عقدت محكمة البدايات المتخصصة جلستها للنظر في قضية الـ17 متهما من تنظيم «القاعدة» والمعروفة بخلية الزرقاوي، حيث قدمت النيابة العامة المضبوطات التي وجدتها السلطات بحوزة المتهمين، الذين مثلوا أمس بقاعة المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة والتي عقدت جلستها الثالثة ورأسها القاضي الجزائي محمد البعداني. ومن هذه المضبوطات 49 دائرة إلكترونية، قال وكيل النائب العام في هذه القضية إنها تعود لزعيم هذه الخلية علي عبد الله حصيان الحارثي، والذي قال إنه سلمها إلى الأمن السياسي بنفسه، ولم تضبط من خلال من اعتقلوه على ذمة التهم التي وجهتها النيابة العامة ضده مع رفاقه.  وقال إنه جهز هذا العدد من الدوائر الكهربية لحرب الأميركيين في العراق، وليس في اليمن كما جاء في عريضة الادعاء العام في الجلسة الأولى في هذه المحاكمة واتهم أجهزة التحقيق التي حققت في التهم الموجهة ضده بضربه، معتبرا أن ما أدلى به من اعترافات في محاضر جمع الاستدلالات الأولية غير صحيحة لكونها أخذت منه بالضغط والإكراه». وكشف عن أثار الضرب البادية على ظهره أمام القاضي البعداني، واشتملت هذه الدوائر الكهربائية 25 دائرة كهربة صغيرة، 13 دائرة متوسطة، 9 دوائر كهربية كبيرة، ومائة قطعة إلكترونية مختلفة الأنواع من مقاومات كهربية وأدوات ربط وكاوية لحام وجهاز قياس كهربائي. وأكد زعيم هذه المجموعة إنه سلم هذه الأدوات بنفسه لرئيس الأمن السياسي اللواء غالب القمش. وأعترف المتهم السادس من هذه القائمة من المتهمين الـ17 واسمه عمار المكنى عبد الله فاضل، وكنيته أبو عاصم بملكيته لقاذف «أر.بي.جي»، وثلاث قذائف من «أر.بي.جي» أيضا، و54 شريحة فيوز كبيرة وصغيرة، و20 دائرة كهربية للتفجير من على البعد وبطاريات وأسلاك كهربية، واكد أنه كان يستخدم هذه الأدوات لقتال الأميركيين في العراق عندما كان هناك قبل أن يعود إلى اليمن، وأنها تستخدم في الجيوش المنظمة وأنه كان يدرب على هذه المعدات الشباب في العراق في قتال الأميركيين. وعند سؤال القاضي للمتهم الأول في هذه القضية عن هذه المعدات قال إن كل اليمنيين يعشقون السلاح وأن لدى اليمنيين أسلحة متنوعة، وإن بإمكان أي شخص أن يشتري السلاح بمختلف أنواعه وأحجامه عدا الصاروخ والدبابة. ومن جانبه أقر المتهم الرابع واسمه علي الكردي وكنيته أبو إسرائيل، بان بعض المضبوطات تعود اليه، وهي عبارة عن صواعق مستخدمة، و5 شرائح إلكترونية، وبطارية صغيرة حجم 9 فولت، وأوضح انه يعمل في المجال الإلكتروني وتخصص فيه وتخرج من معهد ألماني كما عرضت النيابة العامة، 6 صواعق كهربية صالحة للاستخدام وصاعقين مستخدمين، و4 ساعات تنبيه، واثنتين منهما موصلتين بعدد من الأسلاك الكهربية بغرض التفجير المؤقت».

واعترف الكردي أنه كان يدرب الشباب عليها، مشيرا أن بعض المتهمين كانوا ينوون أخذ بعض المعدات معهم إلى العراق لكنه حذرهم من أن سلطات المطار لن تسمح لهم باصطحابها معهم أثناء صعود الطائرة.

فيما أنكر كل من ماجد الزهراني، ومحمد القرشي وهما سعوديان من ضمن هذه الخلية أي علاقة لهما بمسدس، قالت النيابة العامة إنه كان بحوزتهما لكن النيابة لم تحضر المسدس في هذه الجلسة. وقالت النيابة انه وجد بحوزة السعوديين 7 آلاف ريال سعودي من ضمن المضبوطات. وأوضحت النيابة وجود مضبوطات أخرى لم يتم إحضارها إلى قاعة المحكمة رافضة في ذات الوقت تحديد نوعها وهو ما جعل القاضي البعداني أن يتخذ قرارا يقضى بعرض كافة المضبوطات في الجلسة المقبلة، وجاء هذا الأجراء وفقا لمطالب الدفاع عن المتهمين. ونفى المتهمون التهم الموجهة إليهم من الادعاء العام معتبرين تلك التهم باطلة ببطلان إجراءات القبض والتفتيش، وتناقض قرار الاتهام بحسب قول المحامين المدافعين عنهم وأن ما تم استعراضه من استدلالات في محاضر التحقيقات الأولية، أرغموا عليها تحت الإكراه والتعذيب والحبس الانفرادي والتوقيع عليها قسرا. ذكر هذه الأمور المتهمون جمال المقرمي، علي الكردي، مساعد البربري، محمد الكبش، محمد هضبان، وحسن البيلي. وبعد الجلسة أمر القاضي البعداني بمقابلة أهالي المسجونين السعوديين الذين وصلوا من السعودية لهذا الغرض والحديث مع أسرهم بقاعة المحكمة وكان القاضي قد أمر الأسبوع الماضي بأن يتصل المتهمون السعوديون باسرهم باعتباره حقا مكفولا لهم.

وتتهم السلطات هذه الخلية من تنظيم «القاعدة» بتشكيل تنظيم مسلح يسعى لضرب المصالح الأميركية والغربية في اليمن وان هذا النشاط غير المشروع جاء بتوجيه من أبو مصعب الزرقاوي زعيم «القاعدة» في العراق.