مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين
مأرب برس - محمد الخامري
يعتقد غالبية الناس أن الخزائن المملوءة بالكنوز والذهب والخرائط الدالة على بعض الكنوز في أماكن مهجورة نوع من الأساطير القديمة التي لا وجود لها إلا في الأفلام القديمة والأساطير والحكايات الخرافية التي تروى للأطفال قبل النوم أو في أفلام الكارتون على ابعد تقدير ، إلا أن الجامع الكبير بصنعاء افشل هذا الاعتقاد واثبت أن هناك خزائن ومغارات تحتوي على الكنوز بالفعل ، حيث شهد الأسبوع الماضي فتح مغارة حقيقية تحت الجدار الغربي القديم للجامع واستخرج منها ما لا يقل عن 4 آلاف مخطوطة أثرية قديمة وعدد كبير من القطع الأثرية التي تعد من الكنوز النادرة ، إضافة إلى 12 مصحفاً مخطوطاً بخط اليد يُعتقد أنها تعود إلى عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
وتعود قصة الاكتشاف الكبير لهذه المغارة أو الخزانة كما تسمى في صنعاء إلى أن احد الأخصائيين في مجال الآثار وكان يعمل ضمن فريق ترميم الجامع الكبير بصنعاء الذي بني في السنة السادسة للهجرة وأثناء انهماكه في عملية الترميم اكتشف وجود عقد من مادة القضاض الأبيض وتحته جدار رقيق من الياجور "الطين المحروق" فقام بإزالته وعندها دهش من وجود مغارة مكتظة بالمخطوطات الجلدية القديمة.
زرنا المكان ورغم أننا مُنعنا من التصوير إلا أن القائمين على عملية الترميم تجاوبوا معنا وأعطونا نبذة عن الاكتشاف الثقافي الكبير ، حيث يقول مدير الترميم والصيانة بدار المخطوطات أحمد مسعود القدسي أن المخطوطات المكتشفة في الخزانة مخطوطة بالخط الكوفي ويعود تاريخها إلى القرنين الأول والرابع الهجري وأنها بحالة جيدة وستمثل إضافة نوعية لمكتبة المخطوطات اليمنية ، مشيراً إلى أن المختصين في دار المخطوطات سيقومون بترميمها وإعادة تأهيلها لتكون صالحة للعرض ولتمثل تحفة مخطوطة نادرة على مستوى العالم.
وانتقد القدسي دور وسائل الإعلام في تغطية هذا الاكتشاف الذي يضم مصاحف ومجلدات مغلفة ومخطوطات تاريخية ووقفية ورسائل من والى الخلفاء بالإضافة إلى مجموعة من الأغلفة الخشبية والمجلدات المحبوكة التي قال أن دار المخطوطات والموظفين فيها سيتعلمون منها طريقة التجليد والحباكة من شدة دقتها ، مشيراً إلى انه لو كان هذا الاكتشاف في أية دول عربية أخرى مثل مصر أو سوريا أو الأردن أو لبنان أو تونس آو أي بلد آخر لقامت الجهات المعنية بالآثار والثقافة باستدعاء الصحفيين ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية وجمعت علماء الآثار من كل مكان وجعلت منه حدثاً عالمياً ومادة إعلامية تستمر فترة من الزمن.
وبحسب احد كبار السن الذين يداومون على الجلوس في الجامع الكبير لقراءة القران وتدريسه فان هذا الاكتشاف يعد الثاني من نوعه وليس الأول ، حيث تم اكتشاف مخطوطات قرآنية في سبعينيات القرن الماضي لكنها لم تكن بهذه الكمية وهذا التاريخ القديم إذ يعتقد "على مايذكر" أن تلك المخطوطات كانت من عهد الملكة أروى بنت احمد الصليحي التي بنت احد جوانب الجامع الكبير في عهدها.
وقد وجدت الخزانة التي فيها المخطوطات ملاصقة لضريح قبر النبي حنظلة في مؤخرة الجامع الكبير "جنوب غرب الجامع" بالقرب من مكان المحراب الصغير الذي يقال أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر ببنائه عندما أمر ببناء الجامع في العام السادس الهجري ، وهناك احتمال أن تكون المخطوطات تؤرخ لحقبة معينة من بناء الجامع الذي مر على مراحل متعددة.
يشار إلى أن الجامع الكبير بصنعاء القديمة يعد من أهم الشواهد التاريخية في العمارة الإسلامية ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السادسة للهجرة وبني حينها بأمر من الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كما قال الرازي في تاريخه.
وفيما اختلفت المراجع التاريخية في تحديد من قام بتأسيسه فمنهم من قال أن من بناه هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل وآخر قال انه الصحابي الجليل فروة بن مسيك المرادي ، إلا أن الكثير من المؤرخين قد اجمعوا على أن بانيه هو الصحابي "وبر بن يحنس الخزاعي الانصاري" في العام السادس من الهجرة بأمر من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
وتعاقبت على الجامع سلسلة من الإصلاحات والتوسيعات والإضافات منها ما شيده الوالي الأموي على اليمن أيوب بن يحيى الثقفي عام 86 هجرية الموافق 705 ميلادية بأمر من الوليد بن عبدالملك، وأخرى قام بها علي بن الربيع الحارثي عام 134 هجرية الموافق 751 ميلادية، بالإضافة إلى التوسعة التي قام بها الأمير اليعفري محمد بن يعفر الحوالي بين عامي 266 هجرية الموافق 880 ميلادية 270 هجرية الموافق 883 ميلادية، وكذا الجناح الشرقي الذي بنته سيدة بنت أحمد الصليحي أبان حكمها اليمن في فترة الدولة الصليحية.
ويعود تاريخ المئذنتين الحاليتين إلى عصر الأيوبيين حيث أنشأهما «وردشا بن سامي» عام 603هـ أما المبنى المكعب المقبب الكائن في الفناء والذي خطط له أن يكون مستودعاً لمخطوطات القرآن الكريم والذي يضم حالياً أمهات الكتب في الفقه والدين والمخطوطات القديمة والكتب النفيسة والخط الأصيل ، وأشهرها مخطوطة للقرآن الكريم بخط الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فقد تبرع به الوالي العثماني سنان باشا عام 1016هـ.
هذا ولا يزال الجامع الكبير في صنعاء شامخاً يؤمه يومياً آلاف المصلين من أبناء صنعاء وغيرها وتشهد أروقته حلقات الدروس الدينية التي تنتظمه بشكل يومي.