حيث الإنسان يصنع السعادة لصانع سعادة الأطفال.. رحلة التنقل بين محطات الألم والحرمان.. تفاصيل الحكاية
بشكل عاجل الرياض توفد طائرة خاصة الى مطار سيئون وتستدعي رئيس حلف قبائل حضرموت وقائد قوات الحماية الحضرمية
في موقف مخزي.. الرئاسة الفلسطينية تدين تصرفات حماس وتصفها بـ ''غير المسؤولة''
حسن نصرالله «يعيد» طبيبة لبنانية علوية من أمريكا الى لبنان بالقوة
اليمن تعلن موقفها من القصف الإسرائيلي على قطاع غزه
الحوثيون ينهبون مخازن برنامج الغذاء العالمي بمحافظة صعدة
الكشف عن اسم قيادي حوثي قُتل في الغارات الأمريكية الأخيرة
سلسلة غارات أمريكية دمرت مخزنًا سريًا استراتيجيًا داخل معسكر للحوثيين في الحديدة
تقرير حقوقي شامل بين يدي العليمي.. توجيهات رئاسية بتسهيل عمل لجنة التحقيق الوطنية والتعامل بمسئولية مع ما يرد في تقاريرها
شرطة مأرب تقيم البرنامج التوجيهي الرمضاني لمنتسبيها في الوحدات الأمنية بالمحافظة
الذين عاصروا الثورة اليمنية "الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر" وما قبلها وما بعدها، يعرفون تماماً أن هذه الثورة واجهت الكثير من المؤامرات والدسائس، التي يحيكها أعداؤها سواء من القوى الإمامية والسلاطينية، التي ظلت تتربص بهذه الثورة وتتحين الفرص للانقضاض عليها، أو العناصر المندسة في صفوف الثورة التي وإن كانت تتظاهر أنها مع الثورة، إلا أنها ما انفكت تنخر في داخلها من خلال ممارساتها وأفعالها الانتهازية التي تتصادم مع روح الثورة ومبادئها السامية.
ومما لاشك فيه أن هذه العناصر المندسة كانت أكثر خطراً من غيرها، لأنها ظلت تتستر برداء الثورة، فيما كانت تعمل في الخفاء على ضرب توجهاتها والتآمر على أهدافها، وزرع الأشواك في طريق مسيرتها.
وعلى الرغم من الضربات الموجعة، والهزائم المنكرة التي منيت بها تلك القوى الارتدادية والمندسة العميلة، إلاّ أنها استمرأت المسلك الخياني والتآمري، إلى درجة أنه صار أشبه بمرض عضال يجري في داخلها مجرى الدم. وبوسع كل من فقد الذاكرة أن يعيد قراءة الماضي المزري لهذه القوى والعناصر البائسة وسيجد أن سجلاتها مليئة بالدسائس والمفاسد والروائح النتنة والحقد الدفين على هذا الوطن وثورته ووحدته ومسيرته ومجتمعه.
ومن الواضح أن تلك القوى الغارقة في أوحال الخيانة والعمالة أكانت تلك التي أعلنت التمرد والعصيان، والخروج على الدستور والنظام والقانون، ورفعت السلاح في وجه الدولة في محافظة صعدة، أو طرفها الآخر من العناصر والأقزام السلاطينية والماركسية المتطرفة المدسوسة على ثورة الرابع عشر من اكتوبر، والتي تتسكع اليوم في شوارع أوروبا، وتعمل على استئجار بعض الغوغائيين وغير الراشدين، وضعفاء النفوس بإغرائهم بالمال الحرام، الذي نهبته من خزينة هذا الشعب بهدف إثارة النعرات المناطقية والشطرية والانفصالية بين أبناء الوطن الواحد، إنما تكرر فصلاً جديداً من فصول التآمر على الثورة اليمنية ومنجزاتها ومكاسبها، دون أن تستوعب أن اليمن قد دخل في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م عصراً جديداً، يستمد توجهاته من قيم الديمقراطية والحرية وثقافة الثورة التي ترسخت في وجدان الأجيال، التي تربت وترعرعت في كنف هذه الثورة وانتصاراتها المتلاحقة وحيويتها المتقدة التي برهنت على أنها أقوى من كل الدسائس والدعاوى الظلامية والارتدادية.
وسواء كانت تلك القوى الظلامية والكهنوتية والسلاطينية والماركسية المتطرفة تجهل تلك الحقيقة أو تتغابى عنها، فلا بد لها أن تدرك، أن تحالفها الجديد القديم هو رهان خاسر وسيسقط كما سقطت في الماضي مشاريعها التآمرية تحت أقدام أبناء هذا الشعب، الذين انتصروا بالأمس لثورتهم المباركة "الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر" وقدموا التضحيات الغالية والنفيسة في سبيل حرية واستقلال هذا الوطن، وهم اليوم أكثر استعداداً للتضحية والإيثار من أجل الدفاع عن إنجازات ومكاسب ثورتهم ووطنهم وخياراتهم الوحدوية والديمقراطية، التي وجدت لتبقى وتستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وبالقدر الذي نثق فيه أن كل المشاريع الصغيرة ليست سوى فقاعات صابونية، فإن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا تخلت بعض القوى السياسية والحزبية عن واجباتها ومسؤولياتها تجاه الوطن؟.. ولماذا تقف موقف المتفرج حيال تلك المحاولات التي تسعى إلى زعزعة استقراره وأمنه وسكينته العامة وسلمه الاجتماعي ووحدته الوطنية مع أن حماية الوطن من أي استهداف واجب مقدس وفرض عين على كل من يعيش فوق ثراه وينعم بخيراته وينتمي إلى تربته الطاهرة؟.
إذ كيف لأحزاب تدعي الوطنية أن تقف مثل هذا الموقف السلبي إزاء ما يجري وهي التي تعلم أن التاريخ لن يغفر لمن يتساهل أو يغض الطرف أو يتنصل من مسؤولياته تجاه أي ضرر قد يلحق بالوطن؟.
ومن العار أن يقف المرء موقفاً سلبياً أو محايداً تجاه أمور لا مجال فيها للسلبية أو الحياد، بل أنه عار وأي عار أن يعمد البعض إلى التبرير لأفعال قاطع الطريق والخارج على القانون والمخترق للدستور والمنتهك للحرمات ومستبيح دماء الأطفال والنساء والأبرياء، كما أن من العار أن نجد هناك من يلجأ إلى ذر الرماد على العيون، وترديد الأكاذيب لإخراج نفسه من دائرة اللوم على مواقفه اللامسؤولة ومساندته لعناصر منحرفة، تعمل على إعادة اجترار الماضي وأمراضه عبر إحياء النعرات المناطقية والشطرية والانفصالية وإثارة الفتن وأعمال الشغب والتخريب وقطع الطرقات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة لمجرد النكاية بالحزب الحاكم وممارسة الابتزاز بصورة تثير المرارة والحسرة.
والمؤسف أكثر أن هؤلاء الذين فقدوا الثقة في أنفسهم صاروا لا يصدقون أنهم بمواقفهم السلبية يسيئون لأنفسهم وأحزابهم، وأنهم بحماقتهم هذه يصبحون ضالعين في جرائم أعداء الوطن وأعداء الحياة.
*افتتاحية الثورة