الأمم المتحدة تكشف عن مهمتين جاء من أجلهما المبعوث إلى صنعاء أسماء 11 معتقلاً يمنيًا أعلن البنتاغون الإفراج عنهم ونقلهم من غوانتانامو إلى سلطنة عمان إعلان رسمي بموعد ومدن وملاعب كأس آسيا 2027 في السعودية سفينتان لتوليد الكهرباء من تركيا وقطر قادمتان إلى سوريا نقل 11 معتقلاً يمنياً من غوانتانامو إلى سلطنة عمان قرارات أمريكية جديدة يخص الوضع في سوريا هجوم واسع لقوات الدعم السريع ومقتل أكثر من 25 سودانيا وإصابة العشرات روسيا تعلن سيطرتها على أهم مدينة شرقي أوكرانيا عشرات القتلى في زلزال قوي يضرب التبت بالصين استعدادات مكثفة لموسم حج يحظى بخدمات متميزة وفق أعلى معايير الراحة
من الأشياء التي تلفت الانتباه هذا التصوير الإلهي الرائع الذي يصف لنا حال أولئك الخاشعين المؤمنين الذين تأثروا بكلام الحق تبارك وتعالى فلم يجدوا إلا أن يخروا ساجدين أمام عظمة كتاب الله وعظمة معانيه ودلالاته، ولكن للأسف على الرغم من المعجزات الكثيرة التي نراها اليوم لا نكاد نتأثر أو نتفاعل مع هذا الكلام العظيم. انظروا معي: (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 105-109].
سؤال أطرح: لماذا لا نتفاعل مع كلام الله تعالى ولا نسجد من تلقاء أنفسنا عندما نسمع آية أو عندما ندرك ما تحويه من إعجاز مبهر؟ إن الجواب ببساطة هو أننا لم ندرك أبعاد ومعنى هذا الكلام العظيم.
فالإنسان عندما يقف أمام لوحة رائعة أو يسمع مقطوعة موسيقية وهو بعيد عن الفن والذوق الفني، لا يتأثر ولا يحس بأي شيء، بينما تجد إنساناً آخر يبكي لدى سماع الموسيقى، ويتأثر ويتمايل عندما يسمع لحناً جميلاً، فإذا كان هذا حال من يستمع لشيء من كلام البشر، فكيف بمن يستمع إلى كلام خالق البشر ولا يتأثر؟
إذن يمكننا القول إن مفتاح التأثر هو الإدراك والفهم، أن ندرك ما نقرأه ونفهم ما نسمعه، ومفتاح الفهم هو أن ندرك أهمية هذا الشيء، فما هي أهمية السجود بالنسبة لنا كمؤمنين؟
لماذا نسجد لله؟!
1- إن العبد يكون أقرب ما يمكن من الله في حالة السجود.
2- إن كل شيء يسجد لله في هذا الكون: الشمس والقمر والنجوم والشجر وحتى كل خلية من خلايا جسد وكل ذرة من ذرات هذا الكون: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج: 18].
3- إن كل سجدة تسجدها لله يرفعك بها درجة، وكل درجة تساوي ما بين السماء والأرض!!
4- السجود هو رياضة لتفريغ الشحنات الزائدة ولتنشيط الدورة الدموية وللزيادة التركيز وتدريب الإنسان على الصبر والهدوء (لاحظوا معي أن الإنسان الانفعالي سريع الغضب لا يستطيع أن يطيل سجوده!).
5- انظروا معي إلى حال هؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه بقوله (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) [الفرقان: 64]. فما هو جزاؤهم؟ انظروا معي: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا) [الفرقان: 75]. وانظروا معي كيف قرن الله بين السجود في الليل وبين الصبر، وهذا دليل على أن كثرة السجود تعالج الانفعالات وتزيد الإنسان صبراً!
عدم السجود أخرج إبليس من الجنة
لقد ربط القرآن بين السجود والتكبر، والتكبر مرض عضال، وحتى في علم النفس يعتبرون أن التكبر حالة شاذة تسبب التوتر النفسي، بل إن الدراسات العلمية أظهرت أن أطول الناس أعماراً هم أكثرهم تواضعاً وتسامحاً!
ولذلك قال تعالى عن إبليس وتكبره ورفضه السجود لآدم: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ) [الأعراف: 11-18].
انظروا معي كيف أن السجود مرتبط بالتكبر، فكلما كان الإنسان أكثر سجوداً لله كان أكثر تواضعاً، ومن تواضع لله رفعه الله تعالى، ولكن في هذا العصر للأسف لا تكاد تجد من يتواضع لله تعالى!
الهدهد أعقل من بعض البشر!
انظروا معي ماذا قال الهدهد لسيدنا سليمان بعدما رجع من مدينة سبأ: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [النمل: 23-26]. والله إن الذي يسمع هذا الكلام يظن بأنه كلام صالح أو نبي أو عالم، ولكنه كلام هدهد نظنه أنه لا يعقل.
هناك نظرية لبعض علمائنا يقترحون فيها أن الكعبة هي مركز الأرض بل مركز الكون، ولذلك أمرنا الله بالتوجه إليها في صلاتنا وسجودنا، وعلى الرغم من عدم وجود دليل علمي على مركزية الكعبة، إلا أننا نؤمن بأنها مركز الكون لأنها بيت الله تعالى.
عجيبة رقمية في السجود!
في القرآن الكريم هناك سورة اسمها (السجدة) والشيء الذي لفت انتباهي أيها الأحبة أن رقم هذه السورة في القرآن هو 32، وعندما بحثتُ عن السجود في القرآن وجدته يتكرر في 32 سورة بالضبط!!!
وقد وردت فيها آية السجدة يقول تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ هُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [السجدة: 15]. تأملوا معي هذه التوافقات العجيبة:
- رقم هذه الآية كما نرى هو 15 وعدد السجدات في القرآن هو 15 أيضاً!!
- ولكن عدد كلمات هذه الآية هو 17 وعدد الركعات المفروضة كل يوم هو 17 ركعة!
- لاحظوا معي الكلمة التي تشير إلى السجود في هذه الآية وهي كلمة: (سُجَّدًا) جاء قبلها 8 كلمات، وبعدها 8 كلمات وهي في الوسط!
ملاحظة: نعتبر واو العطف كلمة مستقلة في جميع أبحاث الإعجاز العددي (انظر موسوعة الإعجاز الرقمي للمؤلف).
وربما نتذكر ذلك الصحابي الذي سأل النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام عن أعظم عمل يقرب إلى الله تعالى فأوصاه بكثرة السجود، فهل تسجد أخي القارئ لله تعالى ولو مرة كل يوم عند سماعك لآية أو رؤيتك لمعجزة علمية تتجلى في كتاب ربك!