الجيش السوداني يعلن عن انتصارات جديدة و يستعيد بلدة التروس في الفاشر أخبار السبت 15 مارس 2025
بينها السودان.. تسريبات خطيرة حول مقترح أمريكي إسرائيلي جديد لتهجير سكان غزة إلى 3 دول أفريقية
حيل لن تخطر على بالك للتغلب على العطش والصداع في رمضان
السلطات الأمريكية تحظر مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
قرارات رئاسية جديدة في سوريا :منها صرف راتب شهر إضافي للموظفين بسوريا بمناسبة عيد الفطر
عاصفة عاتية وحرائق تجتاح ولايات أمريكية وتخلف دمارا واسعا
ضبط عصابة خطيرة بتهريب المخدرات جنوب اليمن
مسؤول حكومي يتحدث عن خطر الحوثي: العالم يواجه تنظيماً إرهابياً عابراً للحدود
أكثر من 22 عاماً واجهزة معمل الحاسوب بجامعة تعز خارج إطار العصر والتكنولوجيا.. برنامج حيث الإنسان يحدث نقلةً تعليميهً مثالية ومتطورة وينعش الأمل في صفوف طلاب الجامعة
عاجل .. البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء إلى مدينة عدن... ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
أ.د. محمد المتوكل
سألني أحد الأصدقاء عن موقف أحزاب اللقاء المشترك من الانتخابات القادمة المحلية والرئاسية, في ظل تجاهل السلطة وحزب الحاكم للضمانات, التي قدمتها أحزاب اللقاء المشترك لإجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة، والتي من أهمها تصحيح أوضاع اللجنة العليا وإدارتها المشرفة على الانتخابات ووضع الضمانات لحيادية مؤسسات الدولة ومقدراتها وسلطاتها... قلت للصديق: أنا غير مخول بالحديث نيابة عن اللقاء المشترك, فللمشترك ناطق مخول بالتعبير عنه, هو الأستاذ محمد قحطان. قال ما رأيك الشخصي هل يشارك المشترك في الانتخابات القادمة أم يقاطعها؟
قلت له رأيي ان يشارك ولا يشارك. قال هل هذه أحجية؟ قلت لا وإنما هو موقف من قضيتين: الأولى, المشاركة في الانتخابات كاستحقاق وطني. والثانية المشاركة في اللجان كشاهد زور ما شافش حاجة) أو شاف ولا يملك لنفسه ضراً لوا نفعاً.
رأيي ألا يشارك في اللجان وأن ينسحب أعضاؤه في اللجنة العليا مادامت أوضاع الإدارة الانتخابية مختلة ومنحازة وغير محايدة ولا متوازية, لأنه بمشاركته سوف يمنح الانتخابات شهادة مزورة بصرف النظر عما يقوله. عدم المشاركة في اللجان إعلان منذ البداية ان الانتخابات في ظل الادارة الحالية مشكوك في سلامتها, ومطعون في شرعيتها، وعلم المنطق يقول: (المقدمات تدل على النتائج), والاصرار على رفض تصحيح أوضاع الإدارة الانتخابية, لخلق الاطمئنان لدى الاطراف المتنافسة, دليل على النوايا المسبقة, وإلا فما الضرر في تطمين المشاركين لو كانت النية قائمة على إجراء انتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة؟!
قال الصديق: وما الذي يشاركون فيه؟ قلت يشاركون في العملية الانتخابية تسجيلاً وتصويتاً وترشيحاً ودعاية واحتكاكا بالجماهير. قال وما الفائدة والنتيجة معروفة سلفا؟ قلت له ايجابية المشاركة في العملية الانتخابية لا تقتصر على نجاح المرشح من عدمه.. العملية الانتخابية تدريب وتنشيط للكوادر, وتقديم للحزب ومرشحيه وبرنامجه. ومناسبة إعلامية هامة، سواءً لتوضيح الرؤى أو تعرية فشل الحزب الحاكم وسوء إدارته، والاستشهاد بأقواله على استشراء الفساد وما وصلت إليه الأحوال في كل المجالات. وبالاحتكاك بالجماهير يتجسد في اذهان المواطنين البديل ويرسخ في وعيهم دورهم في التغيير السلمي والديمقراطي, ويكسبهم الخبرة بأساليب التزييف وخطورتها, وأهمية أصواتهم في صناعة المستقبل الأفضل لهم ولأولادهم وأحفادهم. المواطن العادي لا يعرف ولا يقدر قيمة صوته، لأنه لا يعرف دور مجلس النواب أو الإدارة المحلية ولكنه يعرف جيداً فائدة الخمسمائة ريال التي تُدفع شراءً لصوته... المواطن إلى اليوم لا يدرك أن صوته يصنع الرؤساء. ويسقطهم. وفوق كل ما سبق المشاركة في العملية الانتخابية ممارسة لاستحقاق وطني علينا ان نتعود ونعود شعبنا عليه ترسيخا لثقافة ديمقراطية, وتعزيزاً للنهج الديمقراطي, وتوضيحا للمواطن أن الخلل في الممارسة وليس في الديمقراطية نفسها، وحتى لا يترسخ في ذهنه ان ما يجري على الساحة هو ديمقراطية حقيقية، وان ليس منها فائدة إذا كانت كذلك.
على أحزاب اللقاء المشترك ألا تشارك في لجان التزوير, ولكن عليها ان تشارك بقوة وفاعلية في العملية الانتخابية، وعليها ان تحدد بوضوح اهدافها من النزول والمشاركة بصرف النظر عما تقوم به اللجنة والإدارة الانتخابية, ومن ورائها السلطة ومراكز القوى.
أما فكرة المقاطعة للعملية الانتخابية فليست سوى هروب وتخل عن واجب وطني.
وفي نفس الوقت إعطاء فرصة لمن اراد التزوير ان يجري انتخابات صحيحة لاتزوير فيها, لأنه لا منافس له. وسوف تشهد الرقابة الدولية على ذلك وبشكل خاص والمقاطعة التي تعرفها حزابنا هي المقاطعة السلبية لا المقاطعة الايجابية، التي يخرج المقاطعون بلوحاتهم وشعاراتهم ليملأوا الساحات والميادين في كل أنحاء اليمن، وبزخم جماهيري كبير ترصده الكاميرات العالمية وتقارن بينه وبين صفوف هزيلة تقف أمام الصناديق. المقاطعة السلبية هي التي تعودت عليها الدول المتخلفة، حيث يذهب كل إلى داره لينعم بنوم هنيء، متغنياً بقول الشاعر:
دع المقادير تجري في اعنتها ولا تنامن إلا خالي البال
المشاركة الايجابية أفضل وأضمن, والمقاطعة الايجابية تحتاج إلى كثير من الضمانات، سواءً في اتساع الحشد او تفادي الصراع والمواجهة, اما المقاطعة السلبية فخزي, وعار, وسوء توفيق, واعلان صريح بانتهاء دور احزاب المعارضة, ودعوة للكوادر للبحث عن بدائل، فهي صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير.