آخر الاخبار

دور الإعلام في تعزيز الوعي الوطني ودعم مسار استعادة الدولة.. ندوة نقاشية بمحافظة مأرب حيث الانسان يعيد البسمة للأطفال الملتحقين بمركز يؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تريم بحضرموت.. تفاصيل الحكاية رمضان في مناطق الحوثي .. من أجواء روحانية إلى موسم للقمع الطائفي والتلقين السياسي.. شوارع تعج بالمتسولين وأزقة تمتلئ بالجواسيس العميد طارق : ما حدث في سوريا لن يكون بعيدًا عن اليمن وادعاء الحوثيين التصنيع الحربي مجرد وهم وكل أسلحتهم تأتي من إيران اللجنة العليا للحج تؤكد على استكمال إجراءات السداد وتحويل المبالغ لضمان جاهزية الموسم مقاومة قبيلة أرحب تدعو المجلس الرئاسي إلى اتخاذ قرار الحسم وتمويل معركة الخلاص وتعلن.جاهزيتها العالية لرفد الجبهات بكافة سبل الدعم وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان'' عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية

رسالة إلى المتجهين إلى جنيف!
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 03 يونيو-حزيران 2015 04:29 ص
السؤال الذي يقفز إلى ذهن كل ذي بصيرة هو ماذا سيحقق مؤتمر جنيف بشأن اليمن مما لم يحققه مؤتمر حوار صنعاء (٢٠١٣-٢٠١٤م)، وبالأ حرى ماذا سيحقق مؤتمر الأيام الثلاثة أو العشرة مما لم يحققه مؤتمر الأشهر العشرة، وبصيغة أخرى ماذا سيحمل الدبلوماسي الموريتاني ولد الشيخ مما لم يكن يحمله الدبلوماسي المغربي بن عمر؟ إنها أسئلة لقضية واحدة وهي ما الجديد الذي سيأتي به مؤتمر جنيف بعد الحرب والدمار وإزهاق الأراح وإراقة الدماء وتدمير المدن وإجبار الأهالي على النزوح؟ هل سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل انطلاق الرصاصات الأولى في حروب عمران وصنعاء وتعز والبيضاء وعدن ولحج والضالع وشبوة وإبين؟ أم إنه سيمنح القتلة حصانات جديدة مثل تلك التي حصل عليها كبيرهم ثم حولها إلى ساطور يقص به رقاب الشعب في الشمال والجنوب؟
إذا كان المتجهون إلى جنيف سيذهبون ليتعانقوا ويقبلوا خدود بعضهم البعض ويتجاملون ببعض العبارات الودية ثم يتقاسمون الكعكة التي تنازعوا عليها ودمروا بسببها كل جميل في هذا البلد فقد كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك دونما حاجة لكل هذه الخرائب والحرائق والجثامين والمقابر والجثث المتفحمة، أما إذا كانوا سيذهبون لالتقاط الأنفاس ويتركون القتلة والمجرمين يعيدون ترتيب أوراقهم وتوزيع فيالقهم على مداخل المدن التي لم ترضخ لسطوتهم فعليهم أن يعلموا أنهم لا يفعلون إلا ما يفعله الحانوتي الذي يبيع نسخة من مفتاح حانوته لزعيم اللصوص مع فارق أن ضحايا اللص قد تكون بعض النقود والسلع والمستندات الورقية، أما ضحايا لصوص جنيف فلن تكون إلا آلاف الأرواح التي ستلحق بتلك التي أزهقت على مدى عقد ونصف منذ حروب الحوافش العبثية حتى ضرب قارب النازحين من التواهي، ولن تكون إلا دمارا فوق الدمار وقتلا فوق القتل وشلالات من الدماء فوق تلك التي سكبت طوال الشهور والسنوات الماضية.
بقية نقطة أخيرة ينبغي أن نسأل بها الذاهبين إلى جنيف: لقد تحدثتم في مؤتمر الرياض بخجل شديد عن القضية الجنوبية وكأنها ابن غير شرعي لأب وأم مجهولين، وكررتم نفس العبارات الزئبقية "الحل العادل للقضية الجنوبية" وهو التعبير الذي يقبل آلاف التأويلات لكنه لا يعني شيئا بالنسبة للجنوب والجنوبيين، وخرج بعض المشاركين يتباهى أنه أدخل عبارة حق تحديد مكانة الجنوب في الدولة الاتحادية وفق المواثيق الدولية واعتبر ذلك فتحا مبينا يستحق عنا السفر والسهر وما رافقهما من خسائر وأعباء وتكاليف ونفقات، فهل ستكتفون بهذا لتقنعوا به ذوي الشهداء الذين قتلوا وهم يواجهون القناصة وفرق الاغتيال والجرحى الذين سيعيشون إعاقاتهم طوال حياتهم، هل ستكون هذه هي هدية جنيف لضحايا الحرب والعدوان، وإلى متى تستنسخون جنوبا غريبا مريبا وتستحضرونه معكم كلما آن أوان محفل من محافلكم الحوارية، ولماذا تتجاهلون الجنوب الحقيقي الموجود في جبهات القتال وميادين المواجهة؟
إن التذاكي على الجنوب واستغفال أبنائه باستنساخ أشكال وجماعات لم تلمس جلودها ولا أطراف أصابعها حرارة شموس الميادين ولم تذق طعم النوم في المخيمات وساحات الاعتصام ولا تعرف شيئا عن معاناة الجنوبيين الحقيقيين، إنما يضيف جريمة أخرى فوق جرائم ١٩٩٤م و ٢٠١٥م وما بينهما وفوق كل هذا موبقات تجاهل شعب الجنوب الحقيقي واستبداله بمستنسخات اصطناعية ستضمحل من الوجود بمجرد تنامي صوت الشارع الجنوبي وهو يصرخ بآلامه الحقيقية التي لا يعرفها هؤلاء.
إنكم لا تقتلون القضية الجنوبية ولا تستطيعون أن تقتلوها، لكنكم ترفعون كلفة حلها وضريبة استحقاقاتها على أنفسكم وعلى الشعب الجنوبي نفسه، وغدا ستكتشفون كم كنتم واهمين باعتقادكم أن الشعب بلا ذاكرة وأنه سينسى ضحايا السلب والنهب والإقصاء والاستبعاد والتمييز والتهميش أو أنه سينسى دماء الشهداء وآلام الجرحى وإعاقات المعاقين من مناضلين المقاومة الجنوبية السلمي والمسلحة، فاقتربوا من القضية ولامسوها ملامسة حقيقية وكفوا عن الخداع والمغالطة الذان لم يجلبا لنا ولكم إلا الآلام والعذابات والتشرد والنزوح والبحث عن مأوى يقينا رصاصات القتلة ونيران العدوان التي لم تدع بقعة في اليمن آمنة إلا للقتلة واللصوص والأدعياء والمجرمين الذين ظلوا يمثلون علينا دور الضحايا المظلومين أو دور الاولياء الطاهرين.