باب الحارة احتيال ونصب على المشاهد العربي
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 3 أشهر و 19 يوماً
الإثنين 07 سبتمبر-أيلول 2009 05:12 ص

عشر سجائر دخنها المصري خلال أحدث حواراته الصحفية ، ترجمت مدى توتره وإنزعاجه من قرار استبعاده من "باب الحارة"، ومعبراً في الوقت ذاته عن سعادته بأن خروجه جاء في أوج نجاح المسلسل.

المصري ظهر أكثر ثباتاً وإتزاناً وثقة في النفس وهو يتحدث عن قرار استعباده ومشاركته في الجزء الثاني من "بيت جدي"، و عن علاقته بالمخرج بسام الملا الذي وصفه المصري "بالغطرسة و الغرور و الضعف "

في بداية اللقاء و بعد السؤال عن حيثيات خروجه من "باب الحارة قال المصري : "أعتقد أن الحديث عن هذا الموضوع انتهى، وأصبحنا في مرحلة جديدة حاليا ، ولا أحب الحديث في ما مضى، ولدي مقياس وترمومتر داخلي، وأشار هذا الترمومتر بناء على خلفيتي الثقافية والأكاديمية إلى أن هذا المسلسل يجب أن نحتفظ به في ذاكرة الناس بصورة جميلة، فتركت العمل ، ولست ضد تعدد الأجزاء للعمل الواحد بدليل أنني مثلت الجزء الثاني من "بيت جدي"، لكن القضاء التدريجي على أبطال المسلسل أفقده محتواه الدرامي، وعندما قضى المخرج على أقطاب المسلسل الحقيقيين من شخصيات كبيرة وصغيرة أطلق رصاصة الرحمة على المسلسل .

و أضاف "حقيقة أنا سعيد جدا بقرار الانسحاب من هذا العمل لأنني تركته في أوج نجاحه، ولا يستطيع أحد أن يلغي جماعية العمل الفني، فالمخرج في الفترة الأخيرة أراد أن ينفرد بنجاح المسلسل وهذا واضح جدا في كل تصريحاته المسموعة، وأشار إلى اعتزازه باستبعاد أبو غالب وأبو عصام وأبو بدر وكثير من الشخصيات ، فهو من قضى على أجزاء هذا المسلسل ولن يستطيع أن يقضي على الجزئين الأولين اللذين أرى أنهما "باب الحارة".

و تابع المصري "أنا سعيد جدا بانسحابي من المسلسل بعد مشاهدة الحلقات الأولى من الجزء الحالي وأقول إن ما يعرض حاليا ليس هو باب الحارة، فهذا مسلسل آخر كان من المفترض أن يغير اسمه وأغنية بدايته، لأنه لم يعد هناك أي من ملامح المسلسل الذي أصبح حربيا، ولم تعد الحياة الاجتماعية التي أحبها الناس موجودة.

فعندما أحب المشاهدون المسلسل كان خط المقاومة بسيطاً والحياة الاجتماعية هي الأصل ، فهناك عمليات احتيال ونصب من المخرج على المشاهد العربي، وعملية النصب في البحث عن العميد أبو شهاب، ومن يقرأ المجلات والصحف، ويتابع الإعلام يعرف أنني غير موجود في هذا المسلسل، فلا زلت أنا بطل هذا المسلسل لكثرة الحديث عن شخصية العقيد أبو شهاب من قبل الممثلين ، وعلى ما يبدو أصبح الخط الدرامي المشوق الوحيد في العمل هو البحث عن هذه الشخصية.

وبالعودة إلى الجزء الثالث ، فعندما قتل المخرج أبو عصام طلب مني أن أبكي عليه في المشهد الأول، قلت له لا أستطيع البكاء على شخصية أعرف أنك أنت قتلتها وليس السياق الدرامي، والحفرة نفسها وقع فيها في الجزء الرابع، محاولا الضحك على المشاهد العربي بأن العكيد سيعود لكني أقول لكل المشاهدين إنني لن أعود".

و رداً على السؤال القائل بأن الملا سيطر على النمط الشعبي قال المصري : "لم يتفرد أحد بالشعبي، ومخرج "باب الحارة" قدم العديد من الأعمال الشامية التي لم يشاهدها سوى المشاهد السوري. لماذا أخذ "باب الحارة" كل هذه الشهرة؟ بسبب النجوم الذين شاركوا فيه، والكاتب الذي كتب "حدوتة" جميلة وأحداث مشوقة، والمعروف أن بسام الملا من أفضل مخرجي البيئة الشامية، لكنه ليس من أفضل مخرجي الدراما السورية ".

"ترتيب الملا بين المخرجين السوريين متدن جدا ولا يقارن بنجدت أنزور وحاتم علي وهيثم حقي ومخرجين شباب مثل مثنى الصبح.. لا يمكن مقارنته بهؤلاء لأن أدواته الإخراجية ضعيفة".

أما عن مشاركته بمسلسل "بيت جدي" قال المصري:"أنا لا أؤمن بمبدأ ردة الفعل، وهذا غير موجود في حياتي الفنية ، الجزء الثاني من بيت جدي واقعي غير مثالي، يحكي حكاية جميلة من حكايا دمشق الكثيرة. هناك شخصيات من لحم ودم تخطئ وتصيب، وليست مثالية التي يحاول أن ينظف بسام الملا شخصياتها كما هو في باب الحارة. هذه الشخصيات لها أكثر من جانب ، لذلك عندما قرأت النص جذبني، وأحسست أن شخصية "أبو حجاز" مكتوبة بشكل جميل، فدخلت التجربة، وأنا معجب جدا بالعمل وإضاءته وإخراجه وكل تفاصيله وأداء الممثلين فيه".

و تابع المصري "لا أتوقع عودتي لباب الحارة رغم أنني أتلقى الكثير من الاتصالات التي تسأل عن إمكانية عودتي ، الناس يعتبرون أن المسلسل أصبح مسلسلا آخر، ولا يشبه أبدا ما أحبوه في باب الحارة".

و عن المقارنات الحاصلة بين المسلسلات في رمضان قال المصري : "لسنا في واقع مقارنة، هناك العديد من الأعمال السورية المتميزة، وكما ذكرت قبل ذلك فإن عملا ما قد يظلم بقية الأعمال ، هناك أعمال جميلة مثل الشام العدية ورجال الحسم وليلى مراد، وهناك أعمال كثيرة شامية ومصرية وخليجية ، كانت هناك أعمال شامية كثيرة مقررة هذا العام، وتعثر إنتاجها فأصبح هناك عملان فقط هما "الشام العدية" و "باب الحارة"، ومن هنا تنبع المقارنة بين العملين".

"شخصيتي في "باب الحارة" لا تشبه شخصيتي في "الشام العدية"، ولست ممن يكررون أعمالهم وأنفسهم. ذهبت إلى "الشام العدية" لأنني وجدت دورا جديدا أقدمه للمشاهد ، أعتقد أن الجمهور متعطش أيضا لقصص ودراما جديدة من نوع خاص ، وإذا كان العمل في "الشام العدية" مشابها لـ "باب الحارة" لما كان الممثلون أنفسهم متواجدين فيه، ومنهم صباح الجزائري، وفاء موصلي، بسام كوسا، صالح الحايك، علاء القاسم، أسامة حلال، وسليم كلاس وغيرهم.

و بالنهاية ختم المصري اللقاء بقوله : "كانت واضحة جداً رغبة مخرج باب الحارة في أن يتصدر صفحات الصحف، وأن يدخل باب الشهرة، لأنه للمرة الأولى في الجزء الرابع يضع اسمه مع نجوم العمل، حيث تبدأ الشارة باسم صباح الجزائري ووفاء موصللي ووائل شرف وميلاد يوسف وبعد ذلك يظهر اسم المخرج بسام الملا مع نجوم العمل، وعادة يكون اسمه في آخر العمل ، لذا بات واضحا أن استبعاد نجوم العمل محاولة منه للتفرد بالنجاح ، و ذكرت أكثر من مرة أن الملا يغار من نجاح النجوم ، ويريد أن يصبح نجماً ، لذلك أنصحه بالتمثيل في الجزء الخامس ".