أول رد من الرئيس أردوغان على خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
الحزب الأشتراكي بتعز يُحيي ثورة 11 فبراير ويعلن ان الفاعل الرئيس في الثورة هو روحها المتدفقة في مختلف الميادين والشوارع
الجيش السوداني يقترب من القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم
مركز الفلك الدولي يكشف موعد بداية شهر رمضان هذا العام ومتى ستكون رؤية الهلال ممكنة؟
قطر تُسير 15 طنا من الأدوية دعما لمرضى الكلى في اليمن
حزب الإصلاح بسقطرى يوجه دعوة للمجلس الرئاسي ويدعو لتنظيم السياحة لتكون سياحة تحترم الموروث الثقافي والاخلاقي للمجتمع السقطري
مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن اليمن
هيومن رايتس ووتش تدين جرائم الحوثي في البيضاء وتؤكد: ''لايوجد أي صلة للضحايا بتنظيم داعـ.ش''
قراءة في بيان البنك المركزي الأخير الذي هاجم فيه الرئاسي والحكومة وكشف عن تقاعسهما.. 4 إشكاليات كبيرة
اغلاق جميع محلات ومنشآت الصرافة في مناطق الشرعية.. حل أم دليل عجز الحكومة في انقاذ العملة؟
يعتقد البعض إن ما تشهده المجتمعات الأوربية المتقدمة، من تطور ورقي، في جميع مناحي الحياة السياسية منها، والاقتصادية والثقافية، يعود بالدرجة الأولى الى اهتمام تلك الدول بالجانب التعليمي، وإنفاق ملايين الدولارات لبناء الصروح العلمية، من مدارس وجامعات؛
ولا شك في ذلك ولا ريب، إن تلك الدول تولي التعليم اهتماماً كبيراً، وتعمل على تطويره وتحديثه..ليس لكونه الحامل الوحيد، لكل ما توصلت اليه تلك الدول، من رقي وتطور كما نعتقده نحن ونظنه؛ بل لكونه ثمرة من ثمرات الفكر التنويري، بعد إنتصار أوربا على الجهل والتخلف، الذي عاشته، إبان تلك العصور المظلمة، من القرون الوسطى.
فالتعليم وحده لا يكفي، في بناء وتطوير الأمم والمجتمعات، بل قد يكون أحد الكوابح، والمعوقات الرئيسية، إذا لم يكن له رافد فكري تنويري يسنده..
العلم في الغرب، كما يقول الأستاذ البليهي، " جاء ثمرة للتغيير ولَم يكن سابقاً له" فتعميم التعليم، وبناء الجامعات، لا يعني بالضرورة الانعتاق والتحرر، من ربقة الاستبداد،و العبودية الفكرية؛ بل قد يستخدم في تكريس كل ما هو سائد، بطرق وأساليب مختلفة، ليتقبلها المجتمع، وتتشربها الاجيال.
فالاهتمام بالعلم، وتقديمه في قوالب تقليدية جاهزة، حفظاً وتلقيناً، قد لا يجدي نفعاً، دون أن تسبقه ثورة فكرية، للقضاء على كل ترسبات الماضي ومخلفاته من الفكر التقليدي السائد، في مدارسنا وجامعاتنا اليوم، والعمل على تهيئة الظروف، والأجواء المناسبة، لخلق مناخات فكرية وثقافية، تتوافق مع روح العصر ومتغيراته.
وللأسف، إن المناهج التعليمية في بلادنا عقيمة، وغير قادرة على انجاب معرفة حقيقية، تتناسب ومتطلبات الحياة، في ظل ما يشهده العالم من تغيرات، وتطورات متسارعة، بشكل جنوني..
وهذا ما سيكون له مردوده السلبي، على المدى البعيد؛ إذا لم تتنبه النخب السياسية والثقافية، للقيام بدورها وواجبها، للعمل على نقض البنية، الفكرية والثقافية، السائدة في المجتمع..
وتاسيس بنية فكرية وثقافية جديدة، تتوافق وما يشهده العالم، من نمو وتطور، وهذا ما لا يكون، إلا من خلال إصلاح المناهج التعليمية وتطويرها.
والعمل على دعم المراكز، العلمية والثقافية، وتشجيعها، للقيام بدورها، الريادي والقيادي في المجتمع.
والتأسيس لمعرفة ثقافية حقيقية، تتوافق مع معطيات العصر ومتطلباته، وما يشهده العالم اليوم، من فتوحات، وكشوفات علمية، غير مسبوقة، على جميع الأصعدة.
لا لتكريس ما هو سائد،وإعادة تدويره وتكراره، على مسامع طلبة العلم، فالإبداع والنبوغ لا ياتي بالتقليد والاتباع، بل ياتي بإعطاء مساحه كافية للعقل وعدم حصر المعرفة، في النصوص المكتوبة، من المقررات الدراسية، وإلا نكون قد أجرمنا وساهمنا في قتل الإبداع، وتدمير المواهب.
ما فائدة الشهادات الجامعية، وتعلم اللغات الأجنبية، إذا لم تتوفر لدى الإنسان الجرأة والشجاعة، على أن يعبر عن رايه بحرية مطلقة، لقد كرم الله الانسان وفضله على بقية خلقه بالعقل والبيان، ولا يمكن أن يعمل العقل الا إذا أُعطيت له مساحة كافية من الحرية، فالحرية وعدم التقييد اساس الإبداع ،ولا يمكن للإبداع أن يولد إلا في بيئة صحية سليمة ، تهتم بحياة العقل وترعاه..
فتحجير العقول وتاطيرها، في قوالب جاهزة، لا يسمح لها بالخروج عنها،كما نجده في أغلب المدارس والجامعات،والتي يتخرج منها سنوياً الآلاف من الأميين ثقافياً، ماهم إلا عبارة عن آلات صماء، لا روح فيها ولا حياة..
وإن ما نشهده اليوم، في مجتمعنا من تدهور وانحطاط، على جميع المستويات، مرده الى هيمنة ثقافة، أحادية الفكر، مهمتها العمل على تكريس مفاهيمها، وقيمها في المجتمع، واستخدام وسائلها الدعائية، لمحاربة النخب المثقفة، من أصحاب الفكر التنويري، وتشويه سمعتهم، واتهامهم بالشذوذ الفكري؛والتحذير منهم، وتحريم قراءة كتاباتهم ومؤلفاتهم، التي يوصمونها بالكفر البواح، والخروج عن أعراف المجتمع وعاداته، التي جعلت منهم سادة، وأوصيا على المجتمعات، فهم يدافعون عن ثقافتهم ومنهجهم الذي من خلاله استطاعوا أن يفرضوا هيمنتهم وسلطتهم على الناس وإذا ما فقدوها سيفقدون كل امتيازاتهم التي أُعطيت لهم..