آخر الاخبار

سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟

تريم.. حضارة الطين والعلم والنخيل
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 16 يوماً
السبت 08 مايو 2010 06:06 م

مأرب برس - هايل علي المذابي

* "تريم" مدينة التقت فيها الحضارات من كل حدب وصوب، والسفر إليها يمنحك ثقافة قد تقضي عمراً بأكمله ودونك تحصيلها..

* "تريم" مدينة مألوفة من جهة غريبة عجيبة من ثانية، كل ما فيها واضح خلاها وهكذا حال كل ما خَالد على الدهور.

* "تريم" مدينة عبقرية تتخطى الأجناس والأزمنة والأمكنة والأقاليم إلى وحدة شاملة تلتقي مثل قطرات الغيوم في حضن الأقيانوس العظيم.

* "تريم" الشيء الأكثر إدهاشاً وندرة في تاريخ البشرية الذي لا ضفاف له من الابتذال.

* "تريم" لقاح بين الطين والتاريخ والأصالة.

* تقع "تريم" مدينة العلم والعلماء وحضارة الطين والمآذن والقصور في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت، ويعود تاريخ بنائها كما في معجم البلدان لياقوت الحموي إلى القرن الرابع الميلادي، وتريم نسبة إلى مؤسسها الابن الأصغر لحضرموت بن سبأ، مساجدها بعدد أيام السنة، يسكن روحها هاجس التفرد والنسك وقلبها مجبول على طاعة الله وحب العلم وتعليمه، ولذلك صارت كعبة تُزار وتُشد إليها الرحال من كل أصقاع المعمورة لطلب العلم، إذ أن مراكزها وأربطتها الدينية بلغت في شهرتها عنان السماء.

تلك "تريم" المثقلة بهم الدعوة الإسلامية.. مبانيها متناغمة بطريقة ممتازة في عالم البناء، طريقة مدهشة يشدها إلى الطين حنين الخلق الأول والمعجزة الأولى تعدد الأجناس، بيوت وقصور، مساجد ومنارات في تصميم بديع مادته الطين، أما نخلات تريم فتجسد وتذكر بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "أحبوا عمتكم النخلة" تلك الفضلة الباقية من أديم آدم.

* مسجد المحضار أهم المعالم الخاصة بتريم، وهو الذي بناه عمر المحضار بن السقاف، بتوافد من أجله السياح من كل مكان، أما منارته التي صممها الشاعر أبو بكر بن شهاب، فيصل طولها إلى 175 قدماً، وبنيت قبل حوالي مائة سنة ومن الطين أيضاً، بيد أن الابتكار الجديد والمتفرد لهذه المنارة هو بناؤها على قاعدة مربعة وشكل هرمي، والجدير بالذكر أنها أطول منارة طينية في العالم.

تريم كذلك هي مدينة القصور الطينية الفخمة التي تنقلك إلى عالم يشبه الأحلام المستحيلة، عالم الخيال الذي صيرته تريم ممكناً، نمط البناء في هذه المدينة يدهش العالم، عزز ذلك الجمال اللوحة الربانية البديعة التي رسمتها يد القدرة الإلهية على شكل حدائق ومزارع متناثرة، منها واحة خضراء في أخدود تخترقه وديان تسيل منها السيول وتحفها النخيل.

أما بيوت العلم في "تريم" فكبيوت العبادة ممتدة على خارطة تريم جزء لا ينفصل عن ثقافتها وتاريخها، فهناك رباط تريم للدراسات الإسلامية، ودار المصطفى للدراسات الإسلامية، ودار الزهراء للطالبات.

المسافر إلى تريم يتمنى لو أن الزمن يتوقف به وهو بين أحضانها ليتحد بها إلى الأبد، والراحل عنها يشعر قلبه كقطعة ثلج وضعت في صفيح ساخن في حر الظهيرة يذيبه الشوق إليها كل لحظة.

ذلك التاريخ، وهذه الحضارة، وهذا الجمال، منح تريم الاستحقاق التام لأن تُعلن عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010، ورغم أنه جاء متأخراً بيد أنه يضاف إلى رصيد هذه المدينة الساحرة مزايا ونقاط أخرى.