هل تخلت ايران عن أذرعها في لبنان وسوريا واليمن ضمن صفقة مع الغرب لتحقيق مكاسب في الملف النووي والعقوبات ؟ كبرى المنظمات الدولية والأممية تصدر بياناً مشتركاً رداً على اختطاف الحوثيين للموظفين الأمميين توجيهات عسكرية عليا لعمليات القوات المسلحة صنعاء.. جريمة قتل جديدة تطال مواطناً من آل "الحنق" وقبائل أرحب تعلن النفير القبلي تقرير حديث يفضح لصوص المسيرة:مليشيا الحوثي نهبت ثلاثة أرباع المساعدات الإنسانية خلال سنوات الحرب الجيش السوداني يحقق تقدمًا عسكريًا واسعا بجنوب ووسط الخرطوم و«بحري» وسلاح المدرعات توسع انتشارها الوحدات الأمنية بمأرب تنفذ مسيرا راجلا لمسافة 40 كم مباحثات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي الريال اليمني يواصل الإنهيار أمام العملات الأجنبية- تعرف على أسعار الصرف جامعة اقليم سبأ تحتفي بتخرج الدفعة الخامسة من طلاب الشريعة والقانون
جريمة تمزيق المصحف الشريف لاشك من أعظم أسباب سخط الله على الأمة، وسبب لتمزيق الملك والدول والحضارات وإبادتها. والشيخ الزنداني وهو الرجل القادم إلى اليمن من بلاد الخليج وأفغانستان، مطلع التسعينيات لم يكن يغضب لشيءٍ كما كان يغضب لمثل هذه الجريمة، وبحكم معايشتي لحقبة التسعينيات ومتابعتي لأنشطة الشيخ الزنداني آنذاك أود أن أسجل بعض مواقفه للتاريخ ثم للأمة ثم للأتباع والمريدين وبعضها كنت أحد أطرافها والمفاجأة كانت إحدى الحادثات في جامعة الإيمان التي كان يرأسها الشيخ الزنداني: في مطلع التسعينيات وفي مدينة من مدن الحديدة شاع وذاع أن بعض المصاحف رميت في الحمامات - أكرمكم الله- وضجت اليمن لهذه الجريمة النكراء، سيما مع المدّ الاشتراكي المعادي للدين، آنذاك، وظني أنّ الجريمة لم تقع في تلك المدينة الصغيرة البدوية بفعل سياسي أو فكري معادي، و إنما ربما وقعت من بعض الصغار أو المعتوهين، أقدم على هذه الجريمة، أو وقعت الجريمة من بعض القادمين من خارج المدينة، ووقف الجميع مستنكرًا ولم يستطع أنْ يحرك ساكنًا لا على المستوى الرسمي ولا على المستوى الشعبي.
فجأة سمعنا عن زيارة للشيخ الزنداني والمهندس عبدالله صعتر، لهذه المدينة البائسة، كان موكبًا مهيبًا جدا وكأن اليمن حضرت من أقصاها إلى اقصاها، وافتتح الشيخ الزنداني دارًا للقرآن الكريم ومدرسة للتحفيظ، في هذه المدينة، وغادر الموكب المدينة، وكانت عدد السيارات حوالي ٥٠٠ سيارة تقريبا أو تزيد، أولها في مدينة الحديدة وآخرها في هذه المدينة، وكان الاحتفال في رمضان، في حر الشمس، وانتصرت اليمن للقرآن العظيم، وظل الشيخ الزنداني يتابع هذه الدار القرآنية بالرعاية والدعم إلى عهد قريب.
أما الموقف الآخر فقد كنت مديرًا لمدرسة التحفيظ في سكن جامعة الإيمان، وفجأةً تم استدعائي وأحد الزملاء، ولم نعلم لماذا؟، ولم نعلم إلا ونحن بين يدي الشيخ الزنداني، والرجل يكاد يتميز من الغيظ وينظر إليّ نظرات من يريد أن يقاتلني، وعلمنا منه أن سبب استدعائنا هو حادثة تمزيق مصحف في المدرسة، فأخبرت الشيخ أنني لم أعلم بالحادثة إلا منه، وللتو، فقال لي مخاطبًا أنا أعلم أنها ستلُف وستأتي إليكَ، وبالطبع كان الشيخ لديه خصومه شديدة معي بفعل بعض الأقران، وغياب الحكمة وإن كان الإيمان ربما حاضراً، فيما أحسب، وشعرتُ بضيقٍ شديد، وأنّ الأرض تكاد تبتلعني، فالشيخ ولغة جسده ويده المباركة تتحرك ويقلبها في حركات لا تبشر بخير، ثم تحدث زميلي وكان شجاعًا وصريحًا وذكر أنّ خلافًا وقع بين ابنه وآخر فتضاربا وقطّع أحدهما مصحف الآخر، أو أثناء المنازعة تقطعت بعض الصفحات الشريفة، وقدّم زميلي اعتذاراته الشديدة وأنها لن تتكرر إن شاءالله. ومنحنا الشيخ بعد ذلك درسًا في تعظيم المصحف الشريف خاصة وأن الجامعة إسلامية والأمة تؤمل فيها كل خير، ويحيط بها الأعداء والخصوم من كل جانب.
وغادرنا المجلس بسلام. وكنا نحْذر أن نجد قصاصات ورقةٍ من المصحف الشريف، ثم مباشرةً قامت الجامعة بتوفير سلال في أروقة الجامعة للورق الشريف، حتى لا يُرمى، إلى درجة أنه كانت تخرج حملات طلابية لجمع الأوراق الشريفة من شوارع الجامعة، خشية امتهان كلام الله، ولو دون قصد، فنتعرض لغضب الله ومقته وسخطه. ومن يومها والشيخ يضعني في قائمته السوداء، ربما لعوامل الأقران، الأشرار والأمنيين، وربما لاختلاف في بعض وجهات النظر، سيما في بعض الفترات الفكرية العصيبة، مع الفارق بالطبع بين الإمام والتلميذ، والله المستعان.