محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..
أيقنت مؤخراً بأن هناك رغبة ملحة لدى بعض المتابعين في فهم كينونة ما يسمى بالحراك، ومعرفة بداياته وأساليبه ومكوناته.. وهذه الرغبة المعرفية، تهدف إلى إلغاء الضبابية في توجهات الحراك المتعددة بتعدد فصائله والشخصيات المؤثرة فيه، وإيضاح ألوانه المتغيرة أمام المتابع للشأن السياسي اليمني، والذي غالباً يتوه بين التعاطف مع الدوافع الحقوقية للحراك، وبين الرفض والمقت للتوجه العنصري فيه، والذي يُترّجم ـ قصداً ـ على الواقع ويزداد يوماً بعد يوم.
ولذلك سأحرص عبر مجموعة من المقالات المُتتالية، على التحدث عن أبجديات الحراك، سارداً بعض التفاصيل والملامح البسيطة التي توضح كيفية نشأته، وبعض الأساليب التكتيكية التي استخدمها ما يسمى بالحراك، والتي استسهل البعض وطأتها عندما تحدثنا عنها عام2006م مع بعض السياسيين، ولكنها في الواقع كانت شديدة التأثير، وسبباً رئيسياً من ضمن الأسباب التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه اليوم.
الحقيقة التي قد يستغرب منها الكثير، أن ما يسمى بالحراك بدأ عبر مواقع ومنتديات الانترنت، أو بمعنى أصح كان الانترنت الوسيلة الأولى التي استخدمها الانفصاليون في إثارة النعرة منذ نهاية 2004 تقريباً حتى اليوم، حتى أن بعض الحراكيين يصفون ما يحدث اليوم في بعض مناطق المحافظات الجنوبية بـ « ثورة الانترنت».. سخّرت حركة «موج» في لندن أو التي يطلق عليها حالياً «تاج» مجموعة من الأشخاص والذي يعتبر بعضهم اليوم قادة للحراك، بالقيام بعملية شحن وتغذية نفوس أبناء المُحافظات بالضغائن والكره ضد كل شيء قادم من المحافظات الشمالية ، ولأي شيء له علاقة بالوحدة اليمنية، وذلك عن طريق تأسيس مواقع إخبارية إلكترونية كانت تعمد على نشر الشائعات والأكاذيب، وانتشار أفراد ـ كانوا في البداية لا يتجاوزون عدد أصابع اليد ـ عبر المنتديات اليمنية ينشرون هذه الأخبار التي يمكن من خلالها ترسيخ شعور الكراهية بين أبناء المُحافظات الشمالية والجنوبية.
فقد تعلّم الانفصاليون في الخارج من حرب صيف 1994م، حين قاتل أغلب أبناء المحافظات الجنوبية مع الوحدة ضد المشروع الانفصالي.. وأيقنوا بأن الإخوة لن يفترقوا إلا إذا كره كل واحد منهم الآخر، وأن زرع الكراهية في الشعب اليمني هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها فصل شمال اليمن عن جنوبه، وقد تم جعل هذه القناعة، بمثابة قاعدة ينطلقون منها.
وبالتالي استخدمت هذه الجماعة سياسة « صنع الكراهية» واعتمدت عدداً من الأساليب التي دأبت من خلالها إلى صنع حاجز ضخم من الكراهية بين أبناء المحافظات الشمالية والجنوبية، على الأقل الذين يستخدمون الانترنت في تلك المرحلة. حيث سعت هذه السياسة إلى مُخاطبة الجانب النفسي في أبناء المُحافظات الجنوبية وإثارة الحمية والمشاعر الاحتجاجية ومن ثم الناقمة، والتي ترتكز وتعتمد على أخبار مفبركة، وأحيانا قد تكون الأخبار صحيحة إلا أنها تمثّل انحرافات سلوكية فردية، لكنهم دأبوا لتعميمها، وهذا ما يدعونا إلى القول إن الحراك ناتج عن تهييج نفسي بدرجة أولية، استهدف الجانب العاطفي الحساس لدى الإنسان اليمني، والذي بدوره ـ هذا التهييج النفسي المستند على أخبار مفبركة في الغالب ـ أثار النزعة والحمية كردة فعل طبيعية صنعت الحماس الناقم على الوحدة وعلى أبناء المُحافظات الشمالية في نفوس بعض الشباب في المُحافظات الجنوبية.. يجدر بنا القول هنا، بأن الجانب الحقوقي في المشكلة، كان مدخلاً مهماً لتهييج الشارع، ولكنه لم يكن السبب الرئيسي لظهور ما يسمى بالحراك، فمشروع الانفصال كان قائماً منذ 1993م، وما يحدث اليوم، ما هو إلا طريقة بديلة للمشروع الانفصالي، بعد فشل استخدام الدبابة والطائرة في السابق.. على الأقل يتواجد هذا المفهوم في أذهان قيادات الانفصال، في حين أنه غائب عن أذهان كثير من أهلنا المؤيدين لما يسمى بالحراك .. وتعزيزاً لقولنا، فحل قضية المتقاعدين الحقوقية الذين أظهروا المعضلة الجنوبية إلى السطح؛ لم تساعد في تقويض الحراك، وإنما اتسعت رقعتها بعد معالجة الحكومة اليمنية قضية المتقاعدين العسكريين.
في الجزء الثاني من المقال، سأحاول التعمق أكثر في تلك الوسائل التي استخدمها الانفصاليون الجدد في إثارة الفتنة عبر الانترنت ومن ثم انتقالها إلى الشارع بأيدي بعض الشباب في جنوب الفؤاد.
hamdan_alaly@hotmail.com