقدت عوائلهم عائليهم، بكى الولد أبيه وانتحبت الفتاة أمها وأُغلقت الصفحة، لم يعرفهم أحد ولم يدعمهم أحد.. 

أفنمضي خُرسٌ بكمٌ عنهم، عن بسالتهم وشجاعتهم، أما آن الآوان لتخليد ذكرهم وتكريم ذوييهم وحماية المتبقين منهم!

أما آن الآوان لسن قوانين تدعمهم، وتشريعاتٌ تحميهم، ودعمٌ لأقرانهم وتدريبٌ وتأهيل.. 

**

لاتنسوا من وقف أعزلاً ليحميك، وفقد أنفاسه لتتنفس، لاتنساه ولا تؤذيه بلسانك

رحم الله شهداء القطاع الصحي اليمني المنسيين.