آخر الاخبار

أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات قبائل أبين تحذر عيدروس الزبيدي : قادرون على انتزاع حقوقنا والوقوف ضد أي قوة تحاول المساس بأمن واستقرار أبين ست جهات حكومية يمنية تبدا سلسلة إجتماعات مع صندوق النقد الدولي في عمّان ورشة توعوية بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة ودور الدعاة والخطباء والسلطه المحلية بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين

هكذا تمت مصادرة الثورة والمبادرة الخليجية؟
بقلم/ رياض الأحمدي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 19 يوماً
الجمعة 31 مايو 2013 07:22 م

يوماً عن يوم، تؤتي التدخلات الخارجية في اليمن ثمارها، ويفقد اليمنيون البوصلة في ‏التعامل مع ما يجري، ويصبح اللاعبون الدوليون متشاكسون ومتفقون هم من يحرك الساحة كلٌ ‏في اتجاهه، وبعيداً عن ثورة شعبية قامت من أجل حياة كريمة وأمن واستقرار.‏

تعالوا نحاسب المرحلة الانتقالية، ولم يبقَ منها غير أشهر، لقد تم إبعاد أبرز رموز النظام ‏السابق وعائلته، وقُطعت أشواطاً كبيرة في هيكلة وتوحيد الجيش والأمن ولكن أين الجيش أين ‏ومن يشرف عليه.. ولماذا تكبر الجماعات المسلحة في حين تضعف الدولة، ويتحول الجيش إلى ما ‏يشبه جيش أممي محايد.. وتغيرت العائلة، في حين قوي الانفصال وقويت الإمامة. وكأن البلاد ‏التي انتفضت على فاسد، أصبحت أمام أخطار من النوع الذي يحتمل الضياع النهائي.. لا قدر ‏الله..‏

نحن على مشارف الكارثة، التي لا ترتبط بالمتصارعين السياسيين على السلطة، وإنما ‏بالمتسابقين على تقسيم الوطن.. وما تبقى من أشهر المرحلة الانتقالية هي مرحلة فاصلة ‏تحتمل الكثير من التطورات المرتبطة بمؤتمر الحوار الذي توضع حوله مئات علامات ‏الاستفهام..‏

تعالوا لنر اليمن اليوم: لا يزال بلداً واحداً له شخصيته القانونية والاعتبارية بين دول العالم، ‏ولا يزال يملك دستوراً جمهورياً ديمقراطياً، وذلك ربما هو الإيجابية الوحيدة التي ما تزال ‏تمسك بالبلاد وتعطي الشرعية لحكومة ورئاسة..‏

ولو نظرنا إلى مؤتمر الحوار الجاري حالياً في أحد فنادق العاصمة بصنعاء، فالموكل إليه هو ‏إلغاء شرعية الدولة اليمنية وتقسيمها إلى أقاليم ودويلات، وإنهاء شرعية الدستور الحالي.. لذلك ‏فهو الرصاصة الأخيرة في اليمن الذي يعاني تضعضع هيبة الدولة وفقدان السيادة والسيطرة ‏على كامل أراضية، وأصبحت التشكيلة المعول عليها إدارة البلاد خليطاً من المتناقضات ‏والأعداء والأصدقاء.. فمن سينقذ وكيف؟..‏

هل كان الخطأ في المبادرة الخليجية أم في توسع الدور الدولي، أم في القيادة الانتقالية..؟ ‏

بالنظر إلى ما يجري، نجد أن المبادرة الخليجية في صورتها العربية، كانت مخرجاً يجنب ‏اليمن الحرب الأهلية ويحافظ عليه.. لكنها في صورتها الأممية التي وضعها مبعوث الأمين ‏العام للأمم المتحدة جمال بن عمر هي مأزق بمقاس لا يقارن مع مأزق خلافات على السلطة ‏وثورة على فرد..‏

لقد صادرت الرؤية الأممية "البنعمرية" المبادرة الخليجية، وقامت بتطويلها، وتحريف ‏أهدافها، ونتائجها، لذلك لم تنته الأزمة برحيل علي عبدالله صالح وعائلته وأبرز مراكز القوى ‏في الجانب الآخر، وتسليمهم أبرز المواقع القيادية في الجيش والأمن، بل أصبح اليمنيون أمام ‏إلغاء الوحدة وألغام تنذر بالقضاء على اليمن ودخوله في مستنقع مجهول المصير.. تم تقسيم ‏القضية اليمنية إلى قضايا، وإدخال قضايا الحركات الانفصالية والمتمردة كأصحاب حق. ‏

ولعل ما جرى هو تفسير طبيعي للموقف مع السعودية التي كانت الراعي الأول والأكبر في ‏المبادرة الخليجية اقتصادياً وسياسياً، ثم من الواضح أن الأمور سارت بعكس ما بدأت وهذا لا ‏يعني أننا نسلم بما يردده الإعلام عن خلافات، بقدر ما هو الأمر الذي أصبح ملحوظاً.. حيث ‏أن ما يتم تنفيذه ليس المبادرة الخليجية التي كان المفترض أن تثمر علاقات أوسع، بل أصبح ‏اليمن مساحة مفتوحة من الأرض لجميع اللاعبين الدوليين، وتحول التفكير نحو الجدار العازل ‏لمنع المشاكل من التمدد.‏

في المبادرة الخليجية كان البند الأول هو "أن يؤدي أي حل إلى الحفاظ على وحدة اليمن"، ‏وبإلقاء نظرة سريعة مما يجري اليوم، فقد اتفقت الكثير من القوى السياسية في مؤتمر الحوار ‏على إدانة وحدة الوطن، والتوجه نحو صيغة أقاليم وكتنونات فيدرالية جهوية وطائفية، أي ‏تأسيس دول بدلاً عن تأسيس دولة. وهذا القوى هي (حزب المؤتمر ينتمي إليه الرئيس السابق ‏والحالي، الحراك، الحوثي، الحزب الاشتراكي وأحزاب ومجموعات أخرى) تمثل مجتمعة ما ‏يصل إلى 80% بالمائة.. وكأن تقسيم اليمن أصبح الثمرة الطبيعية لتسليم اليمن إلى اللاعبين ‏الدوليين.. وأصبح على اليمنيين أن يتجرعوا هزيمة من النوع الثقيل ومن ذلك الصنف الذي ‏تتجرعه الدول التي تعرضت لنكبات تاريخية كفلسطين والعراق.‏

أين البند الأول من المبادرة الخليجية من النتيجة التي تبدو الأولى في مؤتمر الحوار وبلا ‏منافس؟..‏

ماذا فعل المبعوث الأممي؟.. من أين جاء هذا التوسع في الدعوات الانفصالية، تلك أصبحت ‏ممثلة في شخوص وزراء وقادة دولة ومقربين من الرئيس عبدربه منصور هادي؟.. من أين ‏جاء هذا إلا من الآلية البنعمرية التي ألغت المبادرة الخليجية والثورة واليمنية وأحالتها إلى ‏مؤتمر حوار يقسم اليمن وأعطت لحركات الانفصال والتمرد شرعية سياسية ومناصب في ‏الدولة تعمل عن طريقها لهدم ما تبقى من هذا اليمن المغلوب الذي أثبت حسن نواياه وفتح ‏للعالم بلاده..‏

هذا ليس كلاماً تخويفياً فسفن الأسلحة الإيرانية المتطورة تتجه إلى الانفصال في الجنوب ‏والحوثي في الشمال، والجيش يضعف، والدولة بلا قرار ولا توجه.. وهناك عبوات ناسفة لدى ‏الجماعات الانفصالية والمتمردة على الراية اليمنية الجمهورية تكفي لقتل جميع اليمنيين.‏

بعد إعلان حزب المؤتمر الشعبي العام ببيان رسمي تأييد الرئيس هادي لرؤية إلغاء الوحدة ‏اليمنية واستبدالها باتحاد (الوحدة كيان واحد، الاتحاد عدة كيانات).. بعد هذا الإعلان يصبح ‏الرئيس أمام الاختبار قبل أن يصبح أمام الاتهامات بالخيانة العظمى. والأرجح أنه كغيره من ‏السياسيين تم تزيين الفيدرالية لهم وسد منافذ الحلول ليتورطوا بضرب أهم منجزات الشعب ‏اليمني خلال القرن الماضي ونضال ضحى اليمنيون من أجله بحراً من الدماء والدموع.‏

أما المبعوث الأممي والسفراء فيجب وضع دوائر حول كافة تحركاتهم ومقترحاته، إذ لم يعد ‏له عمل بعد نقل السلطة.. وما زال أمام اليمنيين ممثلين بالقوى الوطنية والثورية أن يقفوا أمام ‏هذا المخطط، ولكن ذلك لن يتأتى بالتأجيل أو الاستحياء.. وإلا فإن اليمن قد وصل المجهول ‏الذي لا يحمد عقباه.

المحامي: حسين عمر  المشدليشركاء الفساد الشرفاء
المحامي: حسين عمر المشدلي
مشاهدة المزيد