أجهزة الأمن تضبط كميات كبيرة من مخازن الذخيرة في محاولة تهريبها جنوب اليمن
حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
يُقاتل الحكام العرب اليوم للحفاظ على الوضع القائم، فيما المجتمعات العربية تتطلع إلى إنجاز ثوراتها الخاصة لحاقاً بتونس ومصر. يُحاول معمر القذافي سحق تطلعات الشعب الليبي، مانحاً تطلعه الشخصي فترة صلاحية أخرى في الحكم. ورغم الاستخدام المفرط للقوة؛ إلا أن المعركة ما زالت مستمرة بين إرادة الشعب الليبي وإرادة رئيسه الكهل. إنه صراع إرادات. إرادة عامة شابة متطلعة لغد أفضل، وأخرى فردية عجوز تُراهن على إيقاف عجلة التطور الإنساني، وفرض وهنها على الناس.
توازياً مع صراع الإرادات القائم؛ هناك انقسام عربي واضح بين المجتمعات العربية والأنظمة البوليسية التي تحكمها. تخفق قلوب المجتمعات العربية ترقباً لانتصار ثوار ليبيا، فيما يُراقب الحكام العرب، بخوف، ما يجري على أمل أن ينجح القذافي في سحق إرادة شعبه. وتتجلى هزلية الوضع القائم في كون إرادة الحكام العرب لا تتحقق إلا عبر سحق إرادة المجتمعات العربية!
أحيت الثورة التونسية الآمال لدى العرب، لكن الثورة المصرية جعلتهم يؤمنون بإمكانية تحقيق تلك الآمال. والحاصل أن الثورة المصرية دفعتهم إلى المضي بشكل فعلي نحو تحقيق هذه الآمال.
على الدوام كان دور مصر حاسماً وكبيراً في المنطقة العربية، وفي بنية وعي مجتمعاتها. أبعد من عملية التأثير؛ أعادت ثورة يوليو 1952 تشكيل المنطقة العربية. والشاهد أنها تجاوزت عملية التأثير السياسي إلى إعادة بناء نسق ثقافي ومجتمعي في المنطقة ككل؛ إذ شهدت مرحلة الستينيات عملية ازدهار ملحوظة للفنون، والسينما، صاحبه انفتاح واضح، وتطور ملحوظ في تطلعات الناس وآمالهم.
ويمكن القول إن المنطقة العربية (باستثناء لبنان، والمغرب العربي) في حالتها الراهنة صيغت، اجتماعياً وسياسياً، وفقاً لنمط الوعي المصري المحمول على دعامة الدراما والسينما المصرية من جانب، وعلى البنية التقليدية السياسية الرسمية التي كانت متجسدة في نظام مبارك من جانب آخر. المعادلة الأخرى التي تحكمت، أيضاً، بصياغة الوعي العربي؛ تتمثل في النمط الوهابي المتشدد المحمول على دعامة المال النفطي.
ولعل أهمية ما جرى في مصر تكمن في أن المجتمع العربي، ككل، بدأ يتجه نحو التخلص من نمط البنية التقليدية السياسية، التي تحكمت بالحياة، وحكمت خيارات الناس، وصاغت نمط حياتهم اليومية ومفرداتها.
تأثراً بمركزية مصر، وظروف العالم الثالث؛ استنسخ الحكام العرب النظام السياسي المصري، الذي وصل إلى مرحلته النهائية في سلطة مبارك. لهذا أحدث سقوط نظام مبارك تداعيات ومخاوف عدة لدى نُظم الحكم العربية الأخرى، التي أصابها الفزع، وما زالت تنتظر رياح التغيير القادمة من "أم الدنيا".
في الستينيات؛ صدرت مصر ثوراتها إلى المنطقة العربية، على شاكلة أنظمة عسكرية تقليدية استنسخت حتى أهداف الثورة المصرية، وألوان العلم المصري، وتالياً استنسخت المناهج التعليمية، وكثيراً من القوانين، وبنية المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية. هل ما زالت مصر بهذه القوة من التأثير في المنطقة العربية؟ الأرجح أن الإجابة ستكون بنعم.
ما زالت المجتمعات العربية ترزح، منذ ستينيات القرن الماضي، تحت شرعية الثورات العسكرية، ويبدو أن الوقت قد حان كي تنتقل هذه المجتمعات إلى الشرعية الدستورية، شرعية القانون، والحقوق الاجتماعية، والحريات العامة، والمواطنة المتساوية.
لقد بدأت عجلة التغيير. غير أننا ما زلنا بحاجة إلى تغيير في بنية الوعي التي أرساها النمط الوهابي المتشدد.