حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
شرطة مأرب تقيم البرنامج التوجيهي الرمضاني لمنتسبيها في الوحدات الأمنية بالمحافظة
سيذكر التاريخ أن جائحة الحوثية هي أسوأ ما حدث لليمن ولليمنيين على مر عصور الإمامة المتعاقبة بتاريخها الأسود.
فرغم قيام سلسلة الأئمة بارتكاب المجازر والتهجير في حق اليمنيين إلا أن هذه الحقبة تبدو الأعنف والأوسع أثرا في نشر فكرهم وسلطانهم والأقوى تخطيطا من حيث التهجير القسري والنزوح الاضطراري .
فنزوح أكثر من ثلاثة مليون يمني من أماكن سكنهم لأخرى كما هو مصرح به لدى المنظمات يحدث بطريقة مدروسة ومنظمة وما غفلت عنه الإحصائيات أعظم .
ستعد مجازر الإمامة منذ وصول الهادي الرسي إلى اليمن والذي فرض سلطته على القبائل بمجازر الترهيب مرورا بالسفاح عبدالله بن حمزة ومجازره الأعنف ضد المطرفية ستعد نكتا سوداء أمام ما يفعله أحفادهم اليوم من تغيير ديمغرافي في اليمن .
فالحوثية تعمل بهدوء على مدار سنوات الحرب من أجل نشر الفكر الاثني عشري تحت ظل الترهيب والترغيب وخلق جيل مشوه بخرافات لا علاقة لليمنيين والدين بها
تتبع الحوثية سياسة التغيير الديموغرافي الطائفي المذهبي بطريقة لم تعد خافية على أحد .
يعملون جاهدين على تمزيق اليمن طائفيا بعد أن عاش هذا الشعب ردحا لا يعرف للطائفية بابا .
أولا بتضييق الخناق على الناس فيلجؤون للنزوح خوفا على حياتهم أو تجنبا للاصطدام بفكر الحوثية بخلاف نازحي المناطق المنكوبة بالقصف .
ينشرون فكرهم عبر وسائل مؤثرة ويقومون بتهجير قسري لكل من يرفض فكرهم الاثني عشري الضال والاستيلاء على ممتلكات المهجرين منهم .
محاولة تقسيم اليمن على أساس طائفي هو المسعى الرئيسي من هذه الحرب .
ويظل التهجير القسري هو أخطر أشكال هذا التغيير الديموغرافي منذ عمليات التهجير في صعدة ودماج ومرورا بمثيلاتها في عمران وتعز كما حدث في الوازعية وما يحدث من تهجير وملاحقة للمعارضين في مناطق سيطرتهم .
كما أنهم استولوا على مساحات شاسعة من الأراضي فيما يعرف بالحزام الامني للعاصمة في صنعاء ومنح الحوثي اتباعه ملايين من الكيلو مترات خصصها للمقاتلين في صفوف الحركة كمجمعات سكنية في أكبر عملية توطين وتغيير في ديمغرافية السكان بغرض السيطرة على العاصمة وقمع أي وجود للمعارضة داخلها .
كذلك ما يحدث في بقية المناطق الواقعة تحت سيطرتهم كمدينة إب وما فيها من نهب للأراضي.
النزوح بسبب الحرب إلى المناطق التي تعد آمنة سبب آخر لهذا التغيير في تركيبة السكان فمدينة منسية كمأرب تجاهلها النظام السابق من كل شيء أصبحت الآن مأوى لأكثر من اثنين مليون نازح خلال سنوات الحرب صاحب ذلك تغييرات هائلة في وجه المدينة وتركيبتها السكانية .
ورغم معاناة الإنسان اليمني في نزوحه داخل بلده وتلاشي أساسيات المعيشة إلا أن الهجرة داخل اليمن تعد أكثر رحمة من النزوح والشتات في دول الجوار .
إن ما يؤلم في كل هذا التخطيط المدروس لتخريب اليمن هو غفلة النخب السياسية في شرعية البلاد عما يحدث من تجريف وتغيير في ديمغرافية اليمن على أساس طائفي بحت لم يكن موجودا من الأصل في اليمن إنما يزرع زرعا بإصرار مدروس وعلى قدم وساق .
تغيب النخب السياسية والثقافية في نزاعات ومناكفات جانبية فيما يضيع هذا الجيل في غياهب الدجل والخرافة والتحريف وجرف الهوية .
ولن نستفيق من غفلتنا إلا وقد انقسم الشعب اليمني إلى طائفتين لا تمثلان أحزاب سياسية؛ بل طائفتين مذهبيتين تعمل كل طائفة على إبادة الأخرى ..
إن إطالة مدة الحرب هي الفرصة السانحة للحوثية لتغيير ديمغرافي على اساس مذهبي سيقود اليمن إلى دمار أشد فإلى الله المشتكى .