اتفاق بين الصين وأمريكا خلال محادثات “نادرة” تطرقت لقضايا مهمّة
الموضوع: العالم
 

التقى وزيرا خارجية الصين وأمريكا، اليوم السبت، على هامش قمة العشرين في إندونيسيا، وذكرت مصادر إعلامية أن “بلينكن” حاول تصحيح ما أفسده “بايدن” خلال مباحثاته مع نظيره الصيني، وانغ يي، الذي أخبره بأن العلاقات بين البلدين “انحرفت”.

اتفاق بين الصين وأمريكا

ونقلت وسائل إعلام أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أبلغ نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم السبت، بأن العلاقات بين بلديهما مهددة “بالانحراف” أكثر عن مسارها بسبب قصور في نظرة الولايات المتحدة للصين.

كما نقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في بيان عقب اجتماعه مع بلينكن على هامش اجتماع لمجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا “يعتقد كثير من الناس أن الولايات المتحدة تعاني من نوبة خطيرة ومتنامية من رهاب الصين”.

وأضاف: أنه يتعين على واشنطن أن تلغي التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة على بكين في أقرب وقت ممكن وأن تكف عن فرض عقوبات أحادية الجانب على الشركات الصينية، وذلك في المباحثات التي وصفها البيان بأنها كانت “متعمقة” و “صريحة”.

وتابع وزير الخارجية الصيني: إنه بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الجانب الأمريكي توخي الحذر في أقواله وأفعاله فيما يتعلق بتايوان، ويجب ألا يرسل أي إشارات خاطئة للقوى المؤيدة “لاستقلال تايوان”.

وبحسب البيان، تبادل الجانبان أيضا وجهات النظر حول “قضية أوكرانيا”، دون أن يذكر تفاصيل.

وأوضحت الخارجية الصينية، أن وزيري الخارجية الصيني والأمريكي توصلا إلى “توافق” بشأن تحسين العلاقات بين البلدين.

وقالت وزارة الخارجية في بيان بشأن اللقاء “توصل الجانبان على أساس المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة، إلى توافق بشأن تعزيز مشاورات مجموعة العمل الصينية الأمريكية لتحقيق المزيد من النتائج”.

محادثات نادرة

من جانبه قال بلينكن إن محادثات نادرة أجراها مع نظيره الصيني في إندونيسيا، كانت “بناءة”، لكنه عبر عن مخاوف إزاء قضايا من بينها تايوان.

وأكد بلينكن عقب محادثات استمرت خمس ساعات أنه “رغم تعقيدات علاقاتنا، يمكنني القول بدرجة من الثقة إن وفودنا تجد محادثات اليوم مفيدة وصريحة وبناءة”.

وأضاف أنه عبر لنظيره الصيني عن مخاوف إزاء قضايا من بينها تايوان وهونغ كونغ وحقوق الإنسان وأوكرانيا، كما دعا الصين للنأي بنفسها عن روسيا.

وتابع بلينكن أنه قال لوانغ إنها “اللحظة التي نحتاج فيها جميعاً إلى النهوض كما فعلت دول مجموعة العشرين الواحدة تلو الأخرى، لإدانة العدوان والمطالبة، من بين أمور أخرى، بأن تسمح روسيا بالوصول إلى الغذاء العالق في أوكرانيا”.

ونهاية الشهر الفائت أعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وبريطانيا أنشأت مجموعة وصفتها بـ”غير رسمية”، تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول جزر المحيط الهادئ، في مواجهة الصين بعد تصعيد في المنطقة بين البلدين.

وأوضح البيت الأبيض أن إدارة الرئيس جو بايدن تعهدت بتخصيص قدر أكبر من الموارد لمنطقة المحيطين، الهندي والهادئ، بينما تسعى الصين لتعزيز الروابط الاقتصادية والعسكرية “المشروطة” مع دول جزر المحيط الهادئ المتعطشة للاستثمارات الأجنبية.

توترات وتصعيد

وأثيرت التوترات بالمنطقة بعد أن وقعت الصين اتفاقية أمنية مع جزر سليمان وحاولت توقيع مثيلها مع باقي الجزر في الأرخبيل، إلا أنّ الولايات المتحدة تعتبر ذلك “أطماعاً توسعية” ترفضها وتحاول التصدي لها إلى جانب دول المجموعة الجديدة بالمنطقة الاستراتيجية.

وتتواجه الصين والولايات المتحدة بأكثر قضية “حساسة” بين الطرفين وهي قضية تايوان، التي تطالب بالاستقلال عن الصين، فيما ترفض بكين ذلك وتهدد بغزوها عسكرياً، بالوقت الذي تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بحمايتها من أي غزو صيني محتمل.

 

وفي الـ10 من يوليو الفائت التقى وزيرا دفاع الصين وأمريكا في سنغافورة، وبحثا عدة قضايا أكدت بعدها وزارة الدفاع الأمريكية أن الوزير الأمريكي لويد أوستن ناقش قضايا الأمن العالمي والإقليمي، بما في ذلك ملف كوريا الشمالية، والغزو الروسي لأوكرانيا، وفي ملف تايوان أكد أوستن التزام الولايات المتحدة بسياستها الطويلة الأمد تجاه صين واحدة، والتي يسترشد بها قانون العلاقات مع تايوان، والبيانات المشتركة الثلاثة بين الولايات المتحدة والصين، والتأكيدات الستة، فيما بينهما.

وبذات القضية أكد أوستن على أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، ومعارضة التغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن، ودعا الصين إلى الامتناع عن المزيد من الأعمال المزعزعة للاستقرار تجاه تايوان.

وكان وزير الدفاع الصيني، وي فينغي، هدد بسحق “استقلال تايوان” والتعامل عسكرياً ضد أي جهة تحاول دعم هذه الفكرة “الانفصالية”.

زيارة بايدن حركت الأجواء

وازداد التحدي بين الصين والولايات المتحدة منذ زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة إلى شرق آسيا والتي حملت أهدافاً أبرزها مواجهة الصين، حيث وقّع بايدن اتفاقيات وعقد تحالفات مع دول المنطقة، وهو ما ازعج الصين التي حاولت الرد بالمثل.

 

وأجرت مؤخراً الصين وروسيا تدريبات عسكرية مشتركة في المحيط الهادئ، فيما قامت الولايات المتحدة واليابان بمناورات مماثلة، وأكدت الصين أن جيشها أجرى تدريبات تحاكي حرباً في تايوان.

وكان بايدن قد كرر في أكثر من مناسبة أن بلاده ستدعم تايوان إذا ما قررت الصين استعمال القوة العسكرية لضمها، وقال خلال زيارته لآسيا قبل أكثر من شهر: “نعم، سندافع عن تايوان عسكرياً إذا هاجمتها الصين!”، وهو ما أثار غضب الصين وأدى لأزمة سياسية وتهديدات عسكرية متبادلة رغم تبرير البيت الأبيض والتأكيد على أن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان لم تتغير.

مأرب برس - وكالات
الأحد 10 يوليو-تموز 2022

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://marebpress.net

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://marebpress.net/news_details.php?sid=185697